العدد 3836 - الجمعة 08 مارس 2013م الموافق 25 ربيع الثاني 1434هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

الحساب الإلهي بالمرصاد...

مقهى «الشباب» المشهور والوحيد في الحي الذي يقدم وجبته الشعبية اللذيذة الكباب للشباب والمعروف بمقهى الشتم والسباب شماعتهم اليومية عند تأخر طبقهم المفضل حيث يفرغون شحنات غضبهم على المقهى، وخصوصاً حينما تخلو جيوبهم وعقولهم، أو عندما تحفى أرجلهم في شوارع البطالة، مسكين هذا المقهى، ما ذنبه حتى ترمى عليه السباب كحال الوطن، وأما مشاداتهم الكلامية فحدث ولا حرج إلا أن في نهاية المطاف الطبق هو الذي يسكت الأفواه ويطفئ النيران ويملأ البطون، وتقر برؤيته العيون.

والكل يصرخ أين «طبقي» يا عمو حطاب، حتى أفول ضوء القمر، الذي تتعالى سيمفونيته الليلية عليهم ادفعوا الحساب قبل أن تغادروا المطعم يا شباب وعلى رغم هذا التهافت على هذا الطبق إلا أنه ما خفي كان أعظم فلو علم الشباب غشه وتدليسه ونفاقه أيضاً لقامت الدنيا ولم تقعد، حتى صار المقهى كحال الوطن الوطن الضائع والتائه بين اللصوص والمرتشين، مثل ما علق عمو حطاب لافتته أيضاً على مدخل المقهى (المقهى للبيع) منذ سنة.

ولكن لم يجرؤ أحد أن يتقدم للشراء لماذا؟ لا أدري والمقهى لا يهدأ من الأدخنة والضجيج إلا مع آخر نشرة من نشرات الأخبار والطقس من تلفاز الوطن الذي لم يحسن المذيع التنبؤ بها في هذه الليلة هل لأنه ختام النشرة مع انقطاع التيار وإطفاء الأنوار وتوقف الطلبات وساد المقهى الهدوء التام هذه الليلة تبدو وكأنها آخر ليلة في حياة حطاب مع الكباب والشباب، فالسماء تلبدت ببقايا سحب الشتاء السوداء، واستعدت للبرقة القاتلة، وللنجوم الزاهرة توارت هي الأخرى مع القمر خلف السحب السوداء المظلمة، ولم يبقَ إلا بقايا العظام في الأطباق الفارغة تقلبها هزيز الرياح الغاضبة فوق بعضها البعض فالكل غادر المقهى وعمو حطاب ينادي الحساب يا شباب ما خلا شخص واحد فقط ظل قابعاً في مقعده الخلفي المتهالك لكنه لم يأتِ للكباب بل جاء للحساب، فوضع يده فوق الدنانير، ثم همس في إذنيه «أنا الحساب» ثم توارى عن ناظره فتوقف لسانه عن الكلام، وزادت نبضات قلبه، في هذه الليلة المشئومة، وصار كالحطبة اليابسة، إلا أن الحساب عاجله بضربة ثانية، لماذا هذا الغش يا حطاب؟ لماذا تخلط لحم الكباب البلدي مع اللحم المستورد الحرام؟ وتطايرت الأوراق من دفتر الحساب مع الدنانير الحمراء والزرقاء والصفراء وكأن حطاب في يوم الحساب من بين يده إلى أعلى السماء.

مهدي خليل


في يوم ما...

في يوم ما ستعود البسمة والضحكة لأهل البحرين، وستعود الفرحة في طرقها وستختفي مناظر أزعجتهم كثيراً، فلن ترى الإطارات المشتعلة ولن تشم روائح «المولوتوف»، ومسيل الدموع، وستفتح الطرق وستعود حركة الناس إلى طبيعتها، وسيرجع الجيش وآلياته إلى ثكناتها وستزال الحواجز، وسترى الأطفال يحملون الورود والأزهار ينثرونها على المارة والسائقين وسترجع أيام مضت من السنين حيت ترى أطباق الطعام تنتقل من بيت إلى بيت وترى الفرجان عامرة وستشم رائحة القهوة في الطرقات ومعها الحلوى.

ويوماً ما ستشاهد أطياف المجتمع البحرين كتلة واحدة وأسرة واحدة، فلن يكون هناك محروم من لقمة أكل أو قطرة ماء ولن تجد خائفاً أو مرعوباً، وستجد الأمان في البيت وفي الشارع وفي السوق وفي كل مكان، ستعود الحياة طيبة كما كانت طيبة وسترى الناس يتزاورون في المناسبات وستكتظ بهم الصالات والمآتم والمساجد الكل يريد الأجر والثواب والكل يريد الخير لأخيه المسلم والكل يريد أن يعاون ويساعد.

يوماً ما لن تجد هناك فرقاً بين مكونات المجتمع البحريني، وستجد أصحاب الأديان المختلفة وقد أمنوا أنفسهم وأهليهم وبيوتهم ولن تجد سارقاً يسرق أو مجرماً يرتكب الجريمة، الكل يعرف حقوق نفسه ويدرك حقوق الآخرين.

وسترى نعم الله الكثيرة وقد أغدقت الجميع وبات الناس في أحسن حال من صحة وعافية وراحة بال. وفي ذلك اليوم تراهم يسجدون شكراً لله إن وحدوا قلوبهم وتآخوا فيما بينهم ونزع الشحناء والبغضاء والكره من قلوبهم. وسيدركون حينها أنهم كانوا ضحية مؤامرات تحاك ضدهم وأنهم عندما أفاقوا من غفلتهم أدركوا أنهم لا يمكن أن يستغنى أحد عن أحد مهما حصل من اختلاف في الرأي فذاك أمر سينبذونه ويطرحونه في النار حتى يصبح رماد تذروه الرياح فلا يرجع أبداً.

حتى ذلك اليوم الموعود لنهيئ أنفسنا ونربي أطفالنا على معاني التسامح والإخاء والغفران والتعاون فإن لم يدركوه هم فسيدركه أحفادهم.

عبدالجليل الجاسم


مشاركة الآخرين همومهم بدلاً من التفرد بالتمتع بنعم الله

قال الإمام جعفر الصادق (ع) «ما حججت إلا أنا وناقتي وعلي ابن يقطين»، لما علم علي ابن يقطين أن الإمام جعفر الصادق (ع) سبقه إلى الحج، فجهز نفسه وحمل معه زاده ومتاعه ودراهمه وتوجه إلى مكة، ولما وصل إلى نهاية بغداد وجد امرأة فقيرة ومعها أيتامها فرق لهم قلبه وأعطاهم كل ما عنده، فرجع إلى بغداد ولما انتهى موسم الحج ورجع رفاقه الحجيج إلى ديارهم وذهب رفاقه يزورونه في داره، تعجب منهم وقال: لكني لم أذهب إلى الحج، فقالوا كيف تقول هذا وقد رأيناك تطوف حول الكعبة وتسعى حول الصفا والمروة. أنسيت حين أقمنا في جبل عرفات؟ وفي الواقع علي ابن يقطين لم يذهب إلى الحج لكن وكل الله تعالى ملكا في هيئته ينوب عنه في الحج، فكتبت له فضيلة الحج؛ لأن نيته كانت متعلقة بالحج.

فمن هنا يتضح لنا مدى العمل الخالص لله والنية الصادقة له والله لا يضيع عمل عامل ويجزيه أيضاً أضعافاً مضاعفة من خير الدنيا ونعيم الآخرة.

ويا حبذا لو يقتدي إخوتنا الأعزاء الذين ديدنهم السفر بهذا الإيثار الذي آثر به علي ابن يقطين تلك المرأة الفقيرة وأيتامها، ومن الملاحظ عندنا أيضا أن بعض الإخوة الذين أفاء الله عليهم بخيره ورزقه وأعطاهم سعة في المال والجاه وتعدد مصادر الدخل، قد دأبوا على السفر وزيارة العتبات المقدسة والحج بشكل مستمر وبعض الإخوة اعتادوا السفر لعدة مرات في السنة، وثمة أيتام في المجتمع إذا ما توافرت لهم لقمة الغذاء من أهل الخير فيرنو إلى لقمة العشاء، وثمة شباب قلوبهم تهوي وتخفق عند ذكر كلمة زواج ويعيش الحسرة والتبرم وشح الدخل، وثمة فقراء تحسبهم أغنياء من التعفف وهم لا يملكون قوت عيالهم اليومي ولا يسألون الناس ألحافاً، وثمة فئة من المؤمنين يراودهم بصيص من الأمل ويتمنون أيضاً الذهاب إلى الحج ولو لمرة واحدة في العمر فلا يستطيعون ذلك لكثرة الدَّين وطلبات العيال والفقر المدقع.

نهيب بإخوتنا وآبائنا الأجلاء أن يلتفتوا لأبناء هذا المجتمع الوفي ويعيرونه جل الاهتمام، ويساعدون من يستحق المساعدة وينشد عنها ويتبرعون بحجهم وسفرهم الزائد لمن يتمناها ويلتاع عليها... والله هو الغني الكريم.

مصطفى الخوخي


جريمة الحرق الجنائي

جريمة الحريق العمد تعد من الجرائم الخطيرة في حد ذاتها فضلاً عن أنها تنبئ عن خطورة فاعلها، الذي يلجأ إلى مباغتة المجني عليه باستخدام المواد الحارقة أو القابلة للاشتعال لإلحاق الضرر الجسيم بحياة الأشخاص وأموالهم، وقد يلجأ بعض الخارجين على القانون إلى إشعال النار في الممتلكات العامة أو الخاصة بهدف ترويع الآمنين أو بزعم التعبير عن الرأي.

ويتعرض كل من يرتكب هذه الأفعال أو يشارك فيها بأي صورة سواء بالاتفاق أو التحريض أو المساعدة للعقوبات المقررة ولا يعفيهم من ذلك أنهم ليسوا الفاعلين الأصليين، فقد نص قانون العقوبات البحريني بالمادة (277) منه على تجريم إشعال الحريق عمداً، وحدد عقاباً على ذلك بحسب الفعل الذي يتم به إشعال الحريق والضرر الناشئ عنه، حيث قررت الفقرة الأولى من هذه المادة عقوبة السجن مدة لا تزيد على 10 سنوات على كل من أشعل حريقاً من شأنه تعريض حياة الناس أو أموالهم للخطر سواء كان ذلك المال ثابتاً أو منقولاً، وكذلك لو كان هذا المال مملوكاً للفاعل أو غير مملوك له.

كما نصت الفقرة الثانية من هذه المادة على تقرير ظرف مشدد على هذا الفعل إذا تم إشعال الحريق في مبنى عام أو مخصص للمنفعة العامة، أو في محل مسكون أو معد للسكن، وكذلك إذا تم في إحدى وسائل النقل العامة أو في ذخائر أو أسلحة أو مفرقعات أو وقود أو أنابيب وآبار البترول.

ومفاد هذه الفقرة أن المشرع البحريني شدد العقوبة مراعاة لمحل الجريمة إذا كان من الأموال العامة أو إذا كان مبنى مسكوناً نظراً لخطورة إشعال الحريق في هذه الأماكن لما ينجم عنه من أضرار وخسائر كبيرة بتلك الأموال والأنفس والأشخاص وتقوم هذه الخطورة أيضاً إذا ما تم إشعال الحريق في الذخائر أو الوقود أو المتفجرات أو البترول.

وقد نصت الفقرة الأخيرة من المادة المشار إليها على عقوبة السجن إذا أفضى الحريق إلى عاهة مستديمة، وهذا يعني أن العقوبة قد تصل إلى 15 سنة، وهي مسألة تقديرية للقاضي بحسب تقدير هذه العاهة ونسبتها وظروف الواقعة، كما حدد المشرع عقوبة الإعدام أو السجن مدى الحياة إذا أفضى الحريق إلى وفاة شخص.

ومن ذلك يتضح أن المشرع تدرج بالعقوبة من السجن إلى الإعدام بحسب النتيجة المترتبة على إشعال الحريق وفقاً لما سلف بيانه وأن هذه الجريمة تفترض توافر القصد الجنائي الذي يقوم على العلم والإرادة ويتحقق بمجرد وضع الجاني النار عمداً في الأماكن المشار إليها في هذه المادة.

ويتم استخلاص القصد الجنائي من ظروف الواقعة وملابساتها وأن العمد في هذه الجريمة هو توجه إرادة الفاعل اختياراً إلى وضع النار، أياً كان الباعث عليه، سواء كان الغرض إحراق المكان ذاته أو وسيلة لتحقيق غرض آخر.

ولا يمنع من تطبيق العقوبة المقررة أن يكون الجاني قد تحقق من خلو المكان من ساكنيه أو أن النار لم تشتعل أو لم يكن من شأنها تعريض حياة الناس للخطر، بل تطبق عقوبة الإعدام أو السجن مدى الحياة، إذا ما أدى إشعال الحريق إلى وفاة المجني عليه أو إصابته بعاهة مستديمة حتى لو لم يقصد الجاني إحداث العاهة أو الوفاة طالما أن إشعال الحريق تم عمداً.

أما إذا أسفر البحث والتحري عن أن الجريمة قد ارتكبت بغرض إرهابي، وأخذت سلطة الادعاء في تحقيقاتها بالاتجاه الإرهابي لجريمة الحرق فإن قانون الإرهاب يشير إلى أن الجناة قد تصدر عليهم أحكام تصل إلى عشر سنوات سجن في حالة عدم وجود إصابات أو وفيات، أما في حالة حدوث عاهة مستديمة فإن العقوبة هي السجن المؤبد، ولاشك في أن عقوبة الإعدام هي العقوبة المناسبة التي أقرها المشرع في قانون الإرهاب حينما تكون نتيجة الجريمة الوفاة.

وزارة الداخلية


الأرض

سَمِيْنَا بِاْسْمْ اِلإلهْ

اِلْواحِدْ اِلْمَعْبُوْدْ

صَلِيْنا عَ اْلْمُصْطَفى

اِلْهادِي اِلْمَحْمُوْدْ

أَرْضْ اِلْسَخَا وِاْلكَرَمْ

وِاْلْرَبْ حامِيْهِا

حِرْثَوْا وِجِدُّوْا اْلْعَمَلْ

بِذْرُوْا بَذِرْ فِيْهِا

اِلأَرْضْ هِي كَنْزِنا

يا خْوْانِي حِرْثُوْهَا

كِلْما بِذَرْتُوا اِلْمِزِيْدْ

جَنِّهْ تِشُوْفُوْهَا

يا خْوانِي خَلُّوْ اِلْعَرَقْ

يَسْقِي نَخَلْ وَأشْجارْ

يا خْوانِي خَلُّوْا اِلْتَعَبْ

يَبْنِي لِعِزْنِا دارْ

خليفة العيسى

العدد 3836 - الجمعة 08 مارس 2013م الموافق 25 ربيع الثاني 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • جعفر الخابوري | 10:43 م

      تاريخ عالي

      لاشك إن الجبل هو اسم علمي يطلق على الجزء الشاخص من الأرض أي المرتفع عن الأرض ارتفاعاً كبيراً، ويفوق التل والهضبة، ولكون البحرين خالية من الجبال ولم يرى أهلها إلا جبل الدخان، (وهو المعروف حالياً في الجنوب من منطقة العوالي، وبه أول حقل من حقول النفط في البحرين)، وقد سمي جبلاً تجاوزاً حيث أنه لو قيس بالقياس العلمي لما أطلق عليه اسم جبل وإنما هو مرتفع أو هضبة، ولأنهم لم يروا الجبال ولم يشاهدوها أطلقوا على هذه التلال اسم "جبال عالي"
      بقي أن نعرف إن هذه التلال ما هي إلا مقابر لشعب سكن

اقرأ ايضاً