تسلمت الحكومة التونسية الجديدة بعد ظهر أمس الخميس (14 مارس/ آذار 2013) مهامها بشكل رسمي بالتزامن مع جنازة بائع متجول أحرق نفسه الثلثاء الماضي في قلب العاصمة في حادثة أعادت إلى الأذهان انتحار البائع المتجول، محمد البوعزيزي مفجر «الثورة» التي اطاحت مطلع 2011 بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
والأربعاء حصلت الحكومة على ثقة المجلس التأسيسي (البرلمان) بغالبية الأصوات.
وتسلم القيادي في حركة النهضة الإسلامية ورئيس الحكومة الجديدة، علي العريض مقاليد السلطة من الأمين العام للحركة، حمادي الجبالي الذي استقال من رئاسة الحكومة في 19 فبراير/ شباط الماضي إثر اغتيال شكري بلعيد المعارض اليساري المناهض لحكم الإسلاميين في السادس من الشهر نفسه.
وكان الجبالي استقال احتجاجاً على رفض حزبه مقترحاً بتشكيل حكومة تكنوقراط غير متحزبة لإخراج البلاد من الأزمة السياسية التي أججها اغتيال شكري بلعيد (48 عاماً).
وتضم الحكومة الجديدة ممثلين عن حركة النهضة وحزبي «المؤتمر» و»التكتل» شريكيها العلمانيين في الائتلاف الحكومي الثلاثي، إضافة إلى مستقلين أسندت إليهم وزارات السيادة (الدفاع والداخلية والعدل والخارجية).
ونبهت الصحف التونسية الصادرة أمس (الخميس) إلى أن الحكومة الجديدة «ليس من حقها الخطأ» نظراً لما تعيشه البلاد من تحديات ومشاكل اجتماعية وسياسية وأمنية متفاقمة يقول مراقبون إنها تستدعي حلولاً سريعة.
يأتي ذلك في ما تحولت جنازة البائع المتجول عادل الخزري (27 عاماً) الذي أحرق نفسه قبل أيام في قلب العاصمة احتجاجاً على تردي ظروفه المعيشية، إلى تظاهرة شارك فيها مئات الأشخاص في قرية سوق الجمعة من ولاية جندوبة (شمال غرب).
وقالت مراسلة «فرانس برس» إن حوالى 400 شخص من المشاركين في جنازة الشاب تجمعوا أمام منزل عائلته ورددوا هتافات معادية لحركة النهضة الإسلامية الحاكمة من بينها «خبز وماء والنهضة لا».
كما رفعوا لافتات كتبوا عليها باللغة الفرنسية شعارات تطالب رئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي بـ «الرحيل».
وأعادت حادثة إحراق الخزري نفسه إلى الأذهان انتحار البائع المتجول محمد البوعزيزي مفجر «الثورة» التي أطاحت مطلع 2011 بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
وردد المتظاهرون هتافات أخرى مثل «يا حكومة عار...عار...عادل أحرق نفسه بالنار».
العدد 3842 - الخميس 14 مارس 2013م الموافق 02 جمادى الأولى 1434هـ