أكد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة أن العلاقة التي تربط بين مملكة البحرين ودولة قطر أكبر من أي حدث عابر، وأن بلاده تفخر بهذه العلاقة، وقال إن الأيام القليلة المقبلة ستشهد التوقيع على اتفاقية إطارية فيما يتعلق ببرنامج التنمية الخليجي.
وأوضح في مقابلة مع صحيفة «العرب» القطرية نشرتها أمس الإثنين (25 فبراير/ شباط 2013) أن اللقاءات التي أجراها في الدوحة أكدت له عمق العلاقة التي تربط بين البلدين، مشدداً على أن جسر المحبة الذي من المقرر أن يربط البلدين سيبنى، ووصفه بأنه «مشروع استراتيجي للبحرين وقطر، ننظر إليه بكل أهمية، نحن لا نحتاج إلى جسر واحد، نحتاج إلى عدة جسور، الناس اليوم لا يتكلمون عن جسر مع قطر فقط، وإنما عن جسر آخر مع السعودية».
وأكد وزير الخارجية أن للجسر مع قطر أهمية كبيرة، فهو سيسهل التواصل بين الشعبين، ويسهل الفرص الاقتصادية للمواطنين بين الجانبين وخاصة البحرين، نظراً إلى أن المسافة بين البلدين لا تتجاوز أربعين كيلومتراً، وننظر إليه كمصلحة استراتيجية، مشيراً الى انه بعد أن فازت قطر بتنظيم مونديال 2022، كان الجسر ضمن الملف القطري، «ونتطلع إلى أن يتم تفعيل هذا المشروع الحيوي والاستراتيجي بين البلدين».
وعن الغاء الحدود بين البحرين وقطر؛ أعرب وزير الخارجية عن امله في ذلك، وقال: «نحن في يوم من الأيام فكرنا بفيزا واحدة، نحن نطمح إلى ذلك، حرية انتقال المواطن والسلع من أولى مقومات التكامل، نريد أن يشعر المواطن الخليجي بأنه يتنقل بين مدن في بلد واحد».
وأشاد بالعلاقة التي تربط بين قطر والسعودية.
وعن تحفظات البعض على الحوار الوطني في البحرين؛ قال وزير خارجية: إن الأزمة تركت رواسب كثيرة ولكن «الحمد لله لم يحصل عندنا حرب أهلية أو اقتتال طائفي، لكن حصل عندنا خلاف، البعض تخندق في الدوار وبخط طائفي معين، وهناك من تخوف منهم وذهب إلى الاجتماع في ساحة الفاتح، وكان اجتماعاً كبيراً وتاريخيّاً، نحن ما نريده أولاً إدانة هذا العنف ضد رجال الأمن؛ لأنه إذا استمر سيصل إلى المدنيين، فأية حادثة جراء غضب شعوري أو عاطفي يمكن أن تقود إلى ما لا تحمد عقباه».
واكد انه لم يحصل أي انسحاب حتى الآن من جلسات الحوار، وقال: «نحن نقول دائماً وللجميع إن الانسحاب لا فائدة منه ولن يكون ذا جدوى، اجلس على الكرسي وتحدث، ليسمعك الآخر، آخر جلسة تم الحديث عن رفض العنف وتجد أن الجميع يرفض العنف في النهاية، لكن تفسير الطرفين لرفض العنف يختلف... ونحن نتطلع إلى أن نصل إلى تفاهم، وهذه ليست المرة الأولى، لقد مررنا بمشاكل سابقاً، وكانت دائماً الأمور تحل بالحوار والتفاهم، لم يكن في تاريخنا الحل من جانب واحد ... دائماً يأتي الحل بتفاهم حواري ما بين الحاكم والمحكوم، وتاريخنا شاهد على ذلك، ما نريده الآن هو أن نصل إلى تفاهم طويل المدى، تفاهم واضح يأخذ في الاعتبار ظروف البلد والمنطقة».
كما أكد أن أخطر الأخطار على المنطقة هو الاستقطاب الطائفي، لأنه يقسمها ويضرها، ويفتتها، «ليس من خطر ثان على المنطقة أخطر من حالة الاستقطاب الطائفي»، وقال: «عندما يكون لديك تمزق مجتمعي، فإنه يمكن لكل شيء الدخول والتغلغل، لذلك فعلينا أن ننتبه لهذا الشن، ولا يمكن حله بين يوم وليلة، فهذه قضية تاريخية معقدة، هذه الأمور التاريخية مازالت تؤثر على واقعنا للأسف».
وردّاً على سؤال عما اذا كان هناك انقسام خليجي الآن حيال الأزمة السورية؛ أكد وزير الخارجية انه ليس هناك أي انقسام، وأن الموقف الخليجي بأكمله ضمن مبادرة الجامعة العربية.
وقال: «نحن لا نطرح مبادرة أخرى طالما أن الجامعة العربية تبنت الموضوع، نحن لم نختلف على أي بيان صدر في الجامعة العربية... بعض دول الخليج أخذت أدواراً أكبر من شقيقاتها وهذا لا يعني اختلافاً... هناك نوع من التفاهم، وليس هناك أي خلاف حيال الأزمة السورية، قد تختلف اللغة من دولة إلى أخرى، لكن في النهاية كلها تهدف إلى مساعدة الشعب السوري».
العدد 3825 - الإثنين 25 فبراير 2013م الموافق 14 ربيع الثاني 1434هـ
لكم احرجت
لكم احرجت البحرين امريكا واتباعها امام الرأي العام
تناقض التصريحات
"دائماً يأتي الحل بتفاهم حواري ما بين الحاكم والمحكوم"
إذا لماذا رفض طلب المعارضة بتمثيل الحاكم او الحكم في الحوار