العدد 3827 - الأربعاء 27 فبراير 2013م الموافق 16 ربيع الثاني 1434هـ

كبرى القصير: «الثوب البحريني» أوصلني إلى العالمية

وضعت المصممة البحرينية العالمية كبرى القصير خطوطاً رئيسية لفكرةٍ تراودها منذ سنين، وهي تأسيس معهد متخصص لتدريب الفتيات في مجال تصميم الأزياء والتجميل، ومنشأ هذه الفكرة، أن هذا المجال أصبح من المجالات التي يمكن للفتيات الموهوبات أن يحصلن من خلاله على مصدر رزق إذا ما كنَّ يمتلكن الاتقان والمهارة الإبداعية، وهو مجال يضاهي تخصصات مهنية تدر دخلاً كبيراً.

وسعياً لتحقيق هذه الفكرة؛ انتهت من وضع التصاميم التي تناسب المشروع في «اتيليه» الرفاع، وستواصل العمل إلى حين اكتمال المعهد، لتبدأ في تدريب الفتيات البحرينيات وغيرهن من اللواتي يمتلكن الموهبة والرغبة، فهي تؤمن بأن البحرينيات قادرات على تحقيق مراكز متقدمة في هذا المجال، ضاربةً المثل بنفسها حيث تحفظ الجميل للثوب البحريني الذي أوصلها إلى العالمية، وقتما قدمت تصاميم للأزياء النسائية التراثية البحرينية في معرض عالمي أقيم في مدينة ميلانو الإيطالية، وكذلك حينما وجدت ذلك الاهتمام الكبير والشغف بالتعبير عن الإعجاب بالثوب البحريني في معرض أقيم في الصين، ولهذا، فهي تعتز بما حققته من إنجازات في مجال عملها، ولهذا أيضاً، فليس غريباً أن تحقق المركز الأول في مسابقة أقيمت في مركز الأمير سلمان بالرياض في شهر أغسطس/ آب من العام الماضي 2012، حيث حازت جائزة أفضل تصميم عباءة، وكانت المسابقة تضم أكثر من 250 مصمماً مشاركاً، كما شاركت في معرض بعنوان: «نيارة» برعاية الأميرة جواهر بنت سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، كما شاركت في معرض آخر بعنوان: «بساط الريح» في مدينة جدة تحت رعاية الأميرة نوف، والأميرة عادلة بنت عبدالله آل سعود.

الإبداع يظهر ويتفوق

وتتحدث المصممة العالمية كبرى القصير لتعبر عن سعادتها بما حققته في تلك المسابقة بقولها: «المشاركون كانوا يمثلون كل دول مجلس التعاون الخليجي، وكنت واثقة بأنني سأكون من بين العشر الأواخر ولاسيما أن المشاركين من كبار المصممين، وبعد فرز العشرة المتقدمين وكنت منهم، توقعت أن أكون من بين المراكز الثلاثة الأولى، وهذا ما حصل بالفعل، لكنني حققت المركز الأول، ومع أهمية هذه الناحية، لكنني وجدت ناحية أخرى مهمة أيضاً، وهي أن المجتمع النسوي السعودي من الطبقات الرفيعة والثرية، ليس لديهن تفرقة أو تمييز، وهن بذلك يؤكدن أن العمل هو الذي يفرض نفسه... الإبداع هو الذي يظهر ويتفوق... الجد والاجتهاد هو الذي يوصل الى المراتب العليا، ولا شك في أنني فرحت بالجائزة لمكانتها المعنوية، أما مردودها المالي؛ فقد أعلنت في لحظة فوزي تقديمه إلى الأعمال الخيرية».

وتذكر القصير أن مجال التصميم والأزياء من المجالات الحيوية التي تتطلب متابعة لكل المستجدات على مستوى العالم، لذلك؛ وبالنسبة لي، فوقتي أخصصه بالدرجة الأولى لأسرتي، ثم لعملي، ما يعني أن الحياة الاجتماعية تصبح محصورة في نطاقين، ونحن كما تعلمون في عصر سريع الإيقاع، وهذا يلزمني أن أعمل بدرجة لا تنخفض، وأكرر أن هذا المجال يمكن أن تشارك فيه الفتيات البحرينيات فيتدربن ويضمنَّ مصدر رزق، ولطالما تمنيت أن يتم تخصيص حصص بمدارس البنات في التصميم والأزياء وعلى رغم انشغالاتي فإنني عرضت الموضوع على بعض المسئولين وابديت استعدادي لأن أقدم هذه الحصص وأتمنى أن تهتم المدارس والجامعات بتخصص الأزياء، ولن نقول إنه مجال سهل... على العكس تماماً، هو مجال يتطلب موهبة ودقة ومهارة، وبدأت تجربة في مدرسة الشيخة حصة وتم تسجيل 15 طالبة وانخفض العدد الى 8 ثم بقيت 3 طالبات فقط ممن يمتلكن القدرة على تعلم هذا المجال والإبداع فيه.

الذَّوق وليس الكلفة

وعن تجربة الفتيات البحرينيات ممن بدأن في العمل تقول: «تبدأ بناتنا العمل كهواية، لكن في الغالب لا ينجحن إن لم يمتلكن الأساس الصحيح... بعضهن يصرفن أموالاً طائلة على ديكور وتجهيزات في غرفة بمنزلهن يخصصنها للعمل، ثم ما يلبثن أن يغلقنها لعدم وجود فرص النجاح، وفرص النجاح تأتي من خلال الدراسة والتدريب والمنافسة الشريفة والأفكار الإبداعية المتجددة، ولهذا أقول إنني خصصت قاعة كبيرة في الإتيليه وقابلت المسئولين بوزارة العمل وقدمت فكرة مشروع المعهد التدريبي وسنبدأ بعون الله العمل قريباً».

وبالنسبة إلى تقييمها لاهتمام المرأة البحرينية والخليجية والعربية بالعباءة وموضاتها باعتبارها زيّاً إسلاميّاً عربيّاً يرتبط بثقافة المجتمع، وما إذا كانت تجد أن هناك ثقافة تميز المرأة اليوم وهي تتابع كل هذه المستجدات عبر فضاء الإعلام الواسع، تقول: إن «المرأة... تختار من الأزياء ما يناسب شخصيتها، وبحكم المهنة أصبحت أمتلك القدرة على تحديد نوعية الأزياء التي ترغب بها الفتاة حال رؤيتي لها، وأقول أن كل الفتيات يستطعن أن يلبسن (على الموضة) بالاعتماد على الذوق وليس على كلفة ما ستلبس، فالذوق هو الأساس، وكذلك هناك موديلات محتشمة وفساتين الزفاف والتصاميم تتنوع وتختلف».

بكيت في ميلانو مرتين!

ومع دخول أفكار جديدة في تصاميم وخياطة العباءات والجلابيات في السنوات الأخيرة تناسب كل الأعمار... من الفتيات الصغيرات الى السيدات كبار السن، توضح القصير أن المرأة الخليجية، ووفقاً للمستوى المعيشي والاقتصادي، يختلف ذوقها من بلد خليجي الى آخر، لكن المرأة البحرينية، حتى لو كانت من الطبقة المخملية كما يقال، فإنها تفضل البساطة في التصاميم، ولربما اختلف الوضع بالنسبة إلى الشريحة الكبرى من النساء الخليجيات لتوسع الأسواق والإمكانيات المالية، لكن ذوق المرأة البحرينية يبقى في المقدمة.

ولست أفشي سرّاً حينما أقول، إنني بدأت بالتراث البحريني في الملابس وبصمتي وتوقيعي تفخر بهذا الشيء، فأنا المصممة الوحيدة في الخليج وصلت الى مدينة ميلانو الإيطالية بالثوب البحريني، ولله الحمد، وصلت الى العالمية بفضل الزي البحريني، وحينما وقفت هناك لأول مرة أمام الجمهور بكيت مرتين... الأولى لأنني أقف امام جمهور في مدينة مميزة، والثانية لأن الثوب البحريني نال إعجابهم، وكان ذلك في العام 2000، وقد سمعت من المهتمين والمتخصصين في هذا المجال وقتذاك الكثير الكثير من عبارات الإعجاب بتصاميم الثوب البحريني، وقد نقلت التجربة ذاتها الى معرض بالصين، وسيكون لي قريباً بإذن الله معرض في لندن وآخر في جنيف.

العدد 3827 - الأربعاء 27 فبراير 2013م الموافق 16 ربيع الثاني 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً