العدد 3836 - الجمعة 08 مارس 2013م الموافق 25 ربيع الثاني 1434هـ

في الحديث عن «توافق وطني»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الأزمة التي نمرُّ بها أنتجت مظاهر سلبية عديدة، ومن تلك المظاهر بروز التعصب القبلي، والتعصب الطائفي، وتناميهما بصورة مطردة لا تطاق، إلى الدرجة التي أصبح الحديث عن تعصب من أجل الوطن (الوطنية) مسألة نظرية بحتة. وحاليّاً يطلق على جلسات الحوار عبارة «استكمال حوار التوافق الوطني»، وهذه العبارة تفترض أن هناك «توافقاً» فيما مضى، وأن ما يجري حاليّاً إنما هو «استكمال» لشيء يحمل صفة «الوطني».

المشكلة التي نعيشها هي استخدام لغة لا تمتُّ إلى الواقع بصلة، وهذا جانب من ثقافة تخشى «الصراحة»، وهذه الخشية من الصراحة تنتقص من إنسانيتنا. ولذلك؛ فإنني أعتقد بأن اللف والدوران عبر مصطلحات لا واقع لها؛ إنما يستنزف حيوية العملية السياسية، ويضيع الجهود الساعية إلى حل سياسي.

نلاحظ غياب المنطق من كل جانب، فقد تسمع من شخص أن الحوار الحالي يجب أن يشتمل على جهة ما، ثم تسمع من الشخص نفسه نقيض ما قاله بالأمس، بل ستسمع منه التحدث بما كان يتحدث به في السابق «مخالف للدستور». ويمكن فهم كل ذلك لو تحدثنا بصراحة، إذ إن المهم ليس دستوراً، وإنما تعصب من نوع آخر، وهو تعصب طائفي أو قبلي، يتم التمصلح منه بصورة أنانية لا علاقة لها بتوافق وطني من قريب أو بعيد.

لا شك أن هناك فروقات بين الأطراف المختلفة في أي مجتمع، وبما أننا نعيش في القرن الحادي والعشرين... وبما أننا أيضاً جزء لا يتجزأ من المجتمع الدولي؛ فإن هناك مبادئ أساسية يجب عدم الاختلاف عليها، وهذه المبادئ تم تفصيلها في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي اعتمدته البحرين في (16 أغسطس / آب 2006) من خلال إصدار قانون رقم (56) للعام 2006، وفي العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الذي اعتمدته البحرين في (19 يوليو / تموز 2007) من خلال إصدار قانون رقم (10) للعام 2007.

إن الحوار، لكي يكون وطنيّاً وإنسانيّاً؛ فإنه يجب أن يلتزم بالعهدين الدوليين، وأن يبتعد عن التعصب غير المحمود الذي لا يلائم طبيعة البشر؛ لأن مثل هذا التعصب يشوه الحياة العامة ويشجع على الجشع، وسوء استعمال السلطة، والاستبداد، والفساد. إن الحوار يجب أن يكون مستنيراً، وله رؤية وطنية حقيقية تشمل جميع أبناء الوطن على أساس المساواة والاندماج في جميع مؤسسات الدولة من دون استثناء؛ لأن أي شيء غير ذلك؛ لاعلاقة له بـ «توافق وطني».

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3836 - الجمعة 08 مارس 2013م الموافق 25 ربيع الثاني 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 29 | 1:48 م

      ماذا بعد الحوار و ماذا بعد قمع المسيرات و العنف الأمني...... ام محمود

      الحوار سيطول و سيتواصل و سيكون بدون حوار ختامي مثل ما علمنا انه قد يستمر لشهور بالرغم من ان هناك العديد من الشهداء و الاصابات البليغة والمواجهات الشديدة حدثت مع انعقاد هذا الحوار التوافقي يا زعم و اللي المفروض ينقذ البحرين و لكن الظاهر انه سيغرقنا في مشكلات أكبر و أخطر
      ما زال الوضع مأساوي و لا يبشر بخير لأن من يقومون على معالجة الأزمة يشعللونها و يضعون المزيد من النار و الحطب الى أن وصل الدخان لعنان السماء
      برأيي لو كان هناك شخص يمثل السلطة و شخص من المعارضة يتحاوران أبرك من هذا الجمع الكبير

    • زائر 28 | 1:38 م

      الكثير من الكوارث والويلات و يمكن بعضها قادم مستقبلا .الشيخ عيسى قاسم شخّص الأزمة ..... ام محمود

      من خطبته: يتمثَّل المُشْكِل في خلاف أخذ صورة الصراع الحاد المتفاقم بين الجانب الرسمي من جهة، وبين الجمعيَّات السياسية المعارضة وشارع واسع معارض من جهة أخرى، تسبَّب في نزيف من الدماء، وهدر للأموال، وتعدّ على حرمات مساجد وحُسينيَّات وصلوات، وخلخلةٍ اجتماعيَّةٍ مخيفة، وإثارةٍ للفتن، ومصادرةٍ للحريات، وسحب جنسيَّات ثابتة لمواطنين، وألوف السُّجناء، ونشر رعب، وإساءاتٍ متنوعة لا يقبلها دينٌ ولا عرفٌ، وكثيرٍ من الكوارث والويلات، وتواصل اعتصامات ومسيرات واحتجاجات تنال نصيباً كبيراً من التعاطي الأمني

    • زائر 27 | 1:20 م

      وفاقيون للابد

      انا لا اعتقد ان هناك توافق وطني لان الحكومة استخدمت فئة بسيطة كاورقة تريد ان تلعب بها مع المعارضة

    • زائر 23 | 7:34 ص

      ارجوك ثم ارجوك يا اخى

      الاسلام بعيد كل البعد عن هائولاء وهادا ليس افتراء على احد ولا تغرك كثره المساجد ولا تغرك جمالها المعمارى فهى خاويه من مضمونها الدى اراد لها الله سبحانه وتعالى ائت بل القران وطبق مافيه على هائولاء الزمره الفارق شاسع من هو على الحق

    • زائر 26 زائر 23 | 11:19 ص

      المواطنة هي الحل

      ربما اكو ن مختلف مع بعض الدين كتبوا في الموضوع المشلكة في التيارالاسلامي بشقية نحن عاصرنا كل الانتفاضات في البحرين اداكانت تقيدها التيارات ىالدينية فعليها السلام خد مثل تونس مصر العراق كلها تجارب فاشلة الحل في القادة العلمانية التي تقيد الجميع وعينها علي الوطن وليس الطائفة او المدهب وتجارب 56 65 76 شاهد علي دلك وشكرا وارجوا من الوسط نشر ا الكتابة

    • زائر 21 | 7:07 ص

      وأن يبتعد عن التعصب غير المحمود الذي لا يلائم طبيعة البشر

      مو يا دكتور اساس الفتنة في البحرين هذا .....وشلون يصير حوار ما فيه تعصب غير محمود
      اذا الحوار ....

    • زائر 20 | 4:57 ص

      مرضى قلوب

      مع الأسف ازلام ا...الدخلاء على الوطن لايمكن التوافق معهم مادام وظيفتهم التشتيت والتفريق بين أبناء الشعب وبإيعاز من ...

    • زائر 17 | 4:01 ص

      الحوار !!!

      اغفلت نقطة هامه ، لكي يستقيم وينجح الحوار لا بد من وقف الارهاب والعنف لان ذلك مصدر استفزاز للشارع والمقيمين ؟ اذا اردت الاصلاح يجب ان يتوقف الارهاب لكي يسود العقل والمحبة وعندها صدقني الحل في متناول اليد .

    • زائر 22 زائر 17 | 7:24 ص

      الارهاب هو ارهاب ال....

      يا صاحب العين المخسوفة ترى تحرك الشارع عنف وارهاب ولا ترى قمع السلطة وقتلها وتعديها على كل الحقوق

    • زائر 24 زائر 17 | 8:29 ص

      أليس هناك إرهاب في الشارع ؟؟؟ نعم أو لا

      لما الداخلية قمعت و قتلت قلنا ذلك ولما المعارضة بدأت بالإرهاب لم تقولوه أي شئ هذا الفرق ... حلال لكم و حرام لغيركم .. السؤال لو ما كان فيه إرهاب هل سيكون هناك قمع ؟

    • زائر 25 زائر 17 | 10:03 ص

      ام ان الارهاب لديك فقط له شكل واحد

      اليست الدوائر الانتخابية الغير عادلة ارهاب
      اليس حرمان مكون رئيسي في البلد من التوظيف في بعض الوزارات السيادية ارهاب
      اليس تغيير دستور 73 دون الرجوع لممثلي الشعب يعد مخالفة صريحة
      اليس بقاء حكومة عشرات السنوات دون تغيير ، اليس ذلك مناف للحقوق السياسية
      اليس انتظار المواطنين طوابير في جميع الخدمات وخصوصا الاسكانية ، اليس ذلك امتهان للكرامة

    • زائر 15 | 2:04 ص

      صباحك خير يا دكتور..

      هم اطلقوا على انفسهم مسمى (ريموت كنترول) فماذا تنتظر او ترتجي من اوناس هكذا، لا بد وانهم سيعملون جاهدين لافشال أي عمل وطني لان من يحركهم يريد ان تراوح المشكلة محلها. حل المشكلة السياسية مفتاح لحل كل شئ
      ###وللـــــــــــــــــــــــ درك يا شعبي الصابرـــــــــــــــــــــه###

    • زائر 16 زائر 15 | 2:19 ص

      لا تعيب و العيب فيك

      أغلب السنة ليسوا راضين عن هذا اللقب و هذا يعبر عن فئة قليلة و غباء سياسي لكن ونفس الشي موجود عندكم و أكثر على الأقل نحن نتصارح ... لنتصارح من أجل البحرين

    • زائر 14 | 1:51 ص

      المطالب معروفة وحل الازمة سهل جدا ولكن الارادة للحل غير موجودة

      الحل ليس صعبا وليس مستحيلا ان اريد ولكن الطمع والاستحواذ و والجشع وغيرها من الامور هي السبب في عدم الجنوح له

    • زائر 13 | 1:35 ص

      توافق وطني..عند توافه الوطن

      قالوا عند اعتصام الناس في دوار اللؤلؤة ان مطالبهم لم يتوافق عليها، ... ثم و ثم جيء بحوار خرجت منه المعارضة منه بدون توافق و روج في الاعلام بالتوافق . و يستمر الكذب و الدجل ممن يدعي الا سلام الذي يعتبر الكذب من الذنوب العظام!

    • زائر 10 | 1:08 ص

      البحرين تعيش في كوكب آخر لذلك البحرين غير

      غير غير غير البحرين غير كل شيء في البحرين غير وكأن الذي الف هذه الاغنية يقول فعلا ان البحرين غير في كل شيء فلا مواثيق ولا قوانين دولية تلزم البحرين
      بأن تقتفي هذه الانظمة والقوانين والمواثيق الدولية.
      وضعنا مختلف في كل شيء حتى مواطن هذه الدولة غير يعامل اسوأ من معاملة البهائم

    • زائر 9 | 12:59 ص

      اذن نقر بانه لا علاقة له البته ب"توافق وطني" وهذه الصراحة احيك عليها يادكتور

      فاذن لماذا نشارك فيما لاعلاقة له لنا بالهدف والمبدأ الاساس الذي نبني عليه بنياننا - فالنتيجة صفرا مكعب سوي ان اشارك لارمي الحجة ام لم اشارك فكله عدم

    • زائر 8 | 12:15 ص

      المشكله واضحه استاذي الفاضل

      المشكله وبكل بساطه ان هناك متمصلحين من الازمه وبأسم الموالاة للوطن ... بحيث استحلوا كل المناصب ووظفوا اهاليهم في كل ما هو متوفر من وضائف ولو على حساب المكون الاخر. ظاهرة التشفي والانتقام من المكون الاخر كانت واضحه خلال السنتين الماضيتين . ولا كأنه الشعب يعيش بسلام مع بعضه وبكل مكوناته من سنين . اي قلوب هذه التي ملأها الحقد الدفين ....الوطن للجميع والشراكة فيه متساويه.

    • زائر 7 | 11:16 م

      ما يضرك عيش الاخرين بكرامة ؟ وأنت معهم ؟؟؟؟

      ما يضرك عيش الاخرين بكرامة وأنت معهم
      ما يضرك ان ينعم الاخرون بعيش رغيد وأنت معهم
      ما يضرك ان تقاسمهم الثروة وتبعد عهنهم وعنك الفقر والفاقة
      ما يضرك ان ترى وجه الاخرين باسما فرحا وأنت منهم
      ما يضرك وما يضرك وما يضرك ؟؟؟؟
      هذا منهج تفكير العقلاء لا الحمقى ومن ينشد السعادة له وللاخرين لا التعاسة

    • زائر 6 | 10:54 م

      فالننظر الى الامام

      فالننظر الى الامام ونرسم الصورة الجميلة التي يتمناها كل مواطن حر شريف لوطنه
      وأهله ولا ننشغل بصغائر الامور أو يشغل بعضنا بعضا فالاجيال القادمة من الابناء
      والاحفاد سيضعوننا في الميزان ويصنفون بين من أحسن ومن أساء

    • زائر 5 | 10:53 م

      هناك مبادئ الزمت الدولة بها لا يمكن طرحها للتوافق

      العهدين العهديين الدوليين وقعت الدولة عليها فهي ملزمة ًو ينبغي ان يكون التنوافق على آلية تنفيذها وليس على نصوصهم و الملكية الدستورية اصبحت مبدأ وهي غير مختلف فيها في التعريف الدولي وان وجد ثمة اختلاف ينبغي ان يكون على وتيرة الوصول لها وليس على تفسيرها. ما نراه في الحوار هو مناقشة في المسلمات فلا يمكن ان تناقش ان يجب تجريم التمييز او لا يجب مثلا وانما النقاش ينصب في القوانين التي تحدمنها و درجة العقوبة

    • زائر 4 | 10:28 م

      شكرًا لك

      شكرًا دكتور.. مقال رائع، فلو قبل جميع من في الحوار بمرجعية القيم والمبادئ التي وقعنا عليها في الميثاق والعهدين الدوليين لوصلنا إلى الحل في أقل من شهر لكنها المصالح القبيلية والطائفية..

    • زائر 2 | 10:04 م

      البعض لايقبل للفئة الاخرى بالحياة ايضا

      تصور ان البعض كما نقراء ونسمع يحرم عليك حتى البقاء في وطنك وكائنا هذه ارض اجدادك لم تكن كذالك وهل نحن نزلنا من الفضاء؟

اقرأ ايضاً