حينما تأتي مناسبة الحديث عن لعبة كرة اليد، فإن أول شيء يراود قلمي هي فترة ممارستي للعبة، لاعبا وإداريا وحكما، قبل أن تعصف إحدى مباريات ربع نهائي دورة الألعاب العربية لكن «قدر الله وما شاء فعل» فتلك المباراة التي جمعت بين المغرب وسورية أبعدتني عن تحكيم اللعبة لأتفرغ للعمل في بلاط صاحبة الجلالة السلطة الخامسة.

ولكن أكثر ما يستحق الذكر في هذه الزاوية تشكيل أول منتخب بحريني لكرة اليد تشرفت برئاسة بعثته المشاركة في بطولة كأس فلسطين الأولى التي أقيمت على ملاعب الجزيرة بمدينة القاهرة، ففي هذه البطولة عرفنا مستوانا الحقيقي الذي لم يكن أوفر حظا من طالب في المرحلة الابتدائية عليه أن يمتحن في امتحانات السنة النهائية في كلية التربية الرياضية بالهرم. ولكن الحمد لله اكتشفنا من المباريات أننا لم نكن الأضعف في الدورة لان هناك منتخبات دول التعاون وبعض المنتخبات العربية المبتدئة، ولكن أتذكر سعادتنا كوفد حينما تسلمت كأس اللعب النظيف من وزير الحكم المحلي راعي حفل ختام البطولة.

صورة كرة اليد في ذهني لم تختلف عما هي عليه الآن مع فارق في خطط اللعب والتكتيك الجماعي وسرعة تنفيذ الخطط، فقد كانت اللعبة أجساما فارهة قوية ورميات سريعة صاروخية، لذلك سميت بلعبة الأقوياء.

من القاهرة غادرنا إلى سورية للمشاركة في دورة الألعاب العربية، وبعد أن كنت رئيسا للبعثة أصبحت حكما مرافقا للمنتخب الذي حقق أفضل نتيجة عرفتها اللعبة في بداية مشواره حينما فاز بالمركز الثالث بعد تغلبه على المنتخب المغربي.

تلك الدورة كانت بالنسبة لي بداية النهاية في تحكيم كرة اليد على رغم الأحلام الكبيرة التي كان يحملها شاب يافع طموح كان يمني النفس بالوصول للعالمية بعد حصوله على ثقة الاتحاد الآسيوي لتحكيم مباراة الدور قبل النهائي لبطولة آسيا على رغم أنني لم أكن حاصلا على الشارة الدولية.

عباس العالي