أكد وزير الدولة للشئون الخارجية غانم فضل البوعينين أن أي وجود لنشاط نووي على الخليج العربي هو أمر مضر ويجب تجنبه، مشيرا إلى أن «الخليج العربي منطقة مغلقة وتعتمد عليه دول الخليج في مياه الشرب والغذاء وأي نشاط نووي سيهدد الحياة الفطرية والبيئة في الخليج».

واعتبر البوعينين في مؤتمر صحافي لتدشين معرض «من ثقافة العنف إلى ثقافة السلام: نحو عالم خال من الأسلحة النووية» والذي ينظمه مركز البحرين للدراسات الإستراتيجية والدولية والطاقة، ومنظمة سوكا جاكاي (SGI) والحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية (ICAN) ومركز الإعلام التابع للأمم المتحدة UNIC، ووكالة أنتر بريس سيرفس (IPS) بالتعاون مع حكومة البحرين والسفارة اليابانية أن «أكبر مشكلة تهدد الأمن والسلام العالميين هي مشكلة سباق التسلح وبخاصة التسلح النووي سواء على المستوى العالمي أو المستوى الإقليمي، وأود أن اخص بالذكر التفجير النووي الثالث من قبل دولة كوريا الديمقراطية في فبراير/ شباط 2013، ما يؤذن بسباق تسلح نووي إقليمي»، وتابع «كما لا يمكن أن تفوتني الإشارة إلى برنامج إيران النووي الذي أكدت إيران أنه للاغراض السلمية، ولكن ومع ذلك فإن له تأثيرات بعيدة المدى على منطقة الخليج العربي بالنسبة للبيئة والحياة الفطرية والبحرية في الخليج العربي أو بالنسبة للإشعاع والتلوث فضلا عن المخاطر الأمنية الجمة لو تحول البرنامج إلى برنامج نووي عسكري».

وتابع البوعينين «من ثم فإنه من المناسب أن أشير إلى ديباجة ميثاق منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم والتربية (اليونسكو) التي تؤكد أن «الحرب تبدأ في عقول البشر، وفي عقول البشر أيضا لابد أن تنشأ حصون السلام»، ومن هنا أهمية إعطاء أولوية لدور الثقافة والتعليم والإعلام في نشر قيم السلام مع التركيز على منظومة ثلاثية القيم العالمية المعاصرة وهي قيمة السلام العالمي وقيمة الحوار وقيمة التسامح»، وقال انه «من حسن الطالع أن البحرين تعطي اهتماما كبيرا لهذه القيم الثلاث وتعمل في ظلها وتحرص على الحوار والتسامح الذي يمثل المنبر الرئيسي لتطوير نظامنا السياسي بقيادة جلالة الملك، ولاشك أن التمسك بقيمة الحوار وبقيمة التسامح كفيل باستعادة السلام والامن لربوع وطننا وللعالم بأسره».

وذكر البوعينين أن «موضوع الاسلحة النووية والنشاط النووي في العالم يهم الدول كما الافراد ونعتبر في البحرين أن النشاط النووي هو الخيار الأخير حتى في الاستخدام السلمي»، وتابع «الخليج العربي مغلق وأي نشاط نووي سيهدد الحياة الفطرية والبيئة في الخليج، وفي الابعاد الجغرافية ابعد نقطة في الساحل الشرقي لا تبعد إلا مئات الكيلومترات ودول الخليج تعتمد على الخليج في مياه الشرب والغذاء وكل هذه العناصر الحيوية في الخليج ستكون مهددة مباشرة من أي نشاط نووي حتى لو كان سلميا»، واعتبر أن «جعل الخليج خاليا من العنصر النووي سلمي أو غير سلمي أمر مهم، ونتمنى تفهم الجميع وحسن الجيرة ونتمنى التعاون مع الاخرين لجعل المنطقة مناسبة للحياة».

وأشار البوعينين إلى أن «موضوع احتفالنا اليوم يعبر أصدق تعبير عن روح الإسلام الصافية فالإسلام من منطوق اسمه دين السلام، ولكن للأسف جرى تشويه صورة الإسلام ومبادئه السامية لاغراض لا داعي لذكرها، والإطار الفكري لذلك يتمثل في سوء الفهم ونقص الوعي بخصوص مبادئ الإسلام السمحة»، وبين أن «ميثاق الأمم المتحدة اشترط في المادة الرابعة أن تكون عضوية المنظمة «مباحة لجميع الدول الأخرى المحبة للسلام»، ولكن للأسف قامت الحرب الباردة بين الكتلتين وحروب ساخنة عديدة كانت ساحتها أراضي الدول النامية».

وبين عضو التحالف الدولي لحظر القنابل العنقودية ناصر البردستاني أن «المعرض سيقام في الفترة بين 13 و23 مارس/ اذار في مجمع السيف»، مؤكدا أن «عمل الدبلوماسية من أجل جعل العالم بدون سلاح نووي لم يفلح على الرغم من العمل لسنوات طولية ولابد أن تبذل جهدا أكبر من خلال دبلوماسية أكثر إنسانية». وأشاد المدير الإقليمي للأمم المتحدة للإعلام نجيب فريجي باستضافة البحرين للمعرض، مشيرا إلى أن «المعرض سيدشن في متحف البحرين بتاريخ 12 مارس برعاية وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة».

يشار الى أن المعرض عرض في 230 موقعا في 29 دولة منذ انطلاقته في 2007 بتنظيم منظمة سوكا جاكاي، وستكون العاصمة البحرينية المنامة هي أول مدينة في الشرق الأوسط تحتضن المعرض.

ويهدف المعرض الذي سيقام حفل افتتاحه يوم غد بحسب منظمة سوكا جاكاي إلى التوعية بضرورة إزالة الأسلحة النووية في منطقة الشرق الأوسط وذلك في إطار الحملة الشعبية العالمية بالمنظمة بالتعاون مع الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية، كما يهدف إلى المساهمة في المناقشة بشأن إقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل بالشرق الأوسط، وإتاحة الفرصة لمواطني البحرين لإعادة النظر في مسألة الأسلحة النووية حيث ان المسألة عاجلة.