العدد 3822 - الجمعة 22 فبراير 2013م الموافق 11 ربيع الثاني 1434هـ

واقع مرير

مالك عبدالله malik.abdulla [at] alwasatnews.com

.

مازال نزيف الدم مستمراً على الأرض، وهذا واقع مرير يوضح أن الأزمة التي بدأت في 14 فبراير/ شباط 2011 مستمرة وفق واقع تستمر فيه انتهاكات حقوق المواطن البحريني ومنها حق الحياة فضلاً عن الحقوق الأخرى التي تنتهك بصور متعددة.

جاء تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق ليؤكد وجود هذه الانتهاكات ووضع العديد من التوصيات الكفيلة لو طبقت بشكل كامل لتوقف جزء كبير من هذه الانتهاكات التي تؤلم الوطن وتتسبب في المزيد من الخسائر التي لا يمكن تعويضها بأي ثمن.

وكبرهان على استمرار هذه الانتهاكات جاءت توصيات جنيف الكبيرة والكثيرة بشأن الملف الحقوقي البحريني، لتؤكد أن الأمر لا يجمل ببيانات أو كلام أو إعلام لأن الواقع يحكي ما يجري كل لحظة بشكل دقيق في تفاصيله وبالأدلة والبراهين، فلم يعد العالم يعيش في ستينات أو ثمانينات القرن الماضي ينتظر الخبر ولا يحصل عليه إلا من مصدر واحد وفي حال أراد الاستماع لمصدر آخر فعليه أن يبحث ويبحث وينتظر.

فالإعلام أضحى اليوم متطوراً بدرجة جعلت من تصريحات أي مسئول أو نائب أو شخص محل نظر وتدقيق فوري لأن الأشخاص بإمكانهم الاطلاع على الحوادث أولاً بأول، وهذا ما حدث في نفي تصريحات العديد من الجهات الدولية والبرلمانات التي تنقل تصريحاتها بشكل غير صحيح، وهذا الأمر نفسه يحدث عندما يصرح أي شخص بخلاف الواقع، فهو يعتقد أنه أوصل المعلومة إلى العالم ولكن العالم إنما يستمعون له ليضحكون عليه وعلى ما يقوله.

وفي تطبيق توصيات لجنة تقصي الحقائق جاءت التوصية بفتح الإعلام أمام الجميع دون استثناء بمن فيهم المعارضة، إلا أن هذه التوصية التي تعتبر من أبسط التوصيات والتي لا تحتاج إلا إلى قرار لتنفذ لم تأخذ طريقها للتنفيذ وهذا انعكاس لباقي التوصيات.

إننا أمام واقع مرير، يضحك البعض فيه على إسالة الدم ويعتبره متاجرة به بدل المطالبة بوقف إسالته، إننا في واقع يضرب به المثل أن خمسة أشخاص سجنوا في مكان واحد وأراد بعضهم الخروج منه، ورفض آخرون ذلك ولم يكتفوا بذلك بل طالبوا بعدم إخراج من أراد الخروج، بينما العقل والدين يقول إنه ليس من حقه الامتناع من الخروج فضلاً عنه منع غيره منها.

وكلما ضاق الحال بالبعض، ذهب ليقول الخارج، والسؤال ما دخل الخارج بشاب لا يجد عمل؟ وما دخل الخارج بمجلس نواب لا يستطيع وقف الفساد؟ وما دخل الخارج بحرية يطلبها شخص معتقل أو مكبل؟ إنها تفاهات أصبحت مضحكة وحتى صاحبها يعلم أن ما يطلقه هو تفاهات. وحقيقة ما يجري هو أنه وبدل أن نوقف الفساد ونطلق الحريات ونعطي للشعب كلمة حقيقية في أن يكون مصدراً لجميع السلطات، وبدل أن نسترد السواحل، وبدل أن نوزع الثروة بعدالة، وبدل أن نعتمد مبدأ المواطنة في كل شيء، نبحث عن شماعة الخارج التي انكسرت وما عادت تنفع لتعليق أي شيء عليها، فالحقيقة أضحت أكثر وضوحاً من الشمس في كبد السماء.

إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"

العدد 3822 - الجمعة 22 فبراير 2013م الموافق 11 ربيع الثاني 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 4:59 ص

      مقال رائع

      قلم ممتاز و رائع

    • زائر 3 | 11:42 م

      بارك الله فيك وفي قلمك الحر....

      الشمعات التي سمعناه عن الآباء والأجداد :
      1) إيران.
      2) ولاية الفقيه.
      4) الصفويين.
      3) حزب الله.
      4) الخارج.
      5)................ الخ : كلها بسبب المطالبة بالحياة كإنسان من الدرجة الأولى على أرضي وأرض أبائي وأجدادي.

    • زائر 2 | 10:07 م

      العدالة -توزع

      هذه قد دفنت من زمان وازيلت من العقول بحسب كتاب كبار في جرائد النخل البحرينية وان لم تسكت عن هذه الترهات ضربناك بجرائد النخل اسكت وكل عيش

اقرأ ايضاً