رفض مدينة عيسى الاستسلام وأجبر سترة على التعادل السلبي بدون أهداف في المباراة التي جرت بينهما أمس على ملعب مدينة خليفة ضمن الجولة الحادية عشرة من دوري الدرجة الثانية، وبقي سترة في صدارة الترتيب برصيد 26 نقطة، وتقلص الفارق النقطي الذي يفصل سترة عن أبرز وأقرب ملاحقيه الرفاع الشرقي إلى 3 نقاط، فيما رفع مدينة عيسى رصيده إلى 15 نقطة في المركز الخامس.

جاءت المباراة متوسطة المستوى من الجانب الفني في ظل العصبية التي ظهرت في المباراة وشابها الكثير من الاحتجاجات والاعتراضات على القرارات التحكيمية التي صدرت من حكمها عباس عبدالله وأدت لخروج البطاقة الصفراء في الكثير من المناسبات علاوة على البطاقة الحمراء مرتين للاعبي المدينة النيجيري سام وسمير محمد.

ويستحق مدينة عيسى على أدائه القتالي وروح لاعبيه المعنوية العالية التي لعبوا بها في المباراة الخروج بنقطة التعادل في حين لم يقدم سترة الأداء المأمول ووقع ضحية العصبية وغياب الهدوء سواء في أرضية الملعب أو على مقاعد البدلاء.

شوط أول سلبي انحصر اللعب خلاله في منطقة المناورات في ظل غياب الفاعلية والكثافة العددية من لاعبي الفريقين في مناطق الخطورة، وعلى رغم أفضلية سترة إلا أنها اقتصرت على الاستحواذ على الكرة فقط، واعتمد سترة في أسلوب لعبه على فتح اللعب عن طريق الأطراف التي شغلها عباس الساري ومحمد عيسى ولكن عدم وجود الكثافة العددية والمساندة الحقيقية من لاعبي الوسط حال دون استغلال الكرات العرضية، علاوة على البطء الذي رافق أداء لاعبيه وسوء التمرير نتيجة غياب التركيز.

وفي المقابل فإن مدينة عيسى لعب بأسلوب مضاد ركز من خلاله على الجانب الدفاعي بشكل أكبر عبر إغلاق المنافذ الدفاعية ومن ثم اللعب على الكرات السريعة والمرتدة عبر الثلاثي جينلكسي وجيمس وحمد الحمر، ولم ينجح الفريق في تشكيل خطورة على مرمى خصمه وخصوصا مع غياب المساندة والكثافة العددية للاعبيه في مناطق الخطورة.

ولعل أبرز ما شهده الشوط جاء عن طريق التسديدات وبدأها محمد عيسى إثر ركلة حرة مباشرة من خلف منطقة الجزاء أبعدها الحارس محمد خالد لركلة ركنية «15»، وتسديدة أخرى لمدينة عيسى لإسماعيل صالح علت العارضة «23»، وألغت راية الحكم المساعد محمد غازي هدفا ستراويا بداعي التسلل من عباس الساري «37»، فيما جاءت تسديدة جيمس كأخطر فرص مدينة عيسى انحرف مسارها نتيجة تدخل مدافع ستراوي «40، وجاءت نهاية الشوط بطرد محترف مدينة عيسى سام لنيله البطاقة الصفراء الثانية «42».

الشوط الثاني

بدأ سترة الشوط الثاني مهاجما بغية تسجيل هدف التقدم وكاد أن يصل لمبتغاه إثر كرة عرضية من محمد عيسى على رأس علاء حبيل لعبها باتجاه المرمى ولكن براعة الحارس محمد خالد أبطلت مفعولها «50»، واستمر سترة في بحثه عن التقدم وأهدر عباس الساري فرصة أخرى بعد فشله في استثمار كرة عرضية «56».

وبدا وضاحا الاستعجال والتسرع على لاعبي سترة الأمر الذي منعهم من الاستفادة من النقص العددي في صفوف خصمهم وخصوصا مع حالة الغريبة التي كان عليها لاعبوه وغياب الهدوء، بالإضافة إلى غياب اللمسات الفنية نتيجة البطء الشديد والتعقيد الذي لعب به لاعبوه الأقرب للحالة الفردية.

في المقابل كثف مدينة عيسى من الجانب الدفاعي بتراجع لاعبيه للخلف لتشكيل حائط صد دفاعي قوي، وربما الذي تميز به الفريق هو حالة الهدوء والعقلانية التي لعب بها مدربه خليل شويعر وتعامله الجيد بتوظيف لاعبيه فوق أرضية الملعب وهو ما مكنه من التغلب على حالة النقص العددي التي أصيبت للمرة الثانية بطرد لاعبيه سمير محمد للبطاقة الصفراء الثانية «75»، بالإضافة إلى الروح القتالية العالية والحماس الكبير من لاعبيه منحهم الطاقة الكافية لمواجهة لاعبي سترة.

الربع الأخير من عمر المباراة شهد فوضى فنية جدا في صفوف سترة جعله يفقد ميزة الأكثرية نتجت عنها غياب الفاعلية الهجومية إلا فيما ندر من الكرات وأبرزها رأسية الساري وكذلك محمد عيسى، لتمر الدقائق سريعة بانتهاء المباراة بالتعادل السلبي.