ينذر ارتفاع عدد المرشحين لرئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في الانتخابات المقررة في الثاني من مايو/أيار المقبل بتنافس شديد لخلافة القطري محمد بن همام، وقد أخذت المعركة الانتخابية أمس (الثلثاء) منحى أكثر جدية مع تقدم رئيس الاتحاد التايلندي واراوي ماكودي، ليرسو المشهد الحالي على 5 مرشحين، وإن لم يؤكد بعض منهم ذلك بطلبات رسمية إلى الاتحاد الآسيوي.
وجاء دخول الرئيس التايلاندي ليزيد من صعوبة الموقف العربي الذي يتنافس من خلاله 3 لاعبين هم رئيس الاتحاد البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم ورئيس الاتحاد الإماراتي يوسف السركال وعضو الاتحاد السعودية والآسيوي حافظ المدلج، سيما وأن المنافس التايلندي قدم عربون تقدمه في المعركة الانتخابية بحصوله على دعم مجموعة دول الآسيان (11 دولة) + أستراليا التي أكدت في بيان رسمي دعمها له، بعد عقدها اجتماعها في مقرها في كوالالمبور إذ اختارت بالإجماع ماكودي ليكون مرشحا للانتخابات الرئاسية، ليتحصل بالتالي على 12 صوتا مضمونا من أصل 46 اتحادا عضوا في الاتحاد الآسيوي.
وبلمحة رياضية نجد أن المتواجد حاليا بعد إسقاط الأصوات الـ 12 التي تحصل عليها التايلندي تبقى لنا 34، وفيما لو قسمنا هذه الأصوات التي تشملها 11 صوتا عربيا إلى جانب، فإن كل منافس من المنافسين الأربعة المتبقين سيحصل كل منهم على 8.5 أصوات، ما يعني فوز المترشح التايلندي.
هذا يعني أن المنافسة ستكون خاسرة بالنسبة للمترشحين العرب فيما لو لم يتفقوا على انسحاب البعض وتحديد مرشح واحد، وبالتالي الانصياع لرغبة رئيس الاتحاد الأردني الأمير علي بن الحسين في إجراء توافق يرمم الشق العربي الذي سيزداد كلما اقتربت الانتخابات.
هناك من يقول بأن الاتحاد السعودي لا يريد من خطوة ترشيح المدلج، إيصال الأخير فعلا إلى الكرسي القاري، بقدر ما يريد إدارة ظهره وإغلاق باب المجاملات أمام أي من المرشحين، وبالتالي (إرضاء) جميع الأطراف الأخرى التي سعت خلال الفترة الماضية إلى كسب وده وصوته في الانتخابات، وخصوصا رئيسي الاتحادين البحريني والإماراتي، وكذا المرشح الأقوى القائم بأعمال الاتحاد القاري حاليا، الصيني جانج جيلونج، وبالتالي فإن السعودية يتوجب عليها حل الإشكالية الحاصلة الآن بانسحاب المدلج الذي لم يتقدم حتى الآن رسميا بأوراق ترشحه، والتي سيتحتم من خلالها خسارة المقعد الآسيوي الذي تمتلكه السعودية حاليا، وهذا ما يزيد من غموض الموقف السعودي.
أكبر مشكلة تواجه أي مرشح إن سقوطه الانتخابي يعطيه دفعة للخلف في السباقات الانتخابية الأخرى والتاريخ مليء بالأمثلة، ولذلك سيكون علينا اتخاذ الخطوة الانتخابية القادمة بحذر ودراسة كبيرة فحتى التحالفات تبقى داخل إطار الحذر، إذ لا ننسى أن الصندوق لا يكشف عن الأسماء ولا التوجهات، وهو ما يسهل عملية التلون الانتخابي واسألوا الشيخ أحمد الفهد خبير التحالفات الانتخابية الأول آسيويا.
الأكيد أننا سنستمتع بإثارة تسبق اليوم الموعود والسباق الانتخابي الكبير وحتى مطلع شهر مارس/آذار المقبل وهو يوم إقفال الترشح ستكون المفاجآت حاضرة ولن تنتهي شرقا وغربا.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 3826 - الثلثاء 26 فبراير 2013م الموافق 15 ربيع الثاني 1434هـ