قال مسؤول بوزارة العدل التركية إن حكومة بلاده وافقت اليوم الخميس (21 فبراير/ شباط 2013) على قيام مجموعة من السياسيين المؤيدين للأكراد بزيارة زعيم المتمردين المسجون عبد الله أوجلان وهي خطوة طال انتظارها للمضي قدما في محادثات السلام من أجل إنهاء تمرد مستمر منذ 28 عاما. وبدأت تركيا مفاوضات مع أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني في محبسه بجزيرة إمرالي قرب اسطنبول في أكتوبر تشرين الأول الماضي لتضع إطار عمل من أجل إنهاء الصراع الذي أودى بحياة أكثر من 40 ألف شخص.
غير أنه لم تظهر بوادر تذكر على التقدم منذ أن التقى سياسيان كرديان مع أوجلان في الثالث من يناير كانون الثاني لمناقشة سبل انهاء العنف الذي تسبب في اضطرابات في تركيا وعرقل التنمية في الجنوب الشرقي الذي تعيش فيه اغلبية كردية منذ حمل حزب العمال الكردستاني السلاح عام 1984. وأوضح رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان أن مجموعة من النواب الأكراد البارزين الذين تم تصويرهم وهم يعانقون بعض المتمردين سيمنعون من لقاء زعيم حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جماعة إرهابية. واستسلم حزب السلام والديمقراطية المؤيد للأكراد في البرلمان التركي للضغوط التي تمارس عليه فيما يبدو واقترح اسماء ثلاثة نواب بدلا من زعماء الحزب الذين اقترحهم في البداية "حتى لا تصل العملية إلى طريق مسدود."
وتفسيرا لهذه الخطوة قال حزب السلام والديمقراطية انه يتعامل وفقا لطلب من زعيم حزب العمال الكردستاني مؤكدا على ان اوجلان اعرب عن عدم رضاه عن موقف الحكومة. وقال قائدا حزب السلام والديمقراطية صلاح الدين دميتراس وجولتان كيساناك في بيان مشترك "وجدنا ان موقف السيد اوجلان الذي يهدف إلى حل المشكلة وتخطي العقبات مؤثرا للغاية ويستحق التقدير." وقال مسؤول وزارة العدل لرويترز إن الوفد المقرر أن يزور أوجلان يوم السبت يتألف من المخرج اليساري غير الكردي سري سوريا أوندر وأولتان تان وهو سياسي ذو خلفية إسلامية إلى جانب الناشطة الكردية بروين بولدان. وكانت تقارير إعلامية سابقة أشارت إلى أن أوجلان يمكن أن يدعو إلى وقف إطلاق النار من خلال الوفد الكردي في إطار عملية تتصور انسحاب حزب العمال الكردستاني من تركيا ثم نزع سلاحه في النهاية مقابل إصلاحات تدعم حقوق الأقلية الكردية في البلاد. وقال حزب العمال الكردستاني ان طائرات حربية تركية قصفت في غارة ليلية قرية في جبال قنديل بشمال العراق حيث يتمركز الاف من مقاتلي حزب العمال الكردستاني مما ادى إلى تدمير كروم وحدائق. وتحدث مقاتلو الحزب مؤخرا عن هجمات مشابهة خلال الايام القليلة الماضية لكن قيادة اركان الجيش التركي لم تعلق على الامر. وكان اردوغان قد قال في وقت سابق ان القتال ضد المتمردين سيتواصل حتى يلقوا سلاحهم.