عن شخصي، فإني أجدني حراً لا تمثيل لي إلا، عبر قراري وإرادتي، هذا التمثيل الذي لن أمنحه إلا وكالةً في غرض محدد ولزمن محدد، ولن أبخس نفسي حق إلغائه في أية لحظة، متى ما حاد وكيلي عن الدفاع عن حقي كمواطن، أسوةً بباقي أهلي من المواطنين، فلا غاية لي في تمييزي عنهم، لي ما لهم وعليّ ما عليهم، يحق لي أن أنحى بمعتقدي الديني أو المذهبي، ولكن لا يحق لي التطاول على معتقدات الآخرين، فلا رب إلا الله، وما الإنسان في دينه إلا اجتهاد بما يقرّبه من الله، ولكلٍ ما نوى، وما الحساب إلا في الآخرة، أما الدنيا فتجمعني وتساويني بالمواطن في الوطن، وبالإنسان في الإنسانية.
وأجدني حراً، فلا أتبع من يغويني بمال أو جاه أو تمييز، على بقية أخوتي المواطنين، وسيلتي في ذلك، عقلي ومعرفتي، ووجداني وانتمائي الوطني، الذي هو انتماء كل مواطن في هذا الوطن، فلا تخوين من أحد للآخر، ولا همزٍ ولمز.
أولى المطالب، أن تُحفظ وتُصان كرامة المواطن والإنسان، فلا مساس محتمل، بجسده ولا نفسه وكبريائه الإنساني، عبر المساواة أمام القانون العادل، والقضاء الحرّ النزيه، الذي لا يمايز بين مواطن وآخر، بمعيار الانتماء العائلي أو الطائفي أو الديني، ولا باختلاف الجنس والثروة والجاه، ضعيفهم قوي في إحقاق حقوقه، وقويهم ضعيف في عقاب تجاوزاته.
وثانيها، العدالة والمساواة، وتكافؤ الفرص في حق العمل، فيما بين المواطنين، بمعيار المواطنة ولا شيء غيرها، والذي يحتم أن الوطن وثرواته، حق للمواطنين دون الغير، ولكل حسب كفاءته وتخصصه وموقع عمله الذي يخدم به الوطن، دون أي تمييز.
هذا العمل، الذي يكون متاحاً للجميع، دون التفريق والمحاصصة في الالتحاق والجهد والمردود، وما الفرز والتوزيع، إلا بمعيار التخصص والكفاءة والعطاء، مع التأكيد أن للمواطن دون أية صفة أخرى، أولوية التوظيف، ومتى كانت هناك حاجة، لتوظيف الأجنبي، يكون ذلك مربوطاً بشرط المؤقت المحدد المدة، في حدها الأدنى اللازم، لنقل الخبرة للمواطنين الكفوئين.
وثالثها، حق التعليم، في توفيره بأعلى مستويات التأهيل ووفرة المدارس والمعاهد والجامعات التي توفر البيئة والمعامل والمختبرات العلمية رفيعة المستوى، وتوفير الأساتذة والمحاضرين رفيعي الأداء في الجامعات المحلية، وفي ابتعاث المتفوقين من خريجي المدارس، والمعاهد والجامعات المحلية، للاستزادة في التحصيل العلمي التخصصي، في جميع مناحي العلوم ومشاربها، لتخريج المواطنين المؤهلين، لتطوير العملية التعليمية المحلية، وللالتحاق بالوظائف المدنية والأمنية والعسكرية، التي جميعها منوطة بالمواطنين على قدم المساواة. وكذلك مجانية هذا التعليم وإلزاميته، من أولى مراحله في روضات الأطفال إلى أعلى مداركه، في التحصيل العلمي المتخصص بأعلى الشهادات المتمثلة في الماجستير والدكتوراة، مع المحافظة على حقوق جميع المواطنين، من خلال المحاسبة الجادة القانونية، لكل من لا يبذل الجهد الكافي في التحصيل، أو عدم إبداء الجدية في التفوق والنجاح، فلا تغطية لسفرات السياحة والاستجمام باسم التعليم، ولا إضاعة الأموال العامة في الصرف على غير مثابر.
ورابعها، الأمن والأمان للجميع، وهذا لا يتأتى إلا من خلال أجهزة أمن، يحكمها نظام المؤسسات والقانون، الذي يحصر التصرفات الأمنية في رجال الأمن، دون غيرهم في أجهزة أخرى، ولا في أي من المواطنين غير المعنيين، وفي وقوف أجهزة الأمن، على مسافة متماثلة من جميع مكونات المجتمع، دون أدنى تمييز، وهذا لا يتأتى إلا من خلال إلحاق جميع مكونات المجتمع للعمل بهذه الأجهزة، وتدريبهم ذات التدريب، للتأهل لمهامهم، وفي خضوع جميع رجال الأمن، من أصغر شرطي إلى أعلى رتبة على سلم المهام، لنظام وقانون يحدد طريقة التعامل والسلوك وحدوده وأدواته من سلاح وغيره، مع مختلف مظاهر الخروج على القانون والنظام العام، وفي الوقت ذاته، الحفاظ على حياة المواطن، وعلى حقوق الإنسان الأساسية وعدم التطاول على كرامته، بما يفيد به دستور البلاد والمعاهدات الأممية ذات الصلة والمرجعية.
فرجل الأمن، يتوجب له الاحترام من قبل جميع المواطنين، ودعمه وصون مهامه الأمنية، طالما ارتبط أداؤه بالقانون والسلوك الإنساني، ولكن متى ما تجاوز هذه المعايير، بما يجعله متطاولاً على حقوق المواطنين، فيتوجب حسابه وعقابه من الجهات المختصة، ولا يجوز بأي حال من الأحوال إفلاته من العقاب، وإلا امتد عدم احترام العامة من المواطنين، إلى كل أفراد الأجهزة الأمنية، بما ينذر بتدني الأمن للجميع.
وخامسها، السكينة والأمان لجميع المواطنين، من شتى ملاطمات الحياة، وأهمها توفير السكن، وسبل العيش الكريم، وهذه التزامات من الدولة، متمثلة في السلطة التنفيذية (الحكومة)، لتوفير المساكن وفرص العمل وكفالة غير القادرين على كسب قوت يومهم، فقد يقبل المواطن السير بسيارته، على طريق غير مسفلت، ولكن لا يستطيع العيش في العراء، أو في بيت متهالك، أو يجمعه وعشرات آخرين يقترب عددهم من المئة، أو في ضيق مساحة، ولن يستطيع العيش دون مالٍ يسد به جوعه ويستر عورته، ويغنيه عن السؤال.
ففي هاتين الحاجتين، الدولة مُساءلة، والحكومة بأشد منها، حين لا توفّر خدمات السكن والعمل، لجميع المواطنين على قدم المساواة، سواءً من خلال إنشاء الوحدات الإسكانية أو من خلال المنح المالية والقروض بدون فوائد، للمواطنين لبناء أراضيهم، أو شراء مساكنهم من السوق العقاري المحلي، وكذلك توفير فرص العمل لدى الجهات الحكومية والمؤسسات والشركات الخاصة عبر التسهيلات التشجيعية، التي تمنحها لهذه الجهات، مقابل توظيف المواطنين، ولمن لا يستطيع العمل من العجزة والمرضى المزمنين وكبار السن، والأرامل والمطلقات.
وهناك معونات الضمان الاجتماعي، التي لا يجوز تدوير فائضها في الميزانية لسنوات مقبلة، وهناك مواطن واحد محروم من العيش الكريم. كما تستوجب هذه المعونة، حفظ كرامة الإنسان، بعدم إذلاله بقلة مبلغها وإجهاده للحصول عليها، فلا أدري كيف لفرد أن يعتاش بمبلغ 50 ديناراً شهرياً، فما بالك بعائلة، فاحسبوا معي كم كلفة ثلاث وجبات يومياً بأقل كلفة، وثوباً رجالياً كان أو نسائياً، كل شهر، وكلفة فاتورة الكهرباء والماء، وسنهمل إن رغب المواطن في شرب فنجان قهوة أو شاي بين الحين والآخر، فهل يفي هذا المبلغ لسد العوز؟ ولا تُعفى الدولة إن كان لدى العاجز ابنٌ يعمل، فذا مواطن وذاك مواطن، وكفالة سد عوز المواطنين تكفله الدولة، وغريب أن يأتينا نواب في البرلمان بمطالبة الحكومة بصرف مبلغ 150 ديناراً لرب عائلة راتبه أقل من 300 دينار، و100 دينار لذاك الذي راتبه 700 دينار، و50 ديناراً لصاحب راتب 1000 دينار، هكذا دون ربط لتعداد أفراد الأسرة واحتياجاتهم الحياتية الأساسية، وما إذا كانت الأسرة تملك بيتاً أو تتزاحم في غرفة. ثم ما حاجة صاحب راتب الـ 1000 دينار لمعونة 50 ديناراً، ليذل نفسه بالسؤال لمالٍ لا يعوزه.
ولنا لواحق لهذه المقالة في عرض مطالبنا الأخرى كمواطنين.
إقرأ أيضا لـ "يعقوب سيادي"العدد 3837 - السبت 09 مارس 2013م الموافق 26 ربيع الثاني 1434هـ
أولوية التوظيف، ومتى كانت هناك حاجة، لتوظيف الأجنبي
يسلم راسك حطيت ايدك على الجرح لكن الاية مقلوبة هنا الاولوية للاجنبي والمواطن مهمش ومو بس لين وجد شاغر لا يكلفون على روحهم يجيبون مواطن مستورد للعمل ولا يخلون ولد البلد يتوظف بل يذلونهم بعمل مرهق طوال اليوم وبأجر زهيد والمشتكى لله
الله يسامحك
اول مرة أختلف وياك ... صاحب معاش 1000 دينار هذه تسمية بس الواقع مع القروض و المديونيات غير .
عسكرة الخدمات الصحية
حقوق أساسيه مفقوده. إلا وهى توفير العناية الصحيه دون تميز ودون معوقات. اليوم في البحرين وصلنا إلى حالة أن يخاف المواطن التوجه للعلاج حتى لا يعتقل. وأصبحت المؤسسات الطبية معسكره ومراكز للتفتيش والتحقيق والاعتقال وهذه ظاهرة لا توجد في العالم وحتى المنظمات الدولية لم تنتبه لها. وتحتاج إلى مقال خاص بها وتوجيه النصح إلى من يهمه الأمر إلى إصلاحها
اتفق معك
استفتاء والكل يوصل صوته بنفسه ... لا احد يمثلني الا بعد تصويتي
التخصص والكفاءة والعطاء والمواطنة
هي آخر ما يتم الاستناد اليه في التوظيف. الحسب والنسب والطائفة والولاء هي اهم لديهم في معيار التوظيف. خلقوا بذلك بطالة مقنعه،أدت إلى تهاوي تلك المؤسسات وادت إلى فشل وخسارة. تحصدون ما زرعتموه من سوء....جنت على نفسها براقش.
التخصص والكفاءة والعطاء والمواطنة
هي آخر ما يتم الاستناد اليه في التوظيف. الحسب والنسب والطائفة والولاء هي اهم لديهم في معيار التوظيف. خلقوا بذلك بطالة مقنعه،أدت إلى تهاوي تلك المؤسسات وادت إلى فشل وخسارة. تحصدون ما زرعتموه من سوء....جنت على نفسها براقش.
لايازمن
هناك أرباب أسر رواتبهم ألف ومائتين دينار موزعة على قرض لبناء البيت ورسوم الجامعة وأقساط سيارة مستخدمة وكهرباء وماء ومصاريف كثيرة والكل يعلم بها والمتبقي من المصاريف الثابتة هو 287 دينار فقط
صح الله لسانك
هذا هو المواطن الغيور على ابناء جلدته
هذا مواطن شريف تكلم بحق
هذا الكاتب المواطن الشريف يتكلم بحق بدون ما نتحقق شنو مذهبه وانتماءه القبلي او الديني او العشائري . . فالشعب يريد ما يحقق لهم العدالة في القول والفعل .. ولا يهم بعدها اذا انتمى الى السماء او الارض !
اهلأ بل الوطن والمواطن يا صاحب ضمير
نعم انت الوطن وانت المواطن وكيف لا الدى يتئلم وينزعج ويضيق صدره كلما راى جنازه مواطن لا دنب له سوى عبر عن سخطه و مظلوميته يكون مصيره اقصر الطرق وهو ان يموت فى ضوء النهار بكل بساطه هاكدا يكون ثمن حياته كا قطعه قماش قديمه او ربما ارخص من دللك اتمنى كل مواطن ان يقف عند مقالاتك لبضع ثوان فقط
شكرا أستاذ يعقوب
مقالك اختزل الواقع البحريني والمعاناة اليومية للشعب المنكوب والذي لمسته من قرب لأنك من الناس ومع الناس وقريب جدا من قلوب الناس ودمت متألقا في عيون الناس. وشكرا
سؤال
ليش من حق السوريين رفض بشار الاسد ولاخرين لا مو كل الحكام العرب نفس الشي انا عندي ولا واحد غير الثاني كلهم سواء
هذا ما طالب به الشعب وخرج صارخا من اجله ولا اكثر من ذلك
لم يكن في وارد احد حين خرج للمطالبة بأكثر مما ذكرت فهل يستحق شعب خرج من اجهل هذه الامور الضرورية ان ينكّل به ويقمع ويسجن ويقتل ويفصل ويهجر من اجل انه طالب بما انت ذكرت وهي بديهيات لكل انسان حر كريم.؟؟
هل يستحق الانسان البحريني ان تجيش عليه هذه الجيوش التي تشفط من خيرات الانسان البحريني اولى بها لتعطى لشرطي اجنبي يقوم بضرب وقمع
هذا الانسان المطالب فقط بحقوقه
ابو سيد رضا
يا ريت نلاقي مقال عن المارشال الخليجي من الكاتب
سنابسي
مسكت الجرح النا زف شكرا لك
فعلا من يريد المال يجده
فعلا من يريد المال من الكتاب يجده عند النظام والحكومة ومن يريد الشهرة يجدها عند المعارضة والمحتجين وما يعجبني حقا أن تجد كاتب من تلك الطائفة يكتب ويطبل ويلمع للمعارضة فترى الكثير منهم يمدحونه ويصفونه بإبن البحرين الأصيل الذهبي وأنه كاتب متميز وخطير وفنان لكن لو يتطرق فقط لنقد بسيط لهذه الفوضى والعنف في الشوارع راح تشوف انهم زعلانين ويقول له تغيرت وأصبحت غير أصيل ويمكن تكون مجنس وليس من أبناء البحرين خاطبوا الناس بالعقل والمنطق والواقع وليس بالعاطفة يا كتاب
التخوين والهمز واللمز
شكرا لك أخي الكريم على كل ما تكتب, ولكن ما أحب أن اعلق عليه هو التخوين والهمز واللمز الدي كان موجودا قبل 14 فبراير 2011 ولكنه تفشى بعد هدا التاريخ وإلى كل من يتبنى هدا المبدأ أرجوا منه أن يقرأ سورة الهمزة في القرآن الكريم ليرى ما هو عقاب الهمز واللمز. "اللهم ارحمنا بالقرآن". (محرقي/حايكي)
لك الف تحية
شكرا لك ايها الاستاذ الفاضل لقد وضعت النقاط على الحروف وانك بهذا المفال لقد تحسست بالجرح البحرينى العميق الذى مازال ينزف فى موطن لا يحترم فية الانسانية
ليتها تتحقق
ليتها تتحقق فهي اماني كل مواطن يتنفس الحرية والعدالة ولكن هيهات
شكرا لكم
صراحه مقالنك استاذ تحكي واقع المواطن البحريني 100% فشكرا لك وذمت ذخرا لهذا الوطن.