ما تحدثنا عنه قبل خمسة أعوام بشأن اصطفافات الداخل الإيراني يبدو أنه آخذ في التبلور الآن. فما يجري اليوم، هو سعي النظام الإيراني إلى إعادة إنتاج تيار إصلاحي جديد، وتشذيبه وهَندسته بالصورة التي تجعله «يُستَولَد» من ضلع التيار الأعم للإصلاحيين.
فمؤسسة الحكم، لم تكن تنوي بعد اعتقالات العام 2009 والتي طالت قيادات حزب المشاركة ومجاهدي الثورة الإسلامية والبناء أن تقضي على التيار الإصلاحي بقدر ما كانت تريد تدجينه، عبر إعادة صياغته وتقريبه من بعض المشتركات والقواسم.
فالإصلاحيون، وإن لم ينالوا أصواتاً تجعلهم أكثريةً خلال البرلمان الحالي، إلاَّ أنهم يمتلكون مؤيدين في شمال طهران وأصفهان وشيراز ويزد ومناطق أخرى. وإذا ما علِمنا أنهم مُمَثَّلون اليوم بسبعين نائباً في البرلمان، فهذا يعني أن حظوتهم الشعبية تقارب السبعة ملايين صوت. وهي نسبة قادرة على الولوج في أي حِراك شعبي مضاد.
ولأن النظام في إيران يُحاول أن يُجفِّف أي منبع قد يأتي منه اضطراب سياسي أثناء فترة الانتخابات الرئاسية في يونيو/ حزيران المقبل، فهو يسعى لأن يُقرِّب من أنوية الإصلاحيين المعتدلين مع نواة السلطة، ويقدّم لهم «التزييت» اللازم، الذي يُؤهلهم ويساعدهم على إقناع بقية أطرافهم الرخوة، فضلاً عن جمهورهم للمشاركة في الانتخابات، وبالتالي إيجاد مزيدٍ من الصِّدقيَّة للنظام كان قد فقدها، من خلال اتساع رقعة التصويت «أفقياً».
خلال منتصف شهر فبراير الماضي، زارَ عددٌ من قيادات التيار الإصلاحي المعتدل مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله خامنئي، ضمَّ عضو مجمع التشخيص، ورابطة علماء الدين المناضلين (روحانيون مبارز) الشيخ مجيد أنصاري ووزير الصناعة السابق إسحق جهانكيري ووزير الداخلية خلال حكومة الرئيس خاتمي عبد الواحد موسوي لاري.
اللقاء كان لافتاً للعديد من المراقبين، كونه الأول من نوعه (الذي يُعلَن عنه على الأقل) منذ سنوات، وبالتحديد منذ العام 2009. كما أنه أتى قبيل الانتخابات الرئاسية (والبلدية) بـ 120 يوماً فقط من إجرائها. ورغم أن أنصاري قال «إن أجواء اللقاء كانت مناسبة وتحدثنا عن قضايا عامة تهم البلاد»، ولم يتطرق إلى موضوع انتخابات الرئاسة، إلاَّ أن الواقع يشير إلى أنه لا يوجد شيء يمكن أن يتناقشوا حوله مع المرشد سوى الانتخابات، وقضايا مشاركة التيار الإصلاحي في العملية الانتخابية المقبلة.
الغريب أن التحوُّلات التي رافقت التيار الإصلاحي في إيران (أو على الأقل لصقورٍ منه) منذ هزيمته في الانتخابات الماضية، ودخول إيران في أخطر أزمة «ميثاقية» في تاريخها الحديث، بدت مفاجئة للكثيرين. فقد أشاد الصحافي الإصلاحي المتطرف عباس عبدي بلقاء الإصلاحيين للمرشد، مُحذّراً من امتناع رفاقه الإصلاحيين عن المشاركة في النظام السياسي، كون ذلك الامتناع سيزيد من عزلتهم الداخلية، وعدم قدرتهم على التغيير.
وهو تحوُّلٌ قد يعكس سعي القوى الإصلاحية، إلى القبول بقواعد اللعبة الجديدة، التي يعتقدون أنها قد توفّر لهم فرصاً متناميةً من الحضور السياسي، نظراً لاضطرار النظام في هذه المرحلة إلى تقديم بعض التنازلات لهم، لكي يضمن منهم المزيد من ضبط قواعدهم الشبابية على الأرض، وانعكاس ذلك على مُجمل الحياة السياسية في إيران.
اليوم، يتقدم المترشِّحون ببطء نحو الانتخابات الرئاسية، لأسباب مختلفة ذكرناها في مقالات سابقة. فلم يزِد عدد المترشحين المعلن عن ترشُّحهم رسمياً لغاية اليوم سوى ثلاثة: علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد للشئون الدولية، ووزير الخارجية الأسبق. الجنرال محسن رضائي، سكرتير مجمع تشخيص مصلحة النظام، وقائد الحرس الثوري الأسبق. منوشهر متقي، وزير الخارجية السابق. وهناك أسماء مطروحة في الأوساط الحزبية ولم تحسم ترشُّحها بعد، كعمدة طهران محمد باقر قاليباف ووزير التجارة السابق محمد شريعتمداري، ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني هاشمي رفسنجاني.
وربما ساعدت على ظهور هذا المشهد الجديد، السياسات الهوجاء التي اتبعها الرئيس أحمدي نجاد مع خصومه. فعندما يظهر تفاهم يضم هاشمي رفسنجاني كتيار وسط، مع زعيم حزب «المؤتلفة» عسكر أولادي ورئيس مجلس الخبراء آية الله محمد رضا مهدوي كني، كتيار يميني تقليدي فهذا يعني عدم قبول قطاعات واسعة من أطراف الحكم بالسياسات وبمسلك أحمدي نجاد، وعلاقاته مع الأحزاب الأخرى.
المتابع للمشهد اليوم، سيرى أن جميع مَنْ طُرِحَت أسماؤهم لخوض انتخابات الرئاسة هم شخصيات «غير تأزيمية» بالنسبة للحكم في طهران. ولو تم الافتراض حول ترشُّح محمد رضا عارف نائب الرئيس السابق محمد خاتمي فإنه لن يكون أبعد من هذا السَّمت القائم، خصوصاً بعد تموضعه السياسي منذ ما قبل خروجه من السلطة العام 2005. بل هم مُجمعون على التوحُّد ضد ما آلت إليه العلاقات السياسية في الداخل.
هذا الهَوَس الإيراني بمسألة التوافقات السياسية الداخلية و»مراعاة التعادل والتعامل والتعقل وصيانة الوحدة» كما جاء في بيان اجتماع مجلس الخبراء قبل أيام، يُراد منه صَوْن الجبهة الداخلية للتقليل من ضغوطات الخارج، خصوصاً وأن إيران تمضي قدماً في اتجاه حلحلة مشاكلها مع الغرب، من بوابة برنامجها النووي.
إن التجربة التي مرَّ بها النظام الإيراني في ظل وجود أحمدي نجاد في السلطة وتياره التعميري المنفلت، قد سبَّب له الكثير من المتاعب، مضافاً إليها الضغوط الخارجية، وهو اليوم لا يريد أن يُكرّر ذلك الخطأ. فمزيد من التوافق، وتكبير هامش القبول والمشتركات، سيساهم في جعل الداخل أكثر استقراراً.
إقرأ أيضا لـ "محمد عبدالله محمد"العدد 3836 - الجمعة 08 مارس 2013م الموافق 25 ربيع الثاني 1434هـ
شكرا لكم
اننى اعشق هادا الرجل البسيط نجاد فى سيرته ولبسه ومعيشته واخلاقه وحبه الى شعبه والله اطرق عليه باب بيته المتواضع بعدين الدى يؤمن بقيم العدل والمساواه ويحترم حق شعبه اليس هادا التدين بعينه او لا او التدين عندكم السيارات الفخمه .... والمنافقين والمساجد المزغرفه
طلبتك لاتردني
ياليت اذا عندك واسطه عنده تقول له يسمح بمساجد لاهل السنه والجماعة في طهران ولك الأجر
اينةبني صدر
فقط نريد ان نستفسر عن الرئيس بني صدر الدي انتخبة 30 مليون ايراني في تلك الفترة يقولون هرب من ايران ونفد بجلدة حتي لايصدة الاعدام
الحمد والشكر على نعمه العقل
هائولاء قوم لاخوف عليهم ولاهم يحزنون امه ايران امه عظيمه وعريقه الصبر جميل سترا الامم تركع وتزحف نحو ايران وغدأ لناظره قريب من يتق بالله يجعل له مخرجا
احمدي نجاد لولاه ما تقدمت ايران
هذا الرجل النحيل الجسم والكبير العقل والقلب له كاريزما وشخصيا يعجبني اكثر من رؤساء السابقين لايران ولولاه لما عرفت ايرانالصمود مع ملفه النووي
إيران تجيد فن التلاعب بالغرب,,,,,,
الملف النووي الأيراني ليس هو البيدق الوحيد الذي تحركه طهران,,,,,
فلدى إيران أذرع طولية تمتد,,,,,الى سوريا و لبنان و العراق و الخليج,,,,بل حتى امريكا اللاتينية,,,,,
اما اختلافتهم الداخليه ,,,,,فهي لازالت تحت السيطرة ايضاً,,,,,,
فيكفك ان تلقي نظرة على الأسماء المتقدمة للإنتخابات حتى تدرك انها اسماء تستخدم لتشتيت الأصوات في كل مرة,,,,,, و ليس إلا,,,,,,
احمدي نجاد عاطفي
نعم لقد أثقلت كاهل طهران سنوات نجاد وما صنعه خاتمي سحقته عجلت نجاد الهوجاء .... هذا بالتطرق الى السياسة الخارجية ويبدوا ان الغرب يريد من رخو الحبل بالنسبة للبرنامج النووي في هذا الوقت هو تحفيز التيار الإصلاحي لمسك زمام المبادرة مع قرب الانتخابات
ايران مستمرة في التطور والتنمية الشاملة
ايران بعد الحرب وبعد كل المشاكسين المدعومين من الخارج للنيل من الثورة وأخيرا الحصار والحضر الدولي علي ايران بسبب النووي فهي قد خطت خطوات مضطردة نحو النهوض بالبناء والتنمية ، بل ان الحضر الدولي حفز الايرانين نحو القفز على كل عقبات الحصار واستطاعت بقوتها الذاتية تحقيق انجازات اذهلت العالم واغاضت اعداءاها وخصوصا الحاقدين عليها ويا كثرهم . فبدلا من انخراطهم مع ايران للتنمية والنهوض بالبحث العلمي في بلدانهم تراهم مهرولين اكثر من واشنطن . وخصوصا فرق العزف والطبالة في فلك اسرائيل .
اكتب مواضيع عن البحرين احسن واترك عنك مواضيع ايران وسوريا
التخصص مطلوب
حميد صيام متخصص في الأمم المتحدة ومصطفى اللباد متخصص في الشؤون الإيرانية وعيسوي متخصص في الشؤون الأفريقية وحسني محلي في الشؤون التركية وعلي واكد في الشؤون الإسرائلية . ليش ما تحبون التخصص
شكرا
شكرا هتاك اناس تريد لامة ان تنهض من ++ .... واناس اخرين ايظا يريدون لامة ان تنهض من _ _ و كل فيهما الخير
و الكمال لله.
أحمدي نجاد معشوق
دمتم موفقين
لكنني أرى في مقالك غصة على أحمدي نجاد عشيق الملايين