اجتماع غرب آسيا التي عقد في العاصمة الأردنية (عمان) من أجل التوافق على مرشح عربي واحد في انتخابات رئاسة الاتحاد الآسيوي أثبت المقولة الشهيرة «اتفق العرب على أن لا يتفقوا»، بعد خروجه بخفي حنين وكأنها كانت جلسة ودية بين الأشقاء العرب.

أسباب كثيرة جعلت الاجتماع يخرج وكأنه لم يُعقد، لأنه في الأساس كان من أجل التوافق على مرشح عربي واحد، ولم يتفق العرب مع بعضهم البعض، وكان هذا الأمر أحد الأسباب المهمة التي جعلت الاجتماع لا يجد فحواه، إضافة إلى أن هناك سببا آخر وهو الوقت المتأخر للاجتماع وخصوصاً أن الشيخ سلمان بدأ حملته الانتخابية من خلال جولاته المكوكية بينما الأشخاص الآخرين يغردون خارج السرب بتصريحاتهم الغريبة والعجيبة.

أحد المترشحين خرج بتصريح يقول فيه إن دخوله للانتخابات من أجل تقريب وجهات النظر بين مترشحين لتنازل أحدهم والبقاء على مرشح واحد، وبعد فترة وجيزة اختلف تصريحه 180 درجة عندما أعلن بأنه لن ينسحب حتى إذا وصل الأمر إلى دخوله في صراع مع المرشحين الآخرين.

لا داعي الآن لاجتماع ثان بين دول غرب آسيا للاتفاق على مرشح واحد، وبدا واضحاً أن الجميع متمسك بترشحه والأفضل أن يبدأ المترشحون حملاتهم الانتخابية بدلاً من انتظار التوافق العربي الذي لن يحدث، والسير على خطى سلمان بن إبراهيم الذي سبق الجميع بجولاته ويبدو أنه جمع الأصوات قبل الجميع.

صحيح أن التقاسم بين 3 مترشحين في الأصوات ليس من صالح العرب، لكن التصويت يعتمد على علاقات المترشح بين الدول، وأصبح من الضروري البحث عن ضمان الأصوات للمترشح من خلال الجولات المكوكية، وليس فقط لدى العرب إنما الدول الآسيوية الأخرى التي يبدو أنها ستذهب لمرشح البحرين سلمان بن إبراهيم الذي يعتبر الأكفأ والأفضل لتولي رئاسة الكرة الآسيوية في ظل حنكته وخبرته في الساحة الآسيوية والعالمية من خلال المناصب الكثيرة التي تقلدها في السنوات الماضية.

أخيراً... إن ما حدث في الانتخابات السابقة التي جمعت الرئيس السابق محمد بن همام والشيخ سلمان بن إبراهيم أثبتت قدرة الأخير على قيادة أكبر اتحاد قاري لأنه عمل المستحيل وكان قريبا من تولي الرئاسة، وأتمنى كل التوفيق لـ «بوعيسى» في رحلته المقبلة والحصول على كرسي الرئاسة.