حذر الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم الثلثاء (12 مارس/آذار 2013)، من أن الولايات المتحدة لن تتمكن من سد عجز الموازنة في العقد المقبل لأن المشروع الذي قدمه الجمهوريون سيؤدي إلى اقتطاعات كبيرة في البرامج الاجتماعية التي يعتمد عليها عدد كبير من السكان.
ومع أن أوباما يريد استمالة أعضاء الكونغرس ومن ضمنهم خصومه الجمهوريين، إلا أنه دعا إلى مقاربة تعيد الاستقرار المالي وتحافظ في الوقت نفسه على نظام الرعاية الصحية للأكثر فقراً والمسنين وتحمي الطبقة الوسطى.
واعتبر أوباما أن المشروع الذي كشف عنه عضو الكونغرس الجمهوري بول راين يوم الثلثاء لإعادة الاستقرار إلى الموازنة في السنوات العشر المقبلة صارم للغاية.
وصرح أوباما «لن نتمكن من سد عجز الموازنة في العقد المقبل لأن ما يقترحه بول راين لتحقيق ذلك معناه وضع سقف للضمان الصحي للمسنين وإجراء اقتطاعات كبيرة في برامج على غرار التغطية الصحية (للمواطنين) الأشد فقراً».
وتابع «سيتعين علينا في هذه الحالة أن نفرض ضرائب على أسر الطبقة الوسطى أكبر بكثير من الآن وإلا لن نتمكن من خفض المعدلات بالطريقة التي يقترحها».
ويتعين على أوباما أن يجري في اليومين المقبلين لقاءات على حدة مع جمهوريين من المجلسين، وأن يجتمع إلى أعضاء من الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب.
وبذل أوباما في الأيام الأخيرة جهوداً جديدة بلقائه مع عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين لتناول العشاء.
وقال زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل أمام صحافيين: «إننا نرحب بمبادرة الرئيس».
وغادر أوباما الكابيتول من دون الإدلاء بتصريح، لكن كبير الأعضاء الديمقراطيين في مجلس الشيوخ كارل ليفن أوضح للصحافيين أن الرئيس «تحدث كثيراً عن مسائل الموازنة».
وقال ليفن: «يعتقد (أوباما) أن من الأهمية بمكان أن نعالج هذه المشكلات معاً، وقال إن العمل بالتشاور مع الجمهوريين للتوصل إلى صفقة كبيرة (...) أمر بالغ الأهمية».
وأضاف «من الضروري القبول بتسويات، والرئيس لم يلاحظ عدداً كبيراً منها حتى الآن لكنه سيواصل المحاولة».
إلا أن الانقسامات العميقة التي ظهرت يوم الثلثاء عندما كشف المعسكران عن مشاريعهما للموازنة، يمكن أن تهدد بإفشال الجهود نحو التوصل إلى تسوية.
وقال راين المرشح السابق لمنصب نائب الرئيس إلى جانب ميت رومني الذي هزمه أوباما في نوفمبر/تشرين الثاني، إن مشروعه «سيخفف من العبء الثقيل» للدّين الذي يهدد مستقبل الولايات المتحدة من خلال تقليص العجز بمعدل 4600 مليار دولار.
ولا يتضمن مشروع راين أي عائدات من الضرائب بينما ينص على اقتطاعات كبيرة في النفقات وتغييرات كبيرة في برامج اجتماعية مثل الضمان الصحي للمسنين والأكثر فقراً، في محاولة لسد العجز في الموازنة خلال عشر سنوات.
وأكد راين، أن خطته تشكل «دعوة لرئيس الولايات المتحدة وديمقراطيي مجلس الشيوخ إلى أن نعالج هذه المشكلات معاً»، فيما يقترب الدّين الفيدرالي الأميركي من عتبة 17 ألف مليار دولار.
وفي الوقت نفسه يستعد الديمقراطيون في الكونغرس لكشف مشروعهم الذي سيشمل تحقيق عائدات جديدة بقيمة ألف مليار دولار واقتطاعات بقيمة ألف مليار دولار.
وتوقع البيت الأبيض الذي يتعرض للانتقاد من قبل الجمهوريين بسبب تأخره في تقديم مشروعه للموازنة، بأن أوباما سيعرض خطته بعد الثامن من أبريل/نيسان.
العدد 3841 - الأربعاء 13 مارس 2013م الموافق 01 جمادى الأولى 1434هـ