إننا نسعى للحد من وفيات الأمهات، والقضاء على شلل الأطفال، وحماية الناس من الملاريا، والسل، والإنفلونزا الوبائية. وسوف أقول لكم بكل فخر إنه من خلال مبادرة الصحة العالمية والبرامج التي أعتز بأني ساعدت على نشوئها، مثل خطة الرئيس الطارئة للإغاثة من الإيدز (بيبفار)، تمكنا من إنقاذ حياة 5 ملايين إنسان في إفريقيا من خلال جهود الأميركيين. واليوم وبصورة مدهشة نقف على حافة إمكانيات نشوء جيل متحرر من مرض الإيدز، لأننا ندرك أن هذه الأمراض لا تميز بين الناس على أساس الجنسية، ونحن نؤمن بأن تخفيف المعاناة التي يمكن الوقاية منها لا تحتاج إلى تبرير. وأعتقد أن هذا جزء من قيمنا.
إننا نقدر قيمة المساواة بين الجنسين، وندرك أن البلدان تكون، في الواقع، أكثر سلامًا وازدهارًا عندما تمنح النساء والفتيات حقوقهن الكاملة وفرصًا متساوية.
وخلال العقد الماضي، فإن نسبة النساء الأفغانيات اللواتي تسجلن في التعليم العالي ارتفع من الصفر إلى 20 بالمئة، ففي العام 2002، كان يلتحق أقل من مليون فتى وعدد قليل من الفتيات الأفغانيات بالمدارس، هذا إن وُجدت. أما الآن، وبمساعدة أميركا، بات أكثر من ثلث الطلاب الذين يلتحقون بالمدارس، والبالغ عددهم 8 ملايين طالب وطالبة في أفغانستان، هم من الفتيات. وأصبح أكثر من ربع ممثلي الأفغان في البرلمان من النساء. علينا أن نعتز بذلك، وهو ما يساعد في إحداث الفرق على المدى الطويل.
إننا نقدر قيمة التعليم، ونعزز البرامج مثل برنامج فولبرايت للتبادل الدراسي الذي تديره وزارة الخارجية. إن هذه البرامج تمكّن المواطنين الموهوبين أكثر من المشاركة في إخلاصهم وتفانيهم نحو الدبلوماسية والسلام، وفي آمالهم، وصداقاتهم، وإيمانهم بأنه ينبغي توفير الفرص لجميع الأبناء والبنات على وجه البسيطة في سبيل رفع مستواهم. واليوم تستقدم هذه التبادلات مئات الآلاف من الطلاب إلى أميركا من بلدان أخرى، والعكس بالعكس. ففي العام الماضي وحده، شارك ما يزيد على 10 آلاف مواطن من بلدان أجنبية في برامج التبادل الأكاديمي والمهني والثقافي للشباب التابع لوزارة الخارجية الأميركية، وذلك هنا تمامًا في ولاية فرجينيا. كما درس طلاب فيرجينا في الخارج من خلال برامج وزارة الخارجية. فعضو مجلس الشيوخ فولبرايت، الذي كان لي شرف تقديم شهادتي أمامه في جلسات الاستماع كمحارب قديم شاب عائد من فيتنام، كان يدرك بأن قيمة تبادل قيمنا الأكثر فخرًا لنا ستؤتي ثمارها على المدى البعيد، في المستقبل؛ إذ قال: «إن يكون لديك أناس يفهمون ما تفكر به يشكل الأمن أكثر بكثير من الأمن الذي توفره لك غواصة أخرى».
دعوني أكون واضحًا جدًا. المساعدات الخارجية ليست هبات. إنها ليست عمل خيري. إنما هي استثمار في أميركا القوية وفي قيام عالم حر. المساعدات الخارجية ترفع مستوى الناس ومن ثم تعزز استعدادهم ليشدوا من أزرنا من أجل تحقيق مساعينا المشتركة. وعندما نساعد الآخرين في مكافحة الفساد، فإن هذا يجعل من الأسهل أن تنجح التزاماتنا الخاصة بمكافحة الفساد لدينا، وتسهل لشركاتنا القيام بمعاملاتهم التجارية أيضًا.
عندما تتضافر جهودنا مع جهود الدول الأخرى للحد من التهديد النووي، فإننا نبني الشراكات التي تعني بأنه لن يتعين علينا أن نحارب في تلك المعارك وحدنا. وهذا يشمل العمل مع شركائنا في جميع أنحاء العالم للتأكد من أن إيران لن تحصل على الإطلاق على سلاح من شأنه أن يعرض حلفائنا ومصالحنا للخطر. عندما نساعد الآخرين على إنشاء الحيز الذي يحتاجون إليه لبناء الاستقرار في مجتمعاتهم الأهلية، فإننا نساعد في الواقع الناس الشجعان على بناء مستقبل أفضل وأكثر ديمقراطية، ونتأكد من أننا لن ندفع أكثر من ذلك في وقت لاحق من الدماء والأموال الأميركية.
القصص التي يتعين عليها سردها، حول الدفاع عن الوظائف وشركات الأعمال الأميركية، وحول الدفاع عن قيمنا الأميركية، تتقاطع بشدة مع الفرصة المتاحة لنا الآن في هذه اللحظة الملّحة لتولي زمام القيادة حول الهواجس المتعلقة بتغير المناخ التي نتقاسمها مع جميع جيراننا العالميين.
يتعين علينا كدولة أن نملك بعد النظر والشجاعة للقيام بالاستثمارات اللازمة لحماية الثقة الأكثر قدسية التي نحتفظ بها لأبنائنا وأحفادنا، وذلك في بيئة لا يدمرها ارتفاع منسوب مياه البحار، والعواصف القاتلة، والجفاف المدمر، والمعالم الأخرى لمناخ يتغير بدرجة دراماتيكية.
والرئيس أوباما ملتزم بالمضي قدمًا حول ذلك الشأن، وكذلك أنا، ولذا، ينبغي عليكم أن تكونوا مستعدين للانضمام إلينا في هذا الجهد.
فهل يمكننا أن أن نشكر جميع المؤيدين لنا في ذلك الموجودين هنا؟
إذن، فكروا في جميع هذه الأمور التي ذكرتها. فكروا في العالم كما ترونه اليوم.
ودعونا نواجه الأمر: نحن جميعًا في هذا سوية. ولا يمكن لأية دولة أن تقف لوحدها. لا نتشارك في أي شيء آخر كما نتشارك بالكامل كوكبنا. عندما نعمل مع الآخرين، سواءً أكانوا كبارًا أو صغارًا، لتطوير ونشر تكنولوجيات نظيفة من شأنها أن تؤمن الطاقة لعالم جديد- إنه عالم ينتظرنا هناك، سوق بقيمة 6 تريليون دولار، وكمّ هائل من الوظائف - فعندما نفعل ذلك، ندرك بأننا نساعد في إعادة إنشاء أسواق جديدة وفرص جديدة للمبتكرين ورواد الأعمال الأميركيين الذين لا يتفوق عليهم أحد لكي نتمكن من النجاح في الثورة العظيمة المقبلة في سوقنا. ينبغي علينا إلزام أنفسنا بالقيام بالشيء الذكي وبالشيء الصحيح، والتصدي بالفعل لهذا التحدي؛ لأننا إذا تخلفنا عن تلبية ذلك سوف يؤدي ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع مستوى سطح البحر لا محالة إلى ارتفاع التكاليف على طول الطريق إلى المستقبل.
اسألوا أية شركة تأمين في أميركا. وفي حال فوتنا هذه الفرصة، فقد تكون الشيء الوحيد الذي سيُذكر به جيلنا والأجيال بعده. ينبغي علينا العثور على الشجاعة اللازمة لترك إرث مختلف إلى حدٍ كبير.
لا يمكننا الحديث عن التغيرات التي لم يسبق لها مثيل في كوكبنا، دون أن نتحدث عن التغييرات غير المسبوقة في عدد سكانه، وما هذه سوى فرصة عظيمة أخرى في متناول أيدينا. ففي البلدان عبر شمال إفريقيا والشرق الأوسط، حيث إن غالبية السكان دون 30 سنة من العمر - 60 بالمئة دون 30 سنة، و50 بالمئة دون 21 سنة، و40 بالمئة دون 18 سنة، ونحو نصف مجموع السكان تقل هم دون 20 سنة من العمر. وهل تعرفون بأنهم جميعًا يسعون إلى نفس الفرص ونفس الأشياء التي تسعون إليها، ألا وهي: العثور على الفرص.
لدينا مصلحة في مساعدة هؤلاء الشباب في تطوير المهارات التي يحتاجون إليها للتغلب على البطالة الجماعية التي تطغى على مجتمعاتهم لكي يتمكنوا بالفعل من البدء في المساهمة في مجتمعاتهم الأهلية، وإعادة بناء اقتصاداتهم المحطمة بدلاً من الانخراط في بعض النشاطات الإرهابية الأخرى، أو أنواع أخرى من النشاطات المتطرفة. فللمرة الأولى في التاريخ البشري، يعمل الشباب في جميع أنحاء العالم كعصبة عالمية واحدة، بما في ذلك العديد من الناس في هذه القاعة.
إنهم أكثر انفتاحًا. إنهم أكثر كفاءة وذلك بفضل استخدام التكنولوجيا التي تبقيهم على صلة فيما بينهم بطريقة لم يشهدها أي جيل في التاريخ على الإطلاق. ويتعيّن علينا مساعدتهم جميعًا، واستخدام هذه الشبكة الرائعة بطريقة إيجابية.
والآن، قد يقول البعض ليس الآن، ليس عندما تكون لدينا ميزانيتنا هذه، فهو أمر مكلف للغاية. حسنًا، صدقوني، أيها الأصدقاء، إن هذه التحديات لن تصبح أكثر سهولة بمرور الوقت. لا يوجد زر نكبس عليه لإيقاف عقارب الزمن. (يتبع)
إقرأ أيضا لـ "جون كيري"العدد 3833 - الثلثاء 05 مارس 2013م الموافق 22 ربيع الثاني 1434هـ
شيايفين سياستكم ولامسين ظلمكم
شعب البحرين الحمد لله شايف سياستك وضايق الويل منها