الحديث في الأوساط الخليجية في الوقت الجاري يتمحور حول تحول العلاقة والرابط بين دول الخليج العربي من «تعاون» إلى «اتحاد» وهناك أخذ ورد وقبول ورفض ولايزال الموضوع تحت الدراسة، بحسب فهمي المتواضع أحد أهم أسباب الرغبة في التحول إلى «اتحاد» هو التنسيق في المواقف والسياسات الخارجية.

أحاول أن أسقط هذا المفهوم على ما يدور في الشأن الرياضي الخليجي في الوقت الجاري... وفي قضية انتخابات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم تحديدا والمنافسة المحتدمة بين الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة والإماراتي يوسف السركال ضد مرشح الاتحاد الصيني (أي مرشح شرق آسيا)، وتأييدا لمبدأ «اتفق العرب على أن لا يتفقوا» لايزال صناع القرار في الخليج وغرب آسيا غير قادرين على الاتفاق على مرشح واحد.

ومن منطلق المثل الشعبي الساخر الذي ذكرته، قدم الاتحاد السعودي مرشحا آخر للمنافسة على كرسي الاتحاد الآسيوي وفي الواقع لا أدري المسببات التي جعلتها تدخل الصراع في الوقت بدل الضائع وكأن سلمان بن إبراهيم مرشح من المريخ ويوسف السركال من الزهرة غير آبهة بالمطالبات بأن يدخل غرب آسيا بمرشح واحد والمؤسف أن كلهم خليجيين، إذا جاء الحديث عن اتحاد رياضي خليجي هل من المقبل أن نثق أو نصدق ؟ بالتأكيد (سنضحك).

إقحام الاتحاد السعودي لحافظ المدلج بهذه الصورة وفي هذا الوقت، ثاني موقف غريب ولا يتناسب مع مكانة المملكة العربية السعودية القائد المحنك بين دول مجلس التعاون الخليجي بعد القرار الغريب العجيب - أيضا - بوقف مشاركات الأندية السعودية في بطولة الأندية الخليجية بعد الأحداث التي صاحبت مباراة الوصل الإماراتي والنصر الإماراتي وكأن ما حدث في تلك المباراة أمر خارق ولم يحدث قط على مستوى الدوري المحلي السعودي.

في كل الأحوال، التنافس الثلاثي بين ثلاثة من الأسماء الرياضية في دول الخليج العربي أمام مرشح واحد فقط يمثل الملايين من شرق آسيا فيه تشويه لسمعة الاتحاد الذي يتمناه الإنسان الخليجي لأنه سيرتقي بمصالحه الشخصية والعامة، وهو أمر مؤسف، لان دخول منافسين خليجيين قد يقبل على مضض ولكن ثلاثة منافسين أمر مخجل. كل التوفيق لسلمان بن إبراهيم لأنه كفاءة وإنسان يستحق الوقوف خلفه حقا.