العدد 3820 - الأربعاء 20 فبراير 2013م الموافق 09 ربيع الثاني 1434هـ

في اندونيسيا عارضو قردة الشوارع يكافحون من اجل البقاء

من اجل تحصيل لقمة العيش يحمل ايلين ساتريو قردا صغيرا مربوطا بسلسلة على الرقص في الشارع...باتت هذه الممارسة التي تنتقد بسبب وحشيتها محظورة في جاكرتا حارمة مئات الفقراء من مورد رزق.

هم نحو 400 في هذه المدينة الكبيرة. في زوايا الشوارع ووسط خنقة الجو والغازات المنبعثة من عوادم السيارات يفترشون ارصفة متداعية تحت اشعة الشمس الحارقة او الامطار الغزيرة. وهم يربطون بسلسلة قرودا اسيوية نحيلة غالبا ما تكون فقدت فروها تحمل قناع دمية او قبعة راعي بقر او قلنسوة رضيع.
وهذه القردة تقوم ببضع خطوات رقص، استدارة او استدارتين او جولة على دراجة طفل وتمد ذراعا هزيلة املة بالحصول على حفنة من الروبيات القليلة.
تقليد "القردة المقنعة" يعود الى زمن غابر لكن منذ العام 2011 تمنع بلدية جاكرتا هذه الممارسة بضغط من منظمات الرفق بالحيوان.
ومنذ ذلك الحين قام تعاون بين الشرطة واعضاء "شبكة مساعدة الحيوانات في جاكرتا" (جان). ففي مجموعات من خمسة افراد يقومون بدرويات في المدينة بلباس مدني يطاردون خلالها عارضي القردة. ويوضح بنفيكا الناطق باسم جمعية جان، لوكالة فرانس برس "نتصرف وكأننا مارة ونقترب منهم وننقض عليهم".
ويقول تاكيادي وهو يلقي نظرات خائفة "انهم يظهرون من حيث لا تدري". قبل ايام قليلة هرب عارض القردة هذا البالغ 27 عاما بشق الانفس عند وصول "شرطة القردة" لكنه اضطر الى ترك قرده.
ويروي "ظهر عناصر الشرطة فجأة عندما كنت اضع قناعا للقرد. يجب ان اتنبه اكثر في المستقبل".
العقوبات رمزية بشكل عام. ففي حال توقيف عارض القردة فهو يواجه نظريا حكما بالسجن تسعة اشهر كحد اقصى في حال تعرض القرد للاصابة او نفق. لكن احكاما كهذه نادرا ما تطبق ويقتصر العقاب في غالب الاحيان على غرامة تقل عن نصف يورو.
في المقابل على العارض ان يسدد مبلغ مليون روبية (80 يورو) الى صاحب القرد في حال اضطر الى التخلي عنه للشرطة.
ومنذ بدء عمليات المطاردة هذه في تشرين الثاني/نوفمبر 2011، اوقف فقط 24 عارضا مع قردتهم.
يوضح بنفيكا "اولويتنا هي في انقاذ القردة. نلقي القبض عليها بسهولة لانها تكون مقيدة بشكل عام الا ان العارضين يتمكنون من الفرار احيانا".
الحيوانات توضع بعدها في ملجأ تابع لجمعية جان حيث تلقى الرعاية فالكثير منها يعاني من السل وسوء التغذية والضغط النفسي، مع محاولة حملها الى التصرف بشكل طبيعي مجددا. لكن هذه الجهود غالبا ما تكون من دون جدوى.
ايلين ستاريو وهو عارض قردة في التاسعة عشرة ينفي ان يكون يسيء معاملة قرده "انه بمثابة صديق لي. اقدم له الحليب والموز وعندما يتعب احمله". لكنه يقر ان حياته صعبة بقدر ما حياة عارضه صعبة. ويقول "اشفق عليه هذا صحيح لكن ماذا عساي افعل غير هذه المهنة؟ ماذا تريدنا السلطات ان نفعل؟ ان نستجدي؟".
يمكن لعارض القرد ان يجمع 1,7 مليون روبية في الشهر (130 يورو) اي اكثر بحوالى 35 يورو من اجر عامل غير مؤهل وذلك بعد حسم كلفة "استئجار" القرد (15 الى 30 الف روبية في اليوم).
ويقول صفيان نصر الله وهو شرطي يشارك في عمليات المطاردة "العارضون يرجوننا من اجل اعادة القردة قائلين انه الوسيلة الوحيدة المتاحة لهم لتحصيل لقمة العيش".
ويختم قائلا "اشفق عليهم لكني اشفق ايضا على القردة. فهي نحيلة وتعبة جدا".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً