في جميع دول العالم يُقدّر المعلم ويُكرّم لما لمهنة التعليم من مرتبة متقدمة في حياة الشعوب. فالمشتغل بمهنة التعليم ينظر إليه أنه صاحب رسالة إنسانية، والمعلم في الأزمان البعيدة والقريبة له منزلة اجتماعية متميزة، وكان مقدّماً في المحافل والمجالس الاجتماعية.
وكان المعلم الذي يحين وقت تقاعده يبكي ويذرف الدموع الغزيرة في يوم توديعه للمهنة التي يعشقها بعدما قضى القسم الأكبر من عمره في خدمتها. وفي هذا الزمان تراه ينتظر اليوم الذي يقال له حان وقت تقاعدك، فيقيم حفلة كبيرة فرحاً بمفارقته لمهنة التعليم. فالفرق بين الحالتين كبير جداً، والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا معلّم هذا العصر يستبشر كثيراً بيوم تقاعده بينما كان معلم الأمس يحزن كثيراً بيوم فراقه للمهنة؟
لاشك أن مهنة التعليم تختلف في أدبياتها وأخلاقياتها ومتطلباتها عن بقية المهن، لارتباطها الوثيق بتربية وتعليم الإنسان وتنمية قدراته العقلية والنفسية والمعنوية في جميع مراحله التعليمية. فالمعلم الذي يقوم بدور المربي والموجّه والمرشد بالإضافة إلى التعليم، يكون نبراساً يهتدي المتعلم بأقواله وأفعاله وسلوكياته، فإذا حسن الاختيار للمعلم حسن التعليم، وإذا لم يحسن اختياره انعكس سلباً على التعليم في جميع مفاصله. فإذا وجد المعلم المؤهل تربوياً وتعليمياً والذي يؤدي رسالته الإنسانية والوطنية على أكمل وجه، إلا أن التضييق ولغة الفصل أو التوقيف عن العمل، أو تحويله إلى لجان التحقيق والتأديب، أو بخس حقه في الترقيات والمكافآت والحوافز دون وجه حق، وجلب أناس ليس لهم علاقة بالتربية والتعليم لا من بعيد ولا من قريب وإلحاقهم بسلك التعليم دون إخضاعهم للمعايير التربوية التي كانت تطبقها وزارة التربية والتعليم على من ممتهني التعليم. والسبب هو انتهاج أيدلوجية طائفية بغيضة، فكم من أولياء أمور يشكون من معلمات أجنبيات جلبن للقيام بدور التعليم في المرحلة الابتدائية، وهن ليس لهن علاقة بالتربية والتعليم، وليس بمقدورهن استخدام التقنيات الحديثة في تحضير الدروس، وبعضهن يدخن السجائر في المرافق الصحية، في ممارسة غير تربوية. وفي المقابل تقابل المعلمات المواطنات المخلصات في عملهن، بازدراء وتضييق شديد.
لم يعد المعلم المواطن عملةً صعبةً في بلده كالسابق، بل أصبح العملة الأقل قيمة في وسط السياسات غير التربوية التي تنتهج ضده، ويرى حقه المهني والمادي والمعنوي مضيعاً، لا لشيء إلا لانتمائه إلى فئة معينة ليس إلا.
لقد ضيّعوا التعليم وضيّعوا مستقبل البلد والأجيال بهذه الممارسات غير الوطنية، بعدما جعلوا أكثر من 30 % من الملتحقين بمهنة التعليم ليس لهم علاقة بالتعليم، وإذا ما استمر هذا النهج الخاطئ في التعامل مع الكوادر الوطنية، فستذهب بالتعليم مسافات بعيدة جداً عن مصلحة الوطن. فالتوجه الطائفي الذي يدير العملية التعليمية واضح للجميع، ولا يحتاج إلى دليل لإثباته، ويكفي التوظيف الذي لم يتم حسب المعايير التربوية، والاستغناء عمّن اجتازوا جميع المعايير والمسابقات والامتحانات التي وضعتها لهم. فماذا يعني هذا التفاوت في التعامل بين شخص وآخر؟ وكم من العاطلين التربويين الذين اجتازوا الامتحانات بنجاح ولم توظفهم الوزارة وإنما لجأت إلى توظيف آخرين ممن لم تطبق عليهم أدنى المعايير التربوية أو يجتازوا الامتحانات؟ وكم من المعلمين الذين يستحقون الحوافز والمكافآت والترقيات وحُرموا من حقهم المهني؟ أليس هذا إجحافاً بالكوادر الوطنية التي تعمل بكل جدٍ وصمتٍ وإخلاص للنهوض بمهنة التعليم؟ وإلى متى سيبقى حال المعلمين والمعلمات ومستقبلهم المهني تتقاذفه الأهواء والأمزجة غير المسئولة؟ ألم يعلم هؤلاء أن التعامل السلبي مع الكوادر الوطنية يضر بمستقبل التعليم في الوطن؟
إن تطور التعليم لا يأتي بكثرة المشاريع التربوية وبالدعايات الإعلامية الفارغة، فأدوات التطوير معروفة لدى التربويين، والكل يعلم أن الركيزة الأساسية في التطوير هو المعلّم المؤهل تربوياً وتعليمياً ونفسياً، وإضعاف هذه الركيزة هو إضعاف لكل العملية التعليمية التعلمية في البلاد. والتاريخ لن يرحم من أساءوا إلى التعليم، وسيكتب في صفحاته السوداء عن كل الممارسات الخاطئة التي مورست ضد التعليم بكل تفاصيلها الدقيقة، لتعلم الأجيال المقبلة كم تعرّض التعليم في بلدها إلى انتهاك كبير في حقّه وحقّ منتسبيه وكوادره الوطنية المؤهلة.
إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"العدد 3838 - الأحد 10 مارس 2013م الموافق 27 ربيع الثاني 1434هـ
اجزم
ان لامكان للسياسة الثابته في هذه البلد للتربية والتعليم..بل ولا اهمية حتى للاقتصاد..ان الهم الاساس في هذا البلد بنظر ذوي الحضوة والمناصب والمال هو كيفية المحافظة على الامتيازات التي الفوها في السلطة والثروة..ولايهمهم اي امر اخر.
ولد المعلم
ذكرني هذا المقال ايام توظيف المتطوعين الي بعضهم حتى شهاده ما عنده
وحده كانت تسأل ( اني متطوعه والتربيه يبون يثبتوني بس خايفه انها ما تتثبت والسبب )
الإصلاح التعليمي طريق إلى النهوض بالمجتمع
إن إصلاح التعليم في إعتقاد الكثير من المخططين يعتمد في المقام الأول بإصلاح أوضاع المعلمين.. فحتى نتناغم مع منظومة تطوير التعليم وإصلاحه لابد من النظر بنظرة نقدية في وضع ناظامنا التعليمي واستشرافه في ضوء الدراسات المقارنة للأنظمة التي حققت تميز على المستوى العالمي.
التعليم والواقع
اشكر في البداية كاتب المقال واتفق معة التعليم الان اصبح محو امية لمادا لان المدرسين الاكفاء معضمهم خرجوا من التعليم بسبب مضايقة الوزارة لهم حيث انعدمت الكفاءة والتميز واضح وجلب المدرسين من الخارج لايحملون مؤهلات بمستوي المعلم البحريني اضافة الي ان الوزارة اصبحت مطاردة للكفائات من اباء الوطن معتمدة علي الاجانب والان معظم الكوادر التعليمية الوطنية اما مفصول او معتقل وجمعية المعلمين التي تدافع عنهم مغلقة ورئيسها في السجن فمادا تترجي من هدة الوزارة
التعليم
يامن دمرتم التعليم لتعلموا ان لم تحاسبوا في الدنيا لاتنازل بحقوقنا في الاخرة اظلم واطرد وهن وتغطوس ولكن الله يوءخذ الحق منك ومن حسناتك انكان عندك ويضعها في ميزان من ظلمت يوم القيامة الحساب عسير يوم لاينفع مالٌ ولابنون الا من اتى الله بقلب سليم
للاسف التاريخ لا يخيفهم
ولكن،،
لن نترك للتاريخ وحده محاكمتهم، كل من أساء للتعليم سيحاكم في اول عملية اصلاح ولو جزئي، سنجمع التبرعات لتوكيل أفضل المحامين، وسيحاسب كل من أساء للتعليم،
فقط عليهم الانتظار ،،
كل من اساء للمعلمين
كل من اساء لتلاميذ
كل من سرق التعليم
كل من حصل على منصب واستفاد من دون وجه حق
كل من تغطرس وتجبر واستكبر
كل من باع ضميره لاجل الاموال
فالينتظر ، فوعدنا حق..