اجتمع المتخاصمون ثم انفضّوا. الإيرانيون والدول الكبرى. مكانهم كان ألما آتا، عاصمة كازاخستان، جارتهم في الشمال الشرقي. لم يقل المجتمعون إنهم تصالحوا أو إنهم ظلوا على خصومتهم. إنهم اليوم في منطقة جديدة، لها وصفٌ وجوٌّ وعلاقاتٌ أخرى.
الإيرانيون سمّوا تلك المنطقة بـ «المنعطف». والأميركيون سمَّوها بـ «المفيدة». الإيرانيون قالوا إن ذلك المنعطف جاء نتيجة مواقف غربية «أكثر واقعية ومنطقية». الغربيون قالوا إن ذلك المفيد سيؤدي إلى «اتفاق شامل طويل الأمد». وانتهى الجانبان في توصيفهما.
من سعد آباد إلى باريس ثم إلى طهران ثم إلى باريس مرةً أخرى، ثم إلى جنيف ثم إلى جنيف مرة ثانية، ثم إلى اسطنبول ثم إلى موسكو ثم إلى بغداد وأخيراً إلى ألما آتا، ولاحقاً إلى اسطنبول فضلاً عن مئات الاجتماعات الفرعية على مستوى الخبراء لدى الجانبين، ولمدة زادت على أحد عشر عاماً لم تُنتِج سوى أجواء لا تزيد عن «منعطف» و «مفيد»!
لا مشكلة، ما دامت هذه الحياكة الطويلة في نظام المصالح المتبادل بين الجانبين قد أحدثت كُوَّة في الجدار السَّميك، ربما تفضي إلى «اتفاق شامل طويل الأمد» تسنده عروضٌ «أكثر واقعية ومنطقية»، فإن الأمر قد يستحق كل تلك المدة الطويلة، التي لا تضاهيها حتى نقاشات اتفاقية ستارت واحد واثنين بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي!
ليس مهماً كم يقضي الإيرانيون من الوقت في انتظار «مسكوكة الذهب»، فهي أفضل من أن يستعجلوا الأمر ليكتفوا بـ «قطعة الشوكولاتة» التي تحدَّث عنها علي لاريجاني. ولا يهمهم كيف يُبطِّئوا من سرعة قطارهم الذي هو بلا فرامل كما قال أحمدي نجاد، ما دام المدهوسون هم خصومهم.
تختلف الذهنية الغربية عن الذهنية الإيرانية في السياسة وخطابها كثيراً.
الذهنية الأميركية/ الأوروبية قد تتحدث بشكل رياضي إلى الإعلام كما دَرَجَت عليه ثقافتهم رغم أنها مُصاغة على وقْعِ نوعين من السياسات:
إحداهما «مُغطَّاة» والأخرى «مكشوفة».
الإيرانيون لا يتحدثون حول سياساتهم إلى الإعلام من خلال المعطى الرياضي مطلقاً، كوْنَ سياساتهم «مغطاة» ولا تخضع للمكاشفات، ولا يُعرَف مداها ولا غاياتها. هم يتعمَّدون إغراقها وخطابها بقواميس اللغة وعمومياتها التي لا «تصِف ولا تشِفّ»! حقوقنا النووية. الإمبريالية. الأمة الإيرانية.
لن نتنازل. رضوخ الغرب. وغيرها من المفردات.
نعم، قد يتعمَّدون إرسال قصاصات من التصريحات المتضمنة «رسائل مُحدَّدة»
إن هم أرادوا أن يخلقوا جوّاً طارئاً مصاحِباً لأجواء التفاوض التقليدية، سواءً أكانت تلك الرسائل «سلبية» أو «إيجابية». المهم أنها تتموضع ضمن سياق التفاوض الطويل والشاق.
تطوَّر هذا الأمر بعد توزير علي أكبر صالحي حقيبة الخارجية. ولكون صالحي خبيراً نووياً قبل أن يكون سياسياً، فقد أخذت التصريحات الإيرانية متضمنةً لجوانب فنية، والتي تحاول تنعيم ما يُصرِّح به شخوص المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني والحرس الثوري.
قبل أيام، قام الوزير صالحي بترقيم أجزاء من الخطاب السياسي للملف النووي الإيراني ووضعه في سياق مزدوج يقوم على الترغيب والترهيب، دون أن يتطرّق إلى الملفات الخمسة التي كانت طهران قد عرضتها على الدول الست في موسكو قبل شهور.
صالحي قال «طهران تُكَثِّف جهودها للحدّ من مخزونها من اليورانيوم المخصَّب إلى درجة نقاوة عشرين في المئة». ثم يضيف بالقول «إن نحو مئة من أصل مئتين وخمسين كيلوغراماً من اليورانيوم، الذي قامت إيران بتخصيبه إلى درجة نقاء عشرين في المئة حتى الآن، تمت معالجتها لتصبح رقائق وقود نووي لأغراض المفاعلات البحثية في طهران».
والحقيقة أن صالحي أراد إرسال رسالة ذات اتجاهين. الأولى هو القول إن طهران لديها فعلاً مخزون من اليورانيوم المخصَّب بدرجة عشرين في المئة وبكمية تزيد عما وَرَدَ في تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة قبل شهر والذي ذكر بأن «إيران زادت من مخزونها من ذلك اليورانيوم ذي النقاوة العالية إلى مئة وسبعة وستين كيلوغراماً».
والجميع يعرف، أن رقم «مئتين وخمسين كيلوغراماً» من اليورانيوم عالي التخصيب قادر على إنتاج رأس نووي بشكل مريح، وبالتالي، فإن إيران وَصَلَت فعلاً إلى مرحلة «القدرة على إنتاج رأس حربي غير تقليدي». وهو أول ترجمة لخطاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عن «إيران النووية».
لكن صالحي يستدرك بالقول، إن مئة كيلوغرام من ذلك المخزون «تمت معالجتها لتصبح رقائق وقود نووي لأغراض المفاعلات البحثية في طهران». وهو تصريحٌ حاول من خلاله تطمين الدول الست، من أن طهران لا تلجأ إلى صناعة رؤوس نووية في ظل استطاعتها لفعل ذلك، كترجمة عملية لنص فتوى المرشد الأعلى حول ذلك والتي قُدِّمت في ألما آتا.
وربما هَدَفَ الوزير صالحي إلى تثبيت «المعادلة الطردية» التي سعت طهران إلى تثبيتها في ملفها النووي. فكلما زاد ضغط الغرب عليها من خلال العقوبات، زادت هي من هامش برنامجها النووي بالمقدار ذاتها نحو زيادة التخصيب. وهو ما يؤكده تصريح مساعد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي باقري، والذي قال «يجب أن يتحرك الجانبان (إيران والدول
الست) خطوةً بخطوة متجانسة وفي وقت متزامن وفي مسار واحد».
في كل الأحوال، الموضوع لم ينتهِ بعد. والأمور لم تمس لحد الآن الأشياء «العميقة» كما سمَّاها الإيرانيون. إلاَّ حالة الرضا المتبادلة تعني أشياء كثيرة، قد يفاجئنا بها الطرفان في وقت ليس ببعيد، في ظل حالة الكسب والخسارة في ملفات ومصالح متقاطعة أخرى يتعارك فيها وعليها الجانبان.
إقرأ أيضا لـ "محمد عبدالله محمد"العدد 3831 - الأحد 03 مارس 2013م الموافق 20 ربيع الثاني 1434هـ
ردينا على طير ياللي
يا معيريس عين الله تراك، القمر والنجوم تمشي وراك
المستفاد والخلاصة
ان هناك دولة مستقلة تماما عن الدول الكبرى تستطيع ان تقف وتقول هذا مطلبنا وهذا موقفنا وان هناك تنازل مما يطلق عليه الدول الكبرى اي هناك من يقدر ان يقول ويفعل ما يريد -ايران مثلا- امام الدول وهذا يعني ابتداء انهزام وتراجع الدول التي تقول والطرف الاخر ينفد فهناك من لا ينفد ويصر على موقفه ويسعى لتحقيق مراده واليوم واحدة-ايران - وغدا اثنتان وثلاث ورباع وتقف الدول في مصاف الدول الكبرى المنحنية
الشعب الايراني يدافع عن كرامته ويدفع ثمنها من خبز يومه
تلك هي الشعوب التي تحسّ بكرامتها وتبيع حياتها من اجل تلك الكرامة
وليس مثل بعض الشعوب العربية التي تبيع كرامتها بثمن بخس
ماذا يقول التاريخ
العقلاء هم لوحدهم يعتبرون ويستفيدون من دروس التاريخ السلبية والايجابيه وارى ان الايرانيين يحبون تاريخهم ويكرهون المعتدين على بلادهم ومن ثم يدونون التاريخ وقصص الاستعمار من جيل الى جيل فيعرفون مكر العدو فنراهم يلاعبون العدو مثل حيل ومكرهم الى ان يصلوا في النهايه الى مبتغاهم
هذا يعطي انطباعا ان للدول كرامة لا تقبل بالمساومة عليها
لو كانت ايران مثل اي دولة من الدول العربية لباعت كرامتها من زمان واصبحت العوبة في يد الغرب الاستعماري الذي لا زال يمارس دوره بكل صلافة والبعض
يبرر لهم ذلك.
أيها الكاتب ان الانسان الصابر والمحتسب والمجاهد لله لا بد ان ينتصر في النهاية
وهذه الدول خبرها العالم وعرفها انها دول استعمارية راكضها وراء مصالحة المادية فقط ولا يهمها غير ذلك ولو مات ملايين البشر فلن يحرّك ذلك شعرة واحدة من
حكومات هذه الدول ولكن فقط وفقط حارب مصلحة واحدة لهم يضجّون
هل تتذكر قضية التمباك(التتن)ماذا صنعت في بريطانيا
عجب !!!!
اتأسف لامثالك وامثالك كثر !!! شكلك ما تقرا التاريخ ولا تعرف فيه الا كلام المنقول لك من الجهلاء !!! روح اسال من هم الفرس؟؟ وشنوا كانوا ؟؟ وشنوا صارو ؟؟ بس يا ريت تقرأ بعقلك مو بقلبك !! والكلام موحه للعموم
وهل تصدق
وهل تصدق ان فية عداوة بين ايران وامريكا واسرائيل هم حبايب وهل من المعقول اننا نصدق هذا الهراء الملالي والحاخامات اكثر من حبايب واللعبة انكشفت ونعرف كل شي وهل انت تكره امريكا ونت كل يوم تقبل ايدي سفرائها بكل مكان لكن اقول لك لا يمكن ان ينتصر الباطل ابدا
كثر الله من امثالك
والله حلو في مثلك وشرواك كل يوم نشوف شي يخلينا نضحك شوي ..يا اخ هل تصدق..طبعا بصدق لين فقدت عقلي..
ايران تسير الى الهاوية
ايران تسير نحو الهاوية ان بقي هؤلاء الحمقى يقودون البلاد فهم اغبياء رعناء لا يفكرون بعواقب الامور وليس لهم الا العنتريات الفارغة والتهديدات لدول الخليج دون اي داع لها الا من باب خدمة شركات السلاح الكبرى . مشكلة ايران انهم فلسطينيون اكثر من الفلسطينيين لذلك يسيرون في ساستهم الرعناء هذه دون الالتفات الى مشاكل شعبهم وقد ورطوا شعب لبنان في حماقاتهم هذه فقام حسن نصر الله عام 2006 بحماقة غبية ودمر بلده دون اي داع لذلك ولم يحصل من العرب الا الشتائم والسب له وللشيعة جميعا .
العراق . البصرة
مالمشكله؟!
ما المشكله في ان الايرانيون يكونون فلسطنيين اكثر من فلسطينيون انفسهم اليس من واجب الشرعي لكل مسلم الدفاع عن بيت المقدس والقدس الشريف لماذا تستهجنون ذلك ؟
الخطأ الاستراتيجي الأكبر لايران
الخطأ الاستراتيجي الأكبر لايران هو العداء المستمر لأمريكا و الغرب وهو غير منطقي ان يستمر ذلك يجب على إيران ان تراعي مصالحها أولا
ههه
الله يشافيك
الله يساعدك
منفعل شكلك..ساعد الله قلبك ..اخاف اقول لك حلمان ياخوك..ايران تسير بعكس ماتتمنى حضرتك يوقف قلبك. سلامته..جعل ايامك كلها حب.
المهم
وربما هَدَفَ الوزير صالحي إلى تثبيت «المعادلة الطردية» التي سعت طهران إلى تثبيتها في ملفها النووي. فكلما زاد ضغط الغرب عليها من خلال العقوبات، زادت هي من هامش برنامجها النووي بالمقدار ذاتها نحو زيادة التخصيب. وهو ما يؤكده تصريح مساعد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي باقري، والذي قال «يجب أن يتحرك الجانبان (إيران والدول
الست) خطوةً بخطوة متجانسة وفي وقت متزامن وفي مسار واحد».
نعم
مقال ممتاز استاذي الكريم