العدد 3843 - الجمعة 15 مارس 2013م الموافق 03 جمادى الأولى 1434هـ

فيلم «أرغو» يثير أزمة دبلوماسية وبن أفليك يرفع غصن الزيتون

«أريد أن أشكر كندا»... ربما تساءل من شاهدوا حفل توزيع جوائز الأوسكار في 24 فبراير/ شباط الماضي عما دعا الممثل بن أفليك لاستغلال هذه اللحظات الثمينة التي وقف فيها أمام الميكرفون بعد أن تسلم جائزة أفضل فيلم عن فيلمه «أرغو» Argo، ليشكر بلد يعتبره لا يكلف معظم الأميركيين أنفسهم عناء التفكير في أموره على الإطلاق». وكان بن أفليك قد قام بإخراج الفيلم وتقديم دور رئيسي فيه.

وليس أدل على ذلك من الكيفية التي قدمت فيها كندا في الفيلم الذي يعيد سرد تفاصيل أزمة الرهائن الأميركان في طهران في عام 1979. ويحكي الفيلم قصة ستة أميركيين تم إيواؤهم من قبل دبلوماسيين كنديين بعد أن اجتاحت عصابة إيرانية سفارة الولايات المتحدة الأميركية في طهران. لكن لماذا تُشكر كندا، لم يشكر أحد الهند حين فاز فيلم «المليونير المتشرد» Slumdog Millionaire بجائزة أفضل صورة، ولا أسكتلندا عند ما فاز فيلم «قلب شجاع» Braveheart بالجائزة نفسها.

في الواقع، فإن تعبير أفليك عن الامتنان والشكر لكندا هو بمثابة غصن زيتون يقدمه إلى كين تايلر، السفير الكندي في طهران في ذلك الوقت، للاعتذار عن الكيفية التي صور بها الفيلم الدور الكندي في حل الأزمة.

في فيلم «أرغو»، يقوم وكيل المخابرات المركزية الأميركية، الذي يلعب أفليك دوره، بوضع خطة لتهريب الأميركان الستة في هيئة طاقم فيلم كندي يستكشفون مواقع لتصوير فيلم وهمي، ويقوم تقريباً بتنسيق جميع الأمور اللازمة لتأمين هروبهم. لكن وفقاً لتايلر، فإن كندا هي من قامت بتنفيذ الخطة في المقام الأول. تايلر نفسه كان هو من اشترى تذاكر الطيران للمجموعة ورتب لنقلهم إلى مطار طهران. وليس ذلك فحسب، بل إن جيمي كارتر، الرئيس الأميركي في ذلك الوقت، قدم كل الدعم إلى خطة تايلر. وفي 21 فبراير/ شباط قال إن «90 في المئة من المساهمات في الأفكار وإتمام الخطة قدمتها كندا»، لكنه أضاف بأنه يعتقد أن «أرغو» فيلم درامي جيد يستحق نيل الأوسكار. ليس من المستغرب أن تسعى هوليوود لتمجيد المآثر الأميركية، وهي تفعل الأمر بشكل سريع وتضيع الحقيقة في وسط ذلك. ولذا أصرّ أفليك على ذكر أن الفيلم مبني على قصة حقيقية لكن بشكل فضفاض، وأن معظم اللحظات المميزة في الفيلم بما فيها مشاهد المطاردة على مدرج المطار، هي في الواقع خيالية تماماً.

المخرج كان قد بالغ في التقليل من جهود كندا بعدم توجيهه الدعوة إلى تايلر لحضور العرض الأول للفيلم في تورونتو في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي. كما إنه أضاف عبارة في نهاية الفيلم تشير إلى أن تايلر تلقى 112 إشادة وشكر على العملية، وذلك قبل عام 1997 وقبل كشف اللثام عن دور وكالة الاستخبارات المركزية في العملية» في إشارة إلى أن تايلر حصل على شكر للجهود التي قام بها الأميركان.

في الشهور الأخيرة بذل أفليك قصارى جهده للتكفير عن هذا الخطأ، إذ قام بدعوة تايلر لحضور العرض الأول للفيلم في لوس أنجليس، كما قام بتغيير العبارة لتشمل اعترافاً متردداً لكن أكثر دقة بدور تايلر. إذ أصبحت العبارة «إن مشاركة وكالة المخابرات المركزية الأميركية جاءت مكملة للجهود التي بذلتها السفارة الكندية لتحرير المحتجزين الستة في طهران» و «حتى يومنا هذا تعتبر القصة نموذجاً للتعاون الدولي بين الحكومات».

هذه الخطوات، إلى جانب تعبير أفليك عن الامتنان في حفل الأوسكار، تبدو وكأنها هدأت تايلر أخيراً، وذلك بحسبما أشار أفليك في أعقاب حفل توزيع الجوائز، إذ قال «في ظل هذه الظروف، أعتقد أن الأمر على ما يرام». لكن ورطة أفليك الدبلوماسية لم تنتهِ بعد، إذ إن الدبلوماسيين البريطانيين والنيوزيلنديين الذين كانوا موجودين في طهران في ذلك الوقت عبروا عن غضبهم للإشارات التي تضمنها الفيلم زوراً حول تخليهم عن الأميركيين الستة قبل أن تجد المجموعة ملجأ لدى الكنديين.

على رغم ذلك فإن أفليك عبر عن حب شديد لنيوزيلندا ولشعب الكيوي في أعقاب حفل توزيع جوائز الأوسكار.

العدد 3843 - الجمعة 15 مارس 2013م الموافق 03 جمادى الأولى 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً