رفع عدد من مفصولي الشركة المتحدة للستانلس ستيل (يوسكو)، وشركة الخليج للاستثمار الصناعي التابعتين إلى مجموعة فولاذ القابضة، رسالة إلى وزير العمل جميل حميدان، وطالبوه بالتحرك لضمان عودتهم لوظائفهم؛ وذلك بعد أن تم فصلهم على خلفية الأحداث السياسية التي مرت بها البحرين منذ (14 من فبراير/ شباط 2011)، سيما وأنه مر على فصلهم زهاء العامين فضلاً عن إشارتهم إلى قيام الشركة بتوظيف عدد من الأجانب في وظائفهم رغم التوجيهات الرسمية والعمالية والحقوقية بضمان عودة سلسلة لجميع المفصولين والموقوفين لأسباب سياسية.

وحصلت «الوسط» على نسخة من الرسالة المرفوعة للوزير؛ إذ قالوا فيها: «نود متابعتكم بخصوص مفصولي مجموعة فولاذ الذين أكملوا قرابة العامين على فصلهم وما زالوا يعيشون على أمل الرجوع لأعمالهم كما وعدتم في أكثر من لقاء مع ممثلي المفصولين. ونحن إذ نقدر لكم جهودكم في إرجاع السواد الأعظم من المفصولين ومساعيكم لإغلاق هذا الملف الشائك، نود أن نؤكد على ضرورة سرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة مع الشركة لإرجاعنا لوظائفنا خصوصاً وأنه لا يوجد أي عائق أمام هذا الأمر، كما ولا توجد أي مبررات واقعية تتطلب تأخيرنا ليومنا هذا عن الرجوع للعمل. وكلنا ثقةً بكم وبطاقمكم العامل في الوزارة بسرعة تحقيق مطلبنا وهو حقٌ مؤكد وراسخ لجميع المفصولين».

وفي سياق ذي صلة، أبدى المفصولون استغرابهم من قيام الشركة بتوظيف أجانب في شركة الصلب عوضاً عن إرجاعهم لوظائفهم أو لوظائف أخرى في الشركة الجديدة، مستدركين بأن الشركة قامت بتوظيف الأجانب في وظائف كمشرفين ومدراء وغيرها وبرواتب تفوق التي كانت تعطى للعامل البحريني، فضلاً عن أن كثيراً منهم لا يحمل المؤهلات والخبرة التي يحملها الموظف البحريني، كما وأن الشركة تقوم بتوظيف الأجنبي بعقد لمدة 5 سنوات، في حين أن عقد البحريني لا يتجاوز السنة، وهو الأمر الذي يتعارض مع الرؤية الاقتصادية للبحرين 2030، على حد قولهم.

وذكروا أنه سبق أن تم الإعلان في الصحف المحلية عن مشروع مصنع الصلب في أبريل/ نيسان العام الماضي، على أن يبدء التشغيل التجريبي له بعد 6 شهور، وسط وعود بتوظيف موظفي الشركة المتحدة للستانلس ستيل (يوسكو) ممن أنهيت عقودهم أو من تم فصلهم، لا سيما وأن الشركة أشارت إلى توقع أن يشمل التوظيف أكثر من 850 عاملاً.

وتساءلوا عن مصير تلك الشواغر، ولماذا لم يتم إغلاق ملف مفصولي «يوسكو» و»الخليج» بتوظيفهم في شركة الصلب الجديدة؟ لا سيما وأنهم يملكون الخبرة والكفاءة ومتمكنين من عملهم بشهادة مسئوليهم.

يشار إلى أن الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين قام بتصحيح الالتباس الحاصل في تصنيف مفصولي «يوسكو والخليج» وضمهم لمفصولي الشركات الصناعية الكبرى بعد أن تم إدراجهم بالخطأ تحت مسمى الشركات الصغيرة الخاصة والمملوكة كليّاً من أفراد، بينما تعد مجموعة فولاذ من الشركات التسع الكبرى التي يتعدى حجم استثماراتها بالبحرين ثلاثة مليارات دولار، كما تتقاسم حكومة البحرين أسهم الشركة المالكة وبالتساوي مع حكومات دول مجلس التعاون الخليجي.

ويذكر أنه سبق وأن أعلن الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين السيدسلمان المحفوظ، أن «الاتحاد سلم وزارة العمل قائمة بأكثر من 600 مفصول من العمل متبقين من الذين فصلوا على خلفية الأحداث وتداعياتها»، ودعا إلى إرجاع جميع المفصولين إلى أعمالهم؛ إذ قال: «معيار النجاح هو تصفير الأرقام وعودة كل المفصولين. وما يسعدنا كنقابيين حقيقة هو أن ينال كل مفصول حقه ويعود إلى عمله ويتسلم أجره ويسعد هو وأسرته بالحياة والرفاهية في هذا الوطن العزيز».

فيما أشار المحفوظ إلى أن «الاتحاد العام للنقابات يعمل على صياغة الرؤية النقابية لموضوع الأجور عن فترة الفصل والتأمين الاجتماعي وانتهاكات ما بعد العودة إلى العمل».