أعلنت السفارة اليابانية أمس الثلثاء (12 مارس/ آذار 2013)، عن افتتاح المعرض الفني «من ثقافة العنف إلى ثقافة السلام: نحو عالم خالٍ الأسلحة النووية» الأول في البحرين، والذي يدعو إلى ثقافة السلام، ويضم نحو 18 لوحة فنية، تتحدث عن الأضرار البيئية للأسلحة النووية.
وأقامت السفارة حفل افتتاح المعرض صباح أمس في متحف البحرين الوطني، وذلك برعاية وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، وبحضور عدد من السفراء والدبلوماسيين في البحرين.
وأعلنت السفارة أن المعرض سيكون مفتوحاً أمام الجمهور اعتباراً من اليوم الأربعاء (13 مارس/ آذار 2013)، في قاعة العرض الغربية بمجمع السيف، ولغاية 23 مارس الجاري.
وأكدت رئيس منظمة سوكا جاكاي الدولية دايساكو إيكيدا، أن هذا المعرض يقام للمرة الأولى في الشرق الأوسط. وأقيم سابقاً في 29 دولة وإقليماً.
وقالت في كلمة لها: «إن البحرين كجزيرة محاطة بالمياه الغنية في الخليج، لم تكن مزدهرة على مدى قرون بسبب موقعها الاستراتيجي للتجارة الحرة فحسب، بل إنها كانت تفتخر أيضاً بتأريخ التبادلات مع الحضارات المختلفة بكل نشاط، فمن المعروف أنها تلعب دوراً مهماً كهمزة الوصل بين مجلس التعاون لدول الخليج العربي».
وذكرت إيكيدا أن «هناك تحديات متراكمة من القضايا العالمية نواجهها اليوم، بما فيها قضية تدمير البيئة والتي لا يمكن حلها بجهود منفردة وبدولة واحدة. لذلك يجب علينا نحن البشر أن نخرج من المأزق في عصر الأسلحة النووية الذي تتناطح خلاله التهديدات المختلفة، ما يسبب تصاعداً دائماً للقلق والخوف، فحان الوقت أن نبني عصر «التضامن العالمي»، الذي يتطلب العمل المشترك والتعاون الجماعي لحل «التحديات المشتركة» مثل قضية تدمير البيئة».
وأشارت إلى أن «الهدف المعلن في المادة 26 من ميثاق الأمم المتحدة، والتي تدعو مجلس الأمن إلى وضع منهاج لتنظيم التسليح، هو «إقامة السلم والأمن الدولي وتوطيدهما بأقل تحويل لموارد العالم الإنسانية والاقتصادية إلى ناحية التسليح». إلا أنه يتم إنفاق مبلغ هائل من الأموال للأسلحة النووية وتبلغ قيمتها الإجمالية السنوية في العالم بأكمله إلى 105 مليارات دولار».
وأفادت أنه «إذا تمت إعادة توجيه هذه الموارد من أجل حل القضايا العالمية مثل الفقر والتدهور البيئي، سيتم تحقيق حماية الحياة وكرامتها لكثير من الناس في كل أنحاء العالم وتأثيره بلا حد».
وأكدت أنه «يجب أن نقوم بإحالة الوضع الحالي غير الإنساني، الذي لايزال يسمح باستثمار الموارد والأموال في أسلحة القتل والتدمير إلى الوضع الذي يسمح باستثمارها في جهود لأجل حل القضايا العالمية».
وفي حديثها عن المعرض، أوضحت أنه «يهدف إلى المساهمة في إعادة النظر إلى المشاكل المرتبطة بالأسلحة النووية، وكذلك في بناء «التضامن العالمي»، لكي نضع حداً على العصر النووي».
وتطلعت إلى أن «تكون هناك فرص لمناقشة هذه القضية الحيوية بين مشاهدي هذا المعرض، ولتبادل انطباعاتهم مع الأصدقاء والمعارف عن «كيف تؤثر الأسلحة النووية على حياتنا»، و»لماذا من الضروري استئصالها». فإنني على ثقة تامة بأن الفهم والشعور المشتركين اللذين ينتشران من خلال الحوار هو طريق صحيح لتحقيق «العالم بدون أسلحة نووية». وبالتالي، رغم أنه قد يعتبر طريقاً غير مباشر، فإنه هو الطريق الأثبت لبناء «السلام الدائم في العالم».
وأضافت: «في مايو من العام 2010، خلال المؤتمر الاستعراضي لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، تم الموافقة على عقد مؤتمر حول إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وجميع أسلحة الدمار الشامل الأخرى في الشرق الأوسط. وآمل من أعماق قلبي أن يساهم هذا المعرض في خلق مناخ ملائم لتحقيق مثل هذه المنطقة.
ويقام المعرض بالتعاون بين جهات عدة، وهي: «مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة (دراسات)، والحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية» (ICAN)، ومركز الإعلام التابع للأمم المتحدة (UNIC) في البحرين، ووكالة إنتر بريس سيرفس (IPS)».
من جانبه، أكد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة أن هذا المعرض «رسالة إلى دول العالم كله، ومنها إلى إسرائيل وإيران».
واعتبر أن «السلاح النووي لا يأتي إلا بالخراب والدمار ولا ينتج إلا الدموع للبشرية»، مؤكداً أن «ما يجب أن نركز عليه هو خير البشرية والأمن البشري، والأمن البشري هو التعليم والصحة والوقاية من المرض، هو الحياة الأفضل، وهذا ما يجب أن نركز عليه».
وقال إن: «البحرين رسالتها دائماً إنسانية، وتحت أي ظرف من الظروف. وجزء من أسلوبنا، هو دعم السلم والأمن في المنطقة، وهذا ليس بالشيء الجديد على البحرين، فهي منذ العام 1971 تحمل الرسالة نفسها، هي رسالة السلام. ونحن مستمرون في هذا النهج».
إلى ذلك، قال منسق الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية في إقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ناصر بردستاني إن: «الخليج مهددون بقطبين نويين، وهما البرنامج النووي السلمي الإيراني، والأسلحة النووية لدى إسرائيل».
وأوضح بردستاني أن «وسائل الإعلام المختلفة بعد الحرب الباردة بين القطبين الشرقي والغربي، وللأسف الشديد، تجاهلت التهديد الذي تشكله الأسلحة النووية للمجتمعات والبشرية، والجيل الذي نشأ بعد الحرب البادرة كان يتجاهل ويخلط بين التقنية النووية والأسلحة النووية، فكان على مؤسسات المجتمع المدني أن تبادر وتقوم بحملة توعوية لزيادة وعي هذه المؤسسات، وهذا ما قمنا به، من خلال إقامة هذا المعرض، بدعم من السفارة اليابانية وبعض الجهات الأخرى». وأوضح أنه «من خلال 18 لوحة تتناول مختلف النواحي التي تتعلق بالسلم الإنساني، حاولنا أن نبيّن البيئية والصحية للأسلحة النووية، والتهديد الذي تشكله هذه الأسلحة على الإنسان».
وذكر أن «هناك 20 ألف سلاح نووي حول العالم، والدول الكبرى دائمة العضوية في مجلس الأمن هم الذين يحتضنون الأسلحة النووية. ورأى أن الدولة التي لا تتملك الأسلحة النووية عليها مسئولية لوضع حد للأسلحة النووية في العالم.
وبسؤاله عما إذا كانت هناك نية لإقامة المعرض سنوياً، أفاد بردستاني أن «هذه النسخة الأولى، ونأمل أن نطلق النسخة الثانية بعد عامين، والتي سنركز فيها على الآثار والأضرار البشرية للأسلحة النووية».
العدد 3840 - الثلثاء 12 مارس 2013م الموافق 29 ربيع الثاني 1434هـ