العدد 3816 - السبت 16 فبراير 2013م الموافق 05 ربيع الثاني 1434هـ

ها نحن نعاود الكرَّة (2-2)

هناك مؤشرات واضحة على وجود بعض القلاقل بين بعض شركاء اليابان داخل مجموعة العشرين؛ ففي حين صرح «تارو آسو» بأن «ألمانيا هي الدولة الوحيدة التي انتقدت سياسة اليابان بشأن أسعار الينّ» (مشيراً إلى تعليقات «جينز فايدمان» و»مايكل مايستر» من كتلة حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي)، فإن ذلك يُعد إغفالاً منه لمواقف دول أخرى تنتقد ذات السياسة مثل كوريا الجنوبية، وكذلك موقف المسئولين الفرنسيين الذين تجاوزوا حدّ النقد واتجهوا نحو تكريس جهودهم في الإقناع بتوجيه إجراء مُعادٍ. غير أنه من سوء حظ رئيس وزراء فرنسا فرانسوا هولاند، الذي من الواضح أنه آثر أن يسير على خُطى سابقه بانتهاج سياسة «ثابتة» كالتي اتبعها النظام في العام الماضي، لا يبدو أن ماريو دراغي لديه أي توجه نحو الدخول في أي صراعات بقدر أكبر من سابقه إبان فترة سعي نيكولا ساركوزي جاهدًا نحو السلطة في العام 2007. ومع ذلك، فقد يُفلح هولاند مع من يوافقونه في ضمّ عدد من المؤيدين في صفه لدعم القضية، غير أننا نشك في قدرة دراغي (أثناء زيارته لإسبانيا) يوم الثلثاء المقبل (19 فبراير/شباط 2013)، على إقناع المشرع الإسباني أن بلدًا كإسبانيا تشكل التجارة فيه 30 في المئة فقط من إجمالي الناتج المحلي، ستأخذ فيه الأمور منحى يتخطى هاجس العملة الضعيفة للخروج من محنته الحالية.

إلا أن تلك الخلفية تُشكِّل مادة غنية لاجتماع دول مجموعة العشرين المُقرر عقده في العاصمة الروسية (موسكو)، بيد أنه عقب أن يُدلي كل بدلوه في الاجتماع، يترسخ لدى الأطراف المحتجة - في عصر يسوده «تنافس حاد بين العملات»- بدافع ما تمليه عليهم ضمائرهم (كالبنك المركزي الأوروبي)، الاعتقاد بأن مجموعة العشرين عاجزة عن اتخاذ القرار الحاسم والشجاع لحل الأزمة؛ إذ إن المجموعة تعتقد أنه ليس من الضروري، عند التصدّي للاضطرابات العالمية الخطيرة، أن تؤدّي السياسات المحلية المتبعة إلى نتائج يمكن أن تتماشى مع نظام دولة مستقرة؛ إذ يتطلب ذلك التضحية بالذات، وتقديم تضحيات غير متكافئة لا تبدو مُجدية على صعيد تحديد الأولويات الاقتصادية المحلية، ومن هذا المنطلق، أقرّت الإدارة اليابانية الحالية في 2013، أنه بعد معاناة دامت نحو عقدين من الانكماش الاقتصادي، فقد حان الوقت لاتباع منهج أكثر أصولية، وعلى رغم اختلاف الآراء بشأن إبداء وزير الاقتصاد الياباني أسفه أو عدمه (من وجهة نظرنا أنه لم يُبد)، تظل حقيقة أن إحدى الدول الأعضاء في مجموعة العشرين تُسيّرها المصلحة الذاتية، وهذا وحده كفيل بأن يعصف بأي اتفاق على الصعيد الكلي.

نيل ملر

خبير لدى «بي إن واي ملن»

العدد 3816 - السبت 16 فبراير 2013م الموافق 05 ربيع الثاني 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً