العدد 3829 - الجمعة 01 مارس 2013م الموافق 18 ربيع الثاني 1434هـ

وزيرة الثقافة: وطننا غرفة تصيّر الكون ميناء سلام

خلال تدشين فعاليات «المنامة عاصمة السياحة العربية»

تصوير: عقيل الفردان
تصوير: عقيل الفردان

شهد حفل تدشين فعاليات «المنامة عاصمة السياحة العربية 2013» الذي أقيم مساء يوم الإثنين الماضي في مسرح البحرين الوطني، تقديم عرض مسرحي استعرض سيرة وحكاية أمير الرحّالة العربي «أبوعبدالله بن محمد اللواتي الطنجي بن بطوطة» الشهير باسم ابن بطوطة.

واختتم العرض برنامج حفل التدشين الذي أقيم تحت رعاية رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة حيث أناب نائب رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة للحضور. وحضر الحفل الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ووزراء السياحة العرب وممثلو منظمات السياحة العربية والعالمية وعدد من كبار الضيوف والشخصيات.

ويأتي الاحتفال بابن بطوطة في إطار حرض وزارة الثقافة الدائم على جعل الفرح عنواناً لكل فعالياتها، إذ اخترعت من ذكرى ميلاد الرحالة الشهيرة مناسبة لحدوث الفرح حيث المنامة عاصمة للسياحة العربية للعام 2013 وحيث اليوم العربي للسياحة وحيث يتذرع ابن بطوطة بحياة موازية أخرى يكمل فيها سفره وترحاله الطويل. وكانت المنامة أعلنت عاصمة للسياحة العربية 2013 في حفل رسمي أقيم بتاريخ 27 سبتمبر/ أيلول 2012 بموقع باب البحرين في المنامة، في اليوم العالمي للسياحة.

وهنأت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة كل أهل البحرين، مؤكدة أن اختيار «المنامة عاصمة للسياحة العربية» سيعزز من المكانة التي تحظى بها البحرين كملتقى للحضارات والثقافات في المنطقة، بالإضافة إلى أنها مناسبة طيبة لالتقاء المثقفين العرب على أرض دلمون مهد الحضارة والتاريخ العريق». وأوضحت أن منجز المنامة عاصمة السياحة العربية للعام 2013، الذي ينطلقُ تحت شعار «السياحة تثري»، يلتفتُ للإنسانِ والحضاراتِ والثقافاتِ والشعوب ويحاولُ أن يصنعَ شيئاً نتشاركَ فيه.

كما أشارت الوزيرة في كلمتها إلى أن لنا في البحرين «وطناً يحتمل أبعد من بحرين. لنا غرفة تحتمل أن تصّير الكون كله ميناء سلام، وحب تفكك فيه البحر سفينة سفينة والسماء مطارات لا تتوقف عن التحليق». وأضافت الوزيرة «جاء اختيار شخصية ابن بطوطة وذكرى ميلاده تحديداً كموضوع وحبكة أليفة لصياغة حفل الإعلان الرسمي لإطلاق المنامة عاصمة عربية للسياحة، وتدشين «اليوم العربي للسياحة» لما في ذلك من توثيق لإنسان السياحة العربية وتحريك لفكرته التي اشتغل عليها طوال سيرة حياته، ليسرد الرحالة عبوره الحضاري وقراءاته الإنسانية والأوطان التي تقاطعت في سيرة حياته». مشيرة إلى أن «ما يقوله الغناء والمسرح والرقص هو تجريد تام للحكاية. هذا الإنسان يجسّد حضارة بذاته تمكّنت من استيعاب أمكنة وحضارات وأناس كُثُر. وفي سياق فكرته يمكننا أن نستمرّ وأن نقتفي الأثر حتى نكمل ونستكشف الطرق الأخرى».

وأشارت إلى أن «اليوم يستيقظ من أرض الخلود ابن بطوطة ليعود إلى الحياة ويكرس يوم ميلاده يوماً للسياحة العربية». وقالت: «أمير الرحالة الذي غادر مستعجلا ذات سفر ليكتشف أبعد من مداه، يدير قلبه الآن ناحية دلمون، يفتح عينيه لمرة أخيرة ربما على أرض الخلود، حيث يمكنه أن يقول الحكاية التي حدثت، وتلك التفاصيل التي أغمض عليها التاريخ بيديه».

وزارة الثقافة تستعيد حلم الرحالة إذاً في عرض «ابن بطوطة» وتمسك بأيدينا لنتعرف مرة أخرى عمّا قد يجعل من حقنا امتلاك هذا العالم بدهشة، عبر واحدة من أجمل الصياغات المسرحية الأوركسترالية التي تمزج الفن والموسيقى والاستعراض لتحيي المراحل المتلاحقة التي مرّ بها ابن بطوطة والأمكنة التي طاف بها لاكتشاف العالم.

هذا الذي لا يكف أبداً عن ترحاله وسفره، لأنه يدرك أن حياة ما تسبق أوانها لا تكتفي بمكان ما أو زمن ضيق. لذا فهو يترجل عن فصول حكاياته ويجيء للمنامة في احتفائها بالسياحة العربية، ويعيش مع الوطن العربي مسرحاً جميلاً يمكن للأصوات فيه أن تغني، للجسد أن يومئ، ولليد أن تنفخ السحر وتفتح بيتاً بعيداً يراقب القصة.

استذكر العمل سيرة ابن بطوطة في مقاطع بصرية وسماعية عبر عرضٍ فني تقمّص فيه الفنان المصري القدير عبدالرحمن أبوزهرة شخصية ابن بطوطة في مراحل عمره المتقدمة.

ويلتقي ابن بطوطة عبر رحلته تلك العديد من الأصوات في مداخلة ما بين غنائيات متنوعة تحضر فيها من البحرين الفنانة هند، ومن مصر الفنانة آمال ماهر ومن لبنان الفنانة غادة شبير، كما يشارك في تجسيد اللوحات المسرحية والراقصة أكثر من 100 فنان من مختلف دول العالم.

خلال العرض تزدوج القراءات التاريخية في مقاربات موسيقية وفنون استعراضية تجرّد المسالك التي نحتها ابن بطوطة، وتشير إلى فكرة السفر والترحال والسياحة باعتبارها صناعةً إنسانية يمكن من خلالها إحداث تماسّات مكثّفة مع الشعوب. يشار إلى أنه تمت إعادة عرض «ابن بطوطة» يوم الثلثاء (26 فبراير/ شباط 2013)، حيث خصّصت الوزارة ألف مقعد لمراقبة حياة ابن بطوطة والتعرّف على الملمس الإنساني والتاريخي لسيرته.

العدد 3829 - الجمعة 01 مارس 2013م الموافق 18 ربيع الثاني 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً