استضافني يوم الاثنين الماضي برنامج «جرايد» الذي تقدمه قناة الكأس القطرية في مداخلة مع عدد من ضيوف البرنامج، بينهم مدير المنتخب القطري الاول عبد الرحمن محمود، وكانت ذروة النقاش في البرنامج حينما طرح المعد قضية اعتذار البحرين عن عدم رغبتها تأجيل مباراتها مع المنتخب القطري يوم 22 مارس/ آذار في التصفيات المؤهلة الى نهائيات كأس آسيا. وهي المباراة التي تسبق لقاء المنتخب القطري مع منتخب كوريا الجنوبية بأربعة أيام فقط ما يصعب من مهمة المنتخب القطري الذي يمني النفس بالفوز على التنين الكوري في عقر داره، بعد أن أصبحت حظوظ المنتخبات المتنافسة، القطرية والكورية والإيرانية متساوية برصيد 7 نقاط لكل منهم، بفارق نقطة واحدة عن متصدر المجموعة المنتخب الاوزبكستاني.

وقد جرى النقاش موجها أصابع الاتهام للاتحاد البحريني لكرة القدم بأنه غير متعاون مع الاتحاد القطري في إنجاح مهمته التي تؤهله لبلوغ الدور النهائي لكأس العالم لكرة القدم البرازيل 2014. وهو اتهام وجدت نفسي - لا شعوريا - مدفوعا للدفاع عنه، مؤكدا على أن هذا القرار لم يتخذه مجلس إدارة الاتحاد، إنما كان قرار المدير الفني للمنتخب كالديرون الذي أصر على إقامة المباراة في موعدها، لتتماشى مع خططه الفنية الرامية لتأهل المنتخب الى نهائيات كأس آسيا استراليا 2015، وان إدارة الاتحاد البحريني لا تتدخل في الشئون الفنية للمنتخب، وحتى أؤكد ما أوردته من تبرير ذكرت لهم ما حدث في «خليجي21» حينما أصر المدرب على اللعب بالمنتخب الرديف أمام المنتخب الكويتي في «خليجي21» ليتلقى منتخبنا هزيمة تاريخية ثقيلة أفسدت فرحة الجماهير البحرينية بنجاح هذه الدورة.

فكالديرون ملم بالظروف الصعبة التي تواجه المنتخب القطري بسبب قصر الفترة الزمنية مابين المباراتين، ويعلم جيدا أن مدرب المنتخب القطري قد يضطر الى عدم اللعب باللاعبين الأساسيين خوفا من الاصابة التي قد تؤثر على أدائهم أمام منتخب كوريا، وهو كمدرب من حقه أن يلعب بالأوراق التي تضمن له الفوز بالمباراة والوصول الى النقطة السادسة التي قد تؤهله الى الوصول الى النهائيات كانجاز يحسب له... وهناك مثل مصري يقول «العب بالطريقة التي تفوز بها».

المهم... ما أريد أن أوصله للقارئ الكريم هو أن ما ذكرته من تبريرات في البرنامج لم تقنع مدير المنتخب القطري ولا مقدم البرنامج لأنهم - في النقاش - أصروا على أن الاتحاد البحريني يعمل ضد مصلحة الكرة القطرية، وهو- بالطبع - اعتقاد خاطئ وفيه خلط للأوراق، لأننا مهما اختلفنا في الآراء يجب أن لا نفسد للود قضية، لأننا في البحرين نكن كل المحبة للإخوان الأشقاء في قطر، وما بيننا أكثر من ود، لان هناك تقاربا اسريا قائما منذ مئات السنيين... كما أننا نتعاطف مع المنتخب القطري ونتابع ما يدور بداخله من تغيرات انصبت لصالح اللاعب القطري والمدرب الوطني وهو امر أسعدنا، ونتمنى أن يصل المنتخب القطري للنهائيات، وان يحقق أحلام جماهيره العريضة لأنه حلم مشروع، لكننا يجب أن لا نجعل من الرياضة ساحة عداء بين الأخوان، لان الرياضة خلقت من اجل المنافسة الشريفة... كما أن تحقيق الفوز والانتصار هي اللغة الوحيدة المتعارف عليها في المباريات سواء كانت رسمية أو ودية أو حبية، ويفهم ترجمتها اللاعب والمدرب والإداري وجماهير الفرق والمنتخبات المتعطشة للفوز دائما.