مع اقتراب عقد الجمعية العمومية لاتحاد الكرة وإجراء انتخابات لمجلس الإدارة للدورة المقبلة التي ستستمر 4 سنوات، ما زال الغموض يلف ويحيط بها سواء في موعدها أو الشخصيات التي ستدخل معترك الانتخابات.

ربما الوحيد الذي أعلن عن نيته للترشح لمنصب الرئاسة هو نائب الرئيس الحالي الشيخ علي بن خليفة، في حين رشحت أنباء عن نية عضو مجلس إدارة النادي الأهلي سابقا فيصل العالي نيته للترشح، وما سواهما فإن الأنباء والتوقعات تشير لترشح بعض الشخصيات مثل الشيخة حصة بن خالد ومحمد المجبل وعبدالرحمن عبدالخالق وغيرهم لمجلس الإدارة.

وجاء إعلان الشيخ عبدالله بن خالد عن عدم رغبته بالتقدم بترشحه لمنصب الرئيس ليضع نقطة آخر السطر على رغم كفاءته وأحقيته بالترشح، ولكنه يرى الأمر بعين مغايرة وخصوصا أنه أكد عدم وجود مصلحة عامة في ذلك، بالإضافة إلى اختلاف في وجهات النظر بشأن آلية تطوير الكرة البحرينية.

آثر عبدالله بن خالد الابتعاد عن مسرحية الانتخابات لأنه يعلم ويعرف حق المعرفة أن وجوده ربما يفسره «البعض» بوجه لا يحتمل التفسير كنوع من التحدي، بالإضافة إلى أنه يعلم تماما أن دخوله يحتاج لنيات صادقة من المقترعين ترى المصلحة العامة وتنظر للأمام ولا تنظر للخلف.

شخصيا، كنت أتمنى تقدم عبدالله بن خالد سواء لمنصب الرئاسة أو لعضوية مجلس الإدارة، فهو أثبت نجاحاته مع ناديه الرفاع، علاوة على الكفاءة التي يتمتع بها، وهو شخصية بارزة يملك رؤية فنية وإدارية تعتبر طاقة شبابية قادرة على ترك بصمة في تاريخ الكرة البحرينية.

الأندية بدورها تكاد تكون بعيدة عن مسرح انتخابات الكرة، وربما تكون مجرد أداة لتمرير قائمة أو أسماء تسعى جهة ما أو أطراف تمريرها لإيصالها لمقاعد مجلس الإدارة، وهو الأمر الذي شاهدناه في السنوات الماضية وانعكس سلبا على العمل الإداري لأكبر اتحاد رياضي في البحرين.

اتحاد الكرة يحتاج لطاقات شبابية مدعومة بكفاءات إدارية تملك الخبرة وخصوصا في المجال الكروي، ووجود شخصيات قادرة على طرح رؤية مستقبلية تنهض وتطور كرتنا ومنتخباتنا هو المطلوب في الفترة المقبلة، وبالتأكيد نستطيع أن نضرب أمثلة تركت بصماتها في تاريخ منتخباتنا وكرتنا المحلية يمكن الاستعانة بهم مثل «الصاروخ» حسن زليخ، خميس عيد، فياض محمود وزميله بدر سوار، ولا ننسى دور يوسف حسن ذلك اللاعب الرائع الذي نجح واستحق العلامة الكاملة في عمله الإداري ومعه زميله وصديقه عبدالرزاق محمد الذي فرض نفسه على الكرة البحرينية لاعبا وإداريا.

الأهم في مجلس الإدارة المقبل باتحاد الكرة أن لا يكون هناك شخصيات تبصم بالعشر على أي قرار بل نحتاج لشخصيات تناقش وتطرح رأيها بقوة وأن يكون لها صلاحيات في اتخاذ القرارات الهامة والمصيرية لأي مسابقة وأي منتخب، فالتجربة تؤكد أن هناك خيال وأشباح لم يكن لهم دور أصلا في تقرير أو قرار.