فاجأت كوريا الشمالية العالم في التاسع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بإجراء أول تجربة نووية ناجحة أثارت ردود فعل دولية غاضبة أثمرت باتخاذ قرار في مجلس الأمن الدولي يقضي بفرض عقوبات عليها. وتوالت المفاجآت من قبل بيونغ يانغ أمس، إذ أعلنت عن رغبتها في العودة إلى المفاوضات السداسية من دون شروط مسبقة وأبدت استعداداً للتخلي عن السلاح النووي فيما كان العالم يترقب إقدامها على إجراء تجارب نووية وصاروخية أخرى في مواجهة التحدي الدولي.

ويعني هذا الاختراق الكبير أن المحادثات السداسية بشأن البرامج الكورية الشمالية المتوقفة منذ أكثر من سنة، ستستأنف في نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري أو ديسمبر/ كانون الأول المقبل ويعيد التأكيد على التعهد الذي قطعته كوريا الشمالية في سبتمبر/ أيلول الماضي، بالتخلي عن أسلحتها النووية مقابل «ضمانات أمنية» و»تطبيع العلاقات» و»حوافز في مجال الطاقة» وغيرها من المساعدات.

وكانت بيونغ يانغ, قبل أن تلجأ إلى خيار الانضمام إلى نادي الدول التي تمتلك أسلحة نووية, أعلنت في نوفمبر الماضي عن شروط لتطبيق ذلك وأعلنت مقاطعتها المحادثات السداسية بعد أن فرضت واشنطن عقوبات مالية متهمة الدولة الشيوعية تبييض الأموال وتزييف العملة. وأصرت الدولة الستالينية وقتها على عدم العودة إلى المحادثات إلا بعد رفع العقوبات المالية.

واليوم وعقب صدور قرار من مجلس الأمن في 14 أكتوبر الماضي، يجيز فرض عقوبات مالية وعقوبات أخرى على كوريا الشمالية، عدلت بيونغ يانغ عن خط المواجهة واتخذت خيار التفاوض عبر السداسية, لكن ما هي المكاسب والضمانات التي ستجنيها ولم يعلن عنها حتى الآن؟ من دون شك فإنها ستكون كبيرة ومضمونة وخصوصاً أن لكوريا الشمالية تجربة سابقة فاشلة في هذا المجال، كما أن إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش يكفيها ما يدور في العراق وإيران ولا ترغب في فتح جبهة جديدة قد تخلط أوراقها. وعليه نجد أن كوريا الشمالية اختارت التوقيت المناسب للعلب بالورقة الرابحة