تستضيف البرازيل بطولة كأس العالم 2014 وقبلها في صيف العام الجاري كأس القارات وهي تمر بأسوأ أحوالها الكروية منذ سنوات طويلة بل ربما منذ ممارسة البرازيل للعبة كرة القدم!.
البرازيل التي كانت المتربعة دائما على عرش الكرة العالمي، بل كانت في صدارة تصنيف الفيفا منذ تأسيس هذا التصنيف نراها الآن في مراكز متأخرة إن لم تخرج من ترتيب العشرة الأوائل على مستوى العالم.
الكرة البرازيلية التي أصيبت بالعقم عن إنجاب النجوم الجدد منذ اعتزال الظاهرة رونالدو وتراجع مستوى رونالدينيو أصبحت غير قادرة على مجاراة التغيرات السريعة في نسق الكرة العالمية والذي أعطى أفضلية مطلقة للقارة الأوروبية ليتمكن منتخبان أوروبيان من الوصول لنهائي كأس العالم 2006 ونهائي كأس العالم 2010!، في غياب كامل لمنتخبات أميركا اللاتينية والجنوبية.
الحال الذي وصلت إليه الكرة البرازيلية دفع اتحاد الكرة هناك إلى تغيير الجهاز الفني للمنتخب بعد ثلاث سنوات وإيكال المهمة لأصحاب التاريخ المجيد سكولاري بطل كأس العالم 2002 وروبرتو كارلوس بطل كأس العالم 1994، ولكن هل يستطيع العطار اصلاح ما أفسده الدهر!.
علامات التراجع واضحة، فالمدربون البرازيليون غائبون تماما عن الكرة العالمية وباتوا خردة تتداولها الدول النامية والنفطية منها خصوصا، بل وصل الأمر إلى نوعية اللاعبين الذي كانوا العلامة الفارقة في أوروبا وأصبحوا الغائب الحاضر حاليا فلا نجوم حاليين ولا مستقبليين!.
حتى اللاعبين الشباب البرازيليين الذين كان يعول عليهم أمثال باتو مع ميلان وكوتينهو مع الانتر وغيرهم أصبحوا في مهب الريح، والقوي هالك رحل إلى الدوري الروسي!.
في أوروبا لا يوجد أسماء يعتد بها بل لا يوجد أحد ينافس على جائزة أفضل لاعب في العالم بعد أن كان البرازيليون سادتها في التسعينات وبداية الألفية، والأدهى من ذلك أن الدوري البرازيلي نفسه أصبح خاليا من المواهب الحقيقية حتى أن العجوز الهولندي سيدورف أصبح أحد نجوم الدوري هناك مع كورنثيانز!.
فوق ذلك كله، هناك غياب لمنتخبات الناشئين والشباب والأخير لم يتأهل حتى لنهائيات كأس العالم المرتقبة في تركيا وهو ما يدق ناقوس الخطر على حال من كانوا يوصفون بسحرة العالم.
كل ذلك دفع المدرب سكولاري إلى إعادة رونالدينيو للمنتخب البرازيلي وربما إعادة غيره في مفارقة غريبة تنم عن غياب الحيلة والبكاء على الأطلال، وربما قد تدفعه مستقبلا إلى إعادة منتخب 2002 مجددا!.
ما يضاف أيضا إلى المآسي البرازيلية حال المنشآت على بعد أشهر من بطولة القارات وعام من كأس العالم، فانتقادات الفيفا يومية للتأخير الحاصل، وإذا كانت هذه البداية فالله يستر من النهاية.
كأس العالم ذهبت للبرازيل في الوقت الخطأ، ومأساة 1950 ربما ستهون أمام ما سيحدث في 2014، فالأوروبيون متحفزون تماما لوضع خط النهاية لأسطورة البرازيل وإعلان بداية عصر جديد في كرة القدم إن لم يكن قد بدأ بالفعل.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 3825 - الإثنين 25 فبراير 2013م الموافق 14 ربيع الثاني 1434هـ