العدد 1517 - الثلثاء 31 أكتوبر 2006م الموافق 08 شوال 1427هـ

«بوعلي» يطرق عالم الجن في أولى محاولاته «الفيلمية»

بتقنية جديدة وطرح جريء

الجفير - منصورة عبدالأمير 

31 أكتوبر 2006

نظم نادي البحرين للسينما مساء الخميس الماضي عرضاً خاصاً لفيلم الرعب الشبابي القصير «بينهم» الذي قام بإخراجه وتأليفه وكتابة نصه محمد راشد بوعلي. حضر العرض مجموعة من الصحافيين والمهتمين بتشجيع الطاقات الشبابية في هذا المجال، بالإضافة إلى طاقم الفيلم وعدد من أعضاء مجلس إدارة نادي البحرين للسينما.

قبل بداية العرض أعطى بوعلي نبذة موجزة عن فيلمه، مشيراً إلى أن المشاهد بحاجة إلى التركيز في مختلف المشاهد ليتمكن من فهم الفيلم والربط بين العوالم الثلاثة التي يستعرضها، وهي كما يفيد «عالم الواقع، الخيال، وعالم تصوير الفيلم»، ويفصل بينها غشاء رقيق.

يتناول «بينهم» قصة مجموعة من الشباب يرغبون في إنتاج فيلم رعب وإثارة فيلجأون إلى عالم الجن وإلى إحدى المناطق النائية التي يعتقد أنها مسكونة بالجن. وعلى رغم ما يتوقعه البعض من «ربكة» قد يقع فيها المشاهد نتيجة المزج في استعراض هذا العوالم الثلاثة، فإن المخرج تمكن وبذكاء شديد من جعل الألوان تلعب دوراً في الفصل والتمييز بين كل من هذه العوالم.

في هذا الفيلم يقول المخرج إنه تطرق إلى قضايا لم يتم تناولها مسبقا في أي عمل شبابي آخر، كما طرح نماذج مجتمعية لم يجرؤ أي عمل خليجي سابق على طرحها مثل نموذج الفتى الناعم أو «البناتي»، ومجموعة الفتية «المصبنجية».

بوعلي، الذي يخرج ويكتب لأول مرة، ترك نهاية فيلمه مفتوحة، وقدم قصته بأسلوب غريب معتمدا تقنيات جديدة على الأفلام الشبابية، مستفيدا كما يؤكد من بعض أشهر أفلام الإثارة النفسية مثل فيلمي «Memento» و «Mulholland Park» وهو على رغم استفادته تلك، صاغ التقنيات التي استعارها بأسلوب جديد وقدمها برؤية شبابية خاصة به. كذلك تعمد المخرج جعل نهاية فيلمه مفتوحة غير واضحة متيحاً الفرصة للمشاهد ليفكر ويفهم الحوادث من وجهة نظره الخاصة، فاتحاً المجال لمختلف التفسيرات والتأويلات.

لم تتجاوز مدة عمل الطاقم على الفيلم الأسابيع الثلاثة، فقد بدأ التصوير منذ الليالي الأولى التي ظهر فيها القمر في شهر رمضان. ولزيادة صدقية الحوادث يؤكد بوعلي اختياره وطاقمه إحدى مناطق البحرين التي تنتشر شائعات كثيرة عن كونها مسكونةً بالجن فعلاً وهذا كما يؤكد بوعلي: «أعطى الفيلم لمسة واقعية وجعل الشباب يتفاعلون مع العمل بشكل أكبر».

لحد الآن لم يقرر بوعلي، الذي بذل هو وطاقمه جهدا كبيرا لصناعة هذا الفيلم، أي المهرجانات التي ينوي المشاركة فيها بفيلمه لكنه يحتمل أن يتوجه إلى مسابقة أفلام من الإمارات، وذلك بهدف الاطلاع على أعمال الأخرى وكسب الخبرة وفي الوقت نفسه الحصول على المزيد من الملاحظات التي من الممكن أن تطور أداءه في المستقبل

وعلى رغم إقراره ببعض العيوب في فيلمه الذي استخدم فيه كاميرا تصوير عادية صغيرة الحجم، فإن بوعلي يؤكد أن عملية المونتاج غطت على كثير من أخطاء الفيلم الذي لا تتجاوز مدته 45 دقيقة. كذلك ساهمت المؤثرات الخاصة الصوتية والبصرية التي نفذها كل من عبدالله رشدان وعلي الشهابي إلى حد كبير، في إعطاء قوة خاصة للفيلم وخلق أجواء رعب وإثارة عاليين، تماما كما ساهمت الموسيقى في إضفاء الأجواء ذاتها.

عن مشاركته في العمل أكد رئيس اللجنة الثقافية وعضو مجلس إدارة النادي وأحد ممثلي الفيلم نضال بدر: «كانت تجربة جميلة ومميزة بالنسبة إلي، وخصوصاً أني أعمل مع شباب معظمهم يشارك في تجربة فيلمية للمرة الأولى»، مؤكداً أن مشاركته تلك «تأتي في إطار دعمي الوجوه الشابة والطاقات الشبابية الجديدة» مفيداً قيامه بدور وجده مميزاً.

وعن نشوء فكرة الفيلم، قال بدر: «جاءت الفكرة عن طريق المخرج والمؤلف وهو من الشباب المهتمين بالجانب السينمائي، وله كتابات في هذا المجال. وعرض فكرته تلك، المصاغة بأسلوب جديد وغير تقليدي، على الكاتب فريد رمضان فلقي الدعم والتشجيع منه»

بعدها، كما يضيف بدر «عرض بوعلي الفكرة عليّ وعلى الفنان القدير عبدالله السعداوي وعبدالله سويد وعبدالله رشدان، فوافقنا على الفور، وخصوصاً أننا جميعا عملنا في أفلام مشابهة مسبقاً، ونحمل خبرةً في هذا المجال».

ويقول بدر إن «العمل لم يخلُ من الثغرات والسلبيات باعتبارها أول تجربة للمخرج سواءً من حيث الكتابة أو الإخراج»، لكنه «واثق بأن المشروعات المستقبلية لبوعلي ستكون أكثر تطوراً ونجاحاً».

يذكر أن نادي البحرين للسينما يعمل دائما على تشجيع ودعم المشروعات الشبابية في مجال صناعة الأفلام وذلك بهدف خلق قاعدة قوية في سبيل تطوير السينما البحرينية.

يمكن اعتبار فيلم «بينهم» محاولة جيدة تستحق الوقوف عندها فهو وعلى رغم كل أخطائه قدم جديدا في مجال صناعة الأفلام الشبابية القصيرة، وتمكن من وضع لبنة من لبنات صناعة فيلم رعب شبابي قصير، استطاع صانعوه - على رغم قلة ومحدودية إمكاناتهم - أن يجعلوا مشاهده يعيش جواً من الرعب والخوف الذي عاشه أبطاله وممثلوه

العدد 1517 - الثلثاء 31 أكتوبر 2006م الموافق 08 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً