العدد 3823 - السبت 23 فبراير 2013م الموافق 12 ربيع الثاني 1434هـ

«استقطاب» المجتمع من أجل «استنقاص» المواطنة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

في السنوات الأخيرة انتشر الوعي بالحقوق وبالديمقراطية بسبب ارتفاع مستوى التعليم، وانفتاح العالم على بعضه، وتطور وسائل انتقال المعلومة. وعليه، فإن المجتمعات في كل مكان تعي أن لها «حقوقاً» وأن المواطنة الكاملة لها خصائص واضحة، وأن هذه الحقوق والخصائص أصبحت عالمية، بمعنى أنه لا يمكن أن نقول إن شخصاً ما في كوريا الجنوبية، أو البرازيل، أو أوروبا الغربية، يحق له التمتع بها بينما يُحرم منها آخرون في مناطق أخرى في العالم.

«المواطنة» تعني تمتع الشخص بحقوق الإنسان على أساس الكرامة والمساواة من دون تفريط في أيٍّ منهما، وتعني تمتع الشخص بحق المشاركة في الحياة العامة، بما في ذلك الوصول إلى المواقع المتقدمة في صنع القرار، وتعني أن ثروة الوطن العامة ملك لجميع المواطنين الذين يديرون هذه الثروة بحسب الطرق الحديثة لإدارة الدولة، وذلك من أجل مصلحة الجميع. المواطنة تعني القدرة على إحداث التغيير في قضايا الشأن العام عبر الوسائل السلمية وعبر الطرق الدستورية التي تتسق مع اتفاقيات حقوق الإنسان ومع الضوابط المعترف بها دولياً.

«استنقاص» المواطنة يعني عدم توافر الحقوق والخصائص لشخص ما لممارسة دوره بصورة طبيعية. واستنقاص المواطنة يظهر بصورة جلية عندما يعجز المواطنون (أفراداً وجماعات) عن التواصل مع، والوصول إلى، أروقة صنع القرار السياسي. وفي هذا السياق يشعر الناس بالإحباط لعدم قدرتهم على انتخاب من يمثل رأيهم، وعدم قدرتهم على إيصال مطالبهم بشكل عادل وفعال، وذلك لانسداد العملية السياسية وانغلاقها في إطار ضيق.

هذا الاستنقاص للمواطنة قد يصبح أكثر تعقيداً عندما يحاول البعض أن يقول بأنه أمر طبيعي، بل ومطلوب، ربما «لأننا شعوب لدينا ثقافة مختلفة»، أو أن المواطنة الكاملة ستؤدي إلى اختلال المجتمع القائم على تركيع هذه الفئة أو تلك لأي سبب من الأسباب، الخ.

في وضعنا البحريني فإن تبرير استنقاص المواطنة يأخذ غطاءً طائفياً، وبلادنا أصبحت «مستقطبة» بين أتباع هذه الطائفة وتلك بشكل متزايد. هذا الاستقطاب انعكس على الإجراءات والقرارات الرسمية المعمول بها حالياً، حتى لو كانت هذه الإجراءات والقرارات تتحدث بلغة وطنية من الناحية العلنية، ولكنها على أرض الواقع تنفذ من أجل تعميق الاستقطاب. لعل البعض يرى أن «الاستقطاب» سبب للأزمة الحالية، ولكن في الواقع أن «الاستقطاب» يُستخدم أداة شرسة من أجل «استنقاص» المواطنة، والحقيقة أيضاً أن هذا الاستنقاص يطال الجميع من دون فرق، ولو بأنماط مختلفة.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3823 - السبت 23 فبراير 2013م الموافق 12 ربيع الثاني 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 22 | 5:16 ص

      هذا من زمان

      الماطنه هذ بأن تكون عبدا وتقول الشور شورك وهذا هو الواقع البحريني وخير مثال على ذلك طلبات ساسة الفاتح مستجابه فور الاعلان عنها. نريد جواب أليس لتفتيت الشعب بين موالاه ومعارض والجميع يعلم بأن جميع القوانين تطبق بحدافيرها على فئة من الشعب ويستثناء منهاء المتنفدين.

    • زائر 21 | 4:25 ص

      في العراق

      المكون الشيعي فاز بالاغلبيه وكان بمقدوره تشكيل حكومة اغلبيه ولكنه اشرك المكون الاخر والان يصيحون بالتهميش وبعض الطائفيين لدينا يقولون لا نريد وضع كوضع العراق العراق لم يستاثروا بالسلطه ورضو بالمحاصصه الطائفيه وكان بقدورهم استبعاد المكون الاخر مالبكم كيف تحكمون نحن الان مهمشون تماما تمثيلنا اصبح صفر ومن حقنا ان نصرخ على على هذا الاجحاف

    • زائر 19 | 3:34 ص

      بوعلي

      بارك الله فيك استاذي اقتراح تغير صيغة المقال الى رساله و ارسالها الى ااتلاف جمعيات الموالاة

    • زائر 18 | 2:23 ص

      شكراً دكتور ..

      الف شكر دكتور على هذا العقل الرائع .. أتمنى من السلطة أن تستغل عقلكم .

    • زائر 17 | 1:19 ص

      الثورات

      كل هذا سببه الابتعاد عن تعاليم الاسلام والعمل بها ، وذلك بسبب عدم الايمان او قلته لدى النفوس ، فالاسلام دين العدل والمساواة والمحبة ، لنتذكر تاريخ الرسول (ص) وعهد ابي بكر وعمر (رضي ) وعهد علي بن ابي طالب (ع) ففي خلافتهم ساد العدل ومحي الظلم ، اما في العهد الأموي والعباسي قامت الثورات وذلك بسبب الظلم وعدم المساواة والتضييق .

    • زائر 16 | 1:17 ص

      إنها سياسه إستعماريه لم تتغير

      لم يخرج الإستعمار من دولنا العربيه لحد الآن ، فقبل أن يعلنو إستقلال بلدننا بحثوا جيدا وأتفقوا مع الحكام الحاليين ان يسلموهم الحكم شريطة أن يراعوا مصالحهم (البلدان المستعمره) وأن لا يرفضوا طلب لهم وأن يستشيروهم في كل خطوه يقدمون عليها ، ومن جهة المستعمرين ضمان إستمرار الحكم... وكان نتيجة ذالك ضياع حقوق الشعوب وفقدان الديمقراطيه والإستأثار بالسلطه ووإنتشر (الفساد، المحسوبيه، و............... ).

    • زائر 15 | 1:15 ص

      جعفر الخابوري

      لم تهدم مساجد بل المطابخ وصالات الاجتماعات التي هدمت.

    • زائر 14 | 1:06 ص

      أهل البحرين والسجاد الايراني

      يا عزيزي دكتور منصور ، في البحرين الله سبحانه وتعالى حبانا بالكثير من النعم ، ولكن هناك من يريد ان يستنقص حقي بدعوى حدوث مشاكل مستقبلاً قد تؤدي لتلاسنات طائفية وان أهل البحرين في غنى عنها منها على سبيل المثال الحكومة المنتخبة والقضاء العادل ، ومساءلة من أين لك هذا ..لذا في نظرهم الأفضل أن يعيش البحريني مسحوق ويداس كالسجاد الايراني

    • زائر 13 | 1:02 ص

      سياسة استقصائيه بغيضه

      لا تسقني كأس الحياة بذلة. بل فاسقني بالعز كأس الحنظل

    • زائر 12 | 12:43 ص

      استحواذ وجشع واستقطاب وانتقاص وتمييز واقصاء وظلم وتعد

      صفات تتميز بها البحرين على مدى عقود مضت تجذرت صفات اقل ما يقال عنها
      صفات وممارسات عنصرية مهما حاول البعض تبريرها فهي كما كانت تمارس في
      بلدان التمييز العنصري.
      يحاولون ايجاد بهرجات وبهارات على خارج واقع هو من الداخل جحيم ومقرف ومقزز
      الاصباغ الخارجية لا يمكنها بحال من الاحوال ان تصلح ما افسد الدهر.
      نعم في البحرين تمييز وفي البحرين عنصرية وفي البحرين اقصاء وفي البحرين استقطاب وانتقاص وصفات مقيتة تمارس علنا بل ربما احيانا في الجاهز الرسمي
      مع محاولة التلميع

    • زائر 11 | 12:41 ص

      الثورات

      كل هذا سببه الابتعاد عن تعاليم الاسلام والعمل بها ، وذلك بسبب عدم الايمان او قلته لدى النفوس ، فالاسلام دين العدل والمساواة والمحبة ، لنتذكر تاريخ الرسول (ص) وعهد ابي بكر وعمر (رضي ) وعهد علي بن ابي طالب (ع) ففي خلافتهم ساد العدل ومحي الظلم ، اما في العهد الأموي والعباسي قامت الثورات وذلك بسبب الظلم وعدم المساواة والتضييق .

    • زائر 10 | 12:18 ص

      اس البلاء

      ان البعض لايغادر موروثاته القبلية ونظرياته الدينية ثم يعيبون على ولاية الفقيه..والبعض الاخر مسكون بزمن ولى وهم لايريدون الا الارتداد لمفاهيم العبودية والرعوية والابوية وليس المواطنة.

    • زائر 9 | 12:11 ص

      احسن شيء اذا قالوا وضع البحرين غير!! الظلم والاستحواذ قبيح اينما وجد لا يقره عقل ولا دين

      ما يحصل في البحرين لا يمكن تبريره بكلمة وضعنا مختلف اي وضع هذا الذي يجيز ويبيح ظلم بني الانسان لبعضهم واستحواذ البعض وجشعه للتكويش على كل خيرات الوطن ورمي الفتات لباقي المواطنين على انها هبات وعطاءات ومكرمات في واقع انها حقوق تعطى من دون تأخير ويحاسب من يقوم بتأخيرها او منعها .
      الظلم ممقوت وغير مقبول في كل العالم وفي كل زمان وتبرير الظلم بأمور واهية
      لا يخدم الظالم ولا المظلوم

    • زائر 8 | 11:50 م

      من تويتر...

      لا تسأل الطغاة لماذا طغوا..... بل إسأل العبيد لماذا ركعوا....

    • زائر 7 | 11:43 م

      الواقع اليوم في البحرين نواة لطبيعة الحياة 2030

      الهدف واضح ومرسوم بدقه وكل الاحداث اللي جرت الي اليوم تصب في صالح بحرين 2030. عدم توريث ازمات اليوم لجيل المستقبل ... انظر من هم جيل المستقبل في عام 2030؟

    • جعفر الخابوري | 11:08 م

      حسبي الله ونعم الوكيل

      لحد الا ن لم يتم بناء المساجد المهدومه

    • زائر 5 | 10:52 م

      استنقاص عام وإستقطاب خاص.

      استنقاص المواطنة هو عنوان عام يشمل جميع المكونات, اما الاستقطاب فهو اداة من ادوات الاستنقاص لاضفاء نوع من التميز الوهمي لفإة على حساب الاخرى.

    • زائر 4 | 10:51 م

      استنقاص عام وإستقطاب خاص.

      استنقاص المواطنة هو عنوان عام يشمل جميع المكونات, اما الاستقطاب فهو اداة من ادوات الاستنقاص لاضفاء نوع من التميز الوهمي لفإة على حساب الاخرى.

    • زائر 3 | 10:48 م

      هم ظالمون لمن يمثلونهم الجيوب عامرة بالمال والضمير مات

      كلام في الصميم لن اقول سوى بانكم يامن يملك اسباب القوة في ولادت جيل يعرف حقوقه وواجباته لن تستطيعون اسكات صوته ابدا يتغير الحال الصعب الى سهل في التغير بلحظات انتم من صنعتم هذا الجيل شديد البءس والقوي بمطالباته فتحملوا المخرجات.

    • زائر 2 | 10:10 م

      سؤال لإخوتها في الوطن السنة الكرام

      لو ان اختفى الفساد و تمتعت بكامل ثروت بلدك كم سيكون راتبك كم ستكون مدخراتك وكيف سيكون مستوى الخدمات الصحية والتعليمية و الاسكان حين تكون الارض كلها ملك الناس

    • زائر 20 زائر 2 | 3:47 ص

      الجواب

      نريد نعرف كم اصبح راتب و كيف اصبح مدخرات \\التعليم\\خدمات الصحية للعراقين و لبنانين ممكن احد يخبرنه (حتى الامان ما فى)

اقرأ ايضاً