على رغم أن بعضهم مازال في السجن قابعاً، محروماً من حقوقه ومن تنفيذ توصيات لجنة تقصي الحقائق وتوصيات جنيف، إلا أن ذلك لم يكن كافياً كما يبدو، فغداً ينتظر آخرون النطق بالحكم في قضيتهم التي عرفت بقضية الطاقم الطبي قسم الجنح، والمتهم بها 28 فرداً من بينهم 13 طبيباً من خيرة أفراد الطاقم الطبي بُرّئ منهم 5 متهمين، مثلهم في سمعتهم وتميزهم في مجالاتهم كمن اتهموا في قضايا الجنايات، التي انتهت بسجن عدد منهم، ممن مازال الشارع المحلي والعربي والعالمي غير مقتنع بإدانتهم، وخصوصاً أنهم لم يُتَهموا فيما يخص مهنيتهم أو إخلالهم بقوانين عملهم عندما عالجوا جرحى الأحداث.
طاقمٌ طبيٌ كان شاهداً على انتهاكاتٍ وجراحٍ طالت جسد الوطن قبل أن تطال أجساد الجرحى وقلوب ذويهم، فأُعِدّت لهم التهم الجسام على الهواء مباشرة في إعلامٍ سيطرت عليه في تلك الفترة عقولٌ إقصائيةٌ ابتعدت كل البعد عن المهنية، حينما نصّب هذا الإعلام نفسه محقّقاً وجلاداً وقاضياً، فلم يلتفت لأخلاقيات ترفض أن يكون منحازاً لهذا أو ذاك حين ينقل خبراً أو يصف حدثاً. ولم يكتفِ هذا الإعلام بتلفيق التهم ضد الطاقم الطبي؛ بل لفّق له تهماً على ألسنة مسئولين بُثَّت كأخبارٍ رئيسية وأخذت مساحاتها الشاسعة من صفحاته وبرامجه، إلى أن جاء اليوم الذي برّأ فيه القضاء أفراد الطاقم من معظم تلك التهم، لتسقط منها ما يتعلق بالمهنية والإنسانية، ولتتبقَ ضد بعضهم تهم متعلقة بالتجمهر والمشاركة السياسية. تجمهرٌ كان ردة فعل طبيعية تجاه ما حدث في مستشفى السلمانية عندما رفض المسئولون إنقاذ الجرحى وإسعاف من يحتاج لهم، وتجمهرٌ كان ضرورياً حين تعلّق الأمر بمكان تواجدهم في البقعة التي احتضنت الجماهير المعتصمة باعتبارهم أطباء متطوعين يلبون واجباً إنسانياً بمباركة المسئولين في وزارة الصحة، ممن وفّروا لهم الاحتياجات والأدوات في الخيمة الطبية آنذاك.
واليوم، وبعد كل ما كتب عن الجرحى وعن الدور الذي قام به هؤلاء الموغلون في الإنسانية، وبعد كل ما قيل عن مظلوميتهم ومراعاتهم للجانب المهني والإنساني فيما قاموا به، وكل ما حدث لهم وعليهم ومنهم، منذ فبراير/ شباط الذي أدوا فيه واجبهم فمارس الذي شهّر بهم الإعلام خلاله، فاعتقالهم في أبريل/ نيسان وهم في غرف العمليات والتدريس وبيوتهم المقتحمة، وتعذيبهم في المعتقلات وإهانتهم ومحاولة الحط من كرامتهم وإذلالهم، مازال 23 من أفراد الطاقم ينتظرون النطق بالحكم يوم غد الخامس من مارس، وهم وغيرهم واثقون تمام الثقة من براءتهم وإنسانيتهم التي لم تمنعهم من أداء واجبهم المهني، وخصوصاً أنهم بعيدون عن أي انتماء سياسي أو تحزب ديني، ولم يقترفوا ذنباً غير كونهم شهوداً على ما حدث مما عرفه القاصي والداني، ولم يعد سرّاً.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 3831 - الأحد 03 مارس 2013م الموافق 20 ربيع الثاني 1434هـ
ظلم ليس له مثيل ونكران للعمل الإنساني الشريف
نحن من زملائهم في المهنة ونحن مقهورين كيف حدث ذلك وتكالبت عليهم الظروف وبدل أن يكرموا على أعمالهم الإنسانية يعاقبوا وتحاك لهم التهم من دون حق. ظلم لم نشهد في حياتنا مثله. ولكن سيأتي اليوم الذي سيندم فيه من له ضمير كيف حدث ذلك وسكت عنهم. ًولابد من محاسبة من لا ضمير لهم ومن ساهموا في الإعلام لتشويه صورة الأطباء والطاقم الطبي الشريف
صديقي الشهيد محمود
نطالب المجتمع
التدخل من اجل انصاف الشهيد
بداية صح
هكذا نحتاج نقرا هذه الايام..احاديث تناول الوضع العام..اسمحي لي سيدتي ان اقول لك هذه المواضيع احسن من مواضيع سقف البنفسج وحميد وشرف وما اعرف ويش....
اكثر مقالاتها في الشان المحلي العام
اعذرني لكن استاذة سوسن اكثر وحدة تكتب في الشان العام وهي اكثر من كتب في قضية الاطباء
ارجع للارشيف وشوف مقالاتها
شكلك واحد منقهر من حنيد وشرف ومطلع حرتك في الاستاذة
الحق حق
الحق واضح وضوح الشمس والمظلوم يشتكي ظلمه لله في كل وقت فهل تهنأ عيون الظالمين بنوم في الليالي التي نقف فيها نسأل الله ان يأخذ بحقنا منهم
الله
الله يظهر الحق ولو بعد حين ... و للظالم .. الله يمهل و لا يهمل لكم يوم لا يتعداكم سترونه بأم اعينكم