أثار انتخاب الأرجنتيني خورخي برغوليو أول بابا يتحدر من القارة الأميركية، مفاجأة كبرى في أميركا اللاتينية بأسرها وخرج سكان بوينس آيرس بشكل عفوي إلى الشوارع واحتشدوا أمام الكاتدرائية احتفالاً بوصول رئيس الأساقفة السابق للعاصمة الأرجنتينية إلى سدة البابوية.
وفور الكشف عن هوية البابا الجديد من قبل الكاردينال الفرنسي، جان-لوي توران من على شرفة كاتدرائية القديس بطرس، تجمع نحو 200 شخص لإحياء قداس في كاتدرائية بوينس آيرس وسط تصفيق كثيف.
وبدأت الحشود تتوافد سريعاً أمام المبنى المواجه لساحة مايو الشهيرة في وسط العاصمة للاحتفال بانتخاب هذا اليسوعي البالغ من العمر 76 عاماً والذي ولد في حي فلوريس المجاور المتواضع.
وكان الحاضرون يعبرون عن فرحتهم بمعانقة بعضهم البعض والصلاة ولم يتمكن كثيرون منهم من حبس دموع الفرح كما أفاد مراسل وكالة «فرانس برس».
وقال غاستون هال العامل في مجال الإعلانات والبالغ من العمر 37 عاماً ويعتبر نفسه كاثوليكياً ملتزماً «لقد فوجئت، لم أكن أعتقد أنهم سينتخبون برغوليو» قبل الدخول إلى الكاتدرائية الواقعة بالقرب من مقر الرئاسة الأرجنتينية.
وقال ماريانو سوليس الموظف البالغ من العمر 33 عاماً «أنا مسرور جداً وفوجئت كثيراً لأنني لم أكن أتوقع ذلك. حين تصاعد الدخان الأبيض اعتقدنا أن المرشح البرازيلي أو الإيطالي قد انتخب»، مضيفاً «كنت ذاهباً إلى السينما مع صديقتي وحين علمنا بالنبأ جئنا إلى الكاتدرائية لكي نلتقي جميعاً».
وفاجأ النبأ حتى مسئولي الكنيسة الأرجنتينية كما قال الناطق باسم الأسقفية فيديريكو والس. وقال والس في مؤتمر صحافي أمام الكاتدرائية «برغوليو غادر بذهنية هادئة إلى الفاتيكان مع بطاقة عودة مرتقبة لمنتصف الأسبوع المقبل». وأكد أنه في شوارع بوينس آيرس هناك عدة إعلانات عن إحيائه قداديس الأسبوع المقدس.
وخورجي برغوليو هو أول يسوعي يصل إلى سدة الباباوية. وقال الأسقف المساعد لبوينس آيرس أدواردو غارسيا للصحافيين إنه «رجل بسيط ويتعاطف كثيراً مع المحتاجين».
وبعد ساعة على الكشف عن هوية برغوليو، رحبت رئيسة الأرجنتين، كريستينا كيرشنر بانتخابه متمنية له «مهمة رعوية مثمرة» وذلك في بيان نشرته الحكومة. وكيرشنر تقول إنها كاثوليكية ملتزمة لكن علاقاتها مع برغوليو غالباً ما اتسمت بتوتر.
فقد انتقد برغوليو بشدة مبادرات الحكومة التي أدت في 2010 إلى إصدار قانون يشرع زواج مثليي الجنس وفي 2012 إلى قانون آخر يسمح للمتحولين جنسياً باختيار الجنس الذي يريدونه في دوائر الأحوال الشخصية.
وفي أماكن أخرى في هذه القارة التي تعد أكبر عدد من الكاثوليك في العالم (40 في المئة من العدد الإجمالي للكاثوليك في العالم) رحب عدة مسئولين دينيين وسياسيين عن فرحهم لكن أيضاً عن مفاجأتهم لأن المرشحين اللذين تم التداول باسميهما في غالب الأحيان للوصول إلى السدة البابوية كانا البرازيلي أوديلو بيدرو شيرر والمكسيكي خوسيه فرانشيسكو روبلس. وفي ساو باولو حيث أكبر أبرشية في القارة ومعقل شيرر احتفل عشرات المؤمنين بانتخاب أول بابا من أميركا الجنوبية رغم بعض خيبة الأمل. وقال روسيفالدو دوس سانتوس (38 عاماً) لوكالة «فرانس برس»: «كنا نريد بابا برازيلياً لكن الأرجنتينيين هم أشقاؤناً وجيراننا. وهذا أمر جيد أيضاً».
وفي المكسيك ثاني دولة في القارة الأميركية من حيث عدد الكاثوليك، رحب الأمين العام لمؤتمر الأسقفية المكسيكية، أوجينيو ليرا بانتخاب البابا «الذي ملأ النفوس بالفرح لأنه يمكننا التواصل أكثر مع شخص يعرف واقع شعوبنا في أميركا اللاتينية».
وفي موقف يلخص الشعور العام رحب الرئيس الكولومبي، خوان مانويل سانتوس «بوصول، للمرة الأولى في التاريخ، بابا أميركي لاتيني بابا من أميركا الجنوبية وبابا لغته الأم هي الإسبانية».
العدد 3842 - الخميس 14 مارس 2013م الموافق 02 جمادى الأولى 1434هـ