العدد 3813 - الأربعاء 13 فبراير 2013م الموافق 02 ربيع الثاني 1434هـ

مدير عام صرح الميثاق الوطني: نتطلع لأن تسير المؤسسات الحكومية والأهلية في اتجاه الإصلاح

خولة المهندي
خولة المهندي

أعربت مدير عام صرح الميثاق الوطني خولة المهندي، عن أملها في أن تسير جميع المؤسسات الحكومية والأهلية والخاصة والشعبية بمستوى رؤية جلالة الملك الإصلاحية في اتجاه الإصلاح الذي مهد ميثاق العمل الوطني بداية الإنطلاقة له في العام 2001.

وقالت في حوار مع «الوسط» بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لميثاق العمل الوطني، إن الميثاق، الذي يعده عدد من الخبراء الدستوريين في البحرين، الوثيقة العليا لأنه خط باتفاق الحاكم والشعب وبموافقة شعبية مذهلة، حوى الأسس للمشروع الإصلاحي لجلالة الملك وانطلق بالفعل من قيمنا وثوابتنا مؤكداً على عروبة البحرين، وأنها دولة مسلمة تأصلت فيها على مر السنين قيم الانفتاح والتسامح واحترام الآخر، وبنت حضارتها بسواعد أبنائها في كل مجال وموقع، واحتفت بتنوعها وتعدديتها كمصدر للإثراء والقوة والتطور ارتكازاً على عناصر القوة لدى الجميع، منوهةً الى أن البحرين قادرة على الصمود ورسم مثال يحتذى به لمعاني الأصالة والوحدة الوطنية القائمة على المبادئ الإنسانية السامية والإرث القيمي العريق.. وفيما يلي نص الحوار:

نهنئكم بذكرى ميثاق العمل الوطني، وباختياركم مديراً عاماً لصرح الميثاق الوطني وهي ثقة عالية دونما شك، وأنت إنسانة لك رصيد وجهودك الوطنية البارزة.. دعينا نتحدث عما تمثله ذكرى الميثاق الوطني أولاً من انطلاقة نحو استقراء المستقبل للتحديث الإداري الشامل ودفع عجلة الإصلاح؟

- شكراً على التهنئة، وأتمنى أن أقوم بمسئوليات هذا المهمة الكبيرة على أحسن وجه، واسمحوا لي أن أجيب على اسئلتكم بصفتي مواطنة بحرينية ناشطة في مجال العمل الأهلي، فميثاق العمل الوطني بالنسبة لي هو بالدرجة الأولى اتفاق البحرين وفق ممارسة ديمقراطية على مشروع يهدف لخير الوطن.. تلك الممارسة الديمقراطية والشعور الإيجابي الذي عم البحرين والذي بدا واضحاً من خلال زيارات جلالة عاهل البلاد لمختلف قرى ومدن البحرين وخروج الناس لاستقباله وتحيته، تمثل روح الوطن الواحد والاستعداد الإيجابي لمرحلة جديدة ولشعار الإصلاح وما يوحي به من خير وعدالة.. صور الرجال والنساء وكبار السن وهم يحرصون على تسجيل أصواتهم في صناديق الاقتراع، وهنا أتذكر أن والدتي - رحمها الله وطيب ثراها - كانت مريضة جداً، إلا أنها أصرت أن يتم أخذها إلى صناديق الاقتراع لتدلي بصوتها، وهي مثال عن أمهاتنا وآبائنا الذين سطروا على سجيتهم ملاحماً لحب الوطن والحرص على الخير والإيمان باللحمة الوطنية.


الوطن أكبر من كل شيء

لم يكن التصويت على الميثاق بنسبة 98.4 مجرد نهضة شعبية للتوافق على عقد وعهد.. إنما هو انعكاس للانتماء الوطني الخالص لكل البحرينيين بكل طوائفهم.. كيف يمكن أن نجعل هذه المعاني قائمة ومستمرة وفاعلة في حياة المواطن البحريني؟

- أقتبس هنا كلمات تستطيع أن تسمعها في صرح الميثاق الوطني قالتها طفلة في المرحلة الإعدادية عندما سألتها عن معنى الوطنية : «أنا بحرينية وأفتخر لكوني بحرينية.. الوطن عطاني أشياء وايد أعرفها وأحس فيها.. بس العطاء لازم يكون من جهتين.. مثل ما الوطن يعطينا إحنا بعد لازم نعطيه».. ولهذا أقول أن الانتماء الوطني الخالص لا يكون فقط بالأخذ والمطالبات ولكن جزءاً كبيراً منه يتكون عبر العطاء والتفاني لأجل الوطن.. الوطن أكبر من الأنا والأسرة أو الانتماء القبلي أو الانتماء الأيديولوجي.. كي نشعر بالانتماء الوطني فلابد وأن نشعر بالآخرين ممن ليسوا بالضرورة جزءاً من حياتنا اليومية لكنهم جزء لا يتجزأ من الوطن.. عندما تقوم جمعية الهلال الأحمر على سبيل المثال بتعليم الأطفال والكبار كيفية عمل الإسعافات الأولية، فإنها تفعل ذلك على أمل أن يتم إنقاذ أي إنسان بحاجة إلى إنقاذ، وأن ذلك الإنقاذ سيكون مهماً جداً بالنسبة لإنسان ما وأسرته وأحبائه بغض النظر عما إذا كنا نعرفه أو نتفق معه أو لا.


قيم وثوابت وعروبة

لقد كان الأساس للمشروع الإصلاحي لجلالة الملك مستمداً من روح الدستور والميثاق.. لكننا اليوم أمام تحولات كبيرة تشهدها الخارطة الإقليمية والعالمية، كيف يمكن أن نجعل من ذكرى الميثاق، منطلقاً لتأكيد الثوابت والقيم البحرينية في القدرة على العمل المستقبلي لتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان والتحديث الإداري الشامل وكذلك تقييم التجربة البرلمانية والبلدية والمؤسسات الدستورية والنهوض بها بما يواكب عجلة التطور المتلاحقة والمتأثرة بما يجري في العالم حولنا؟

- ميثاق العمل الوطني والذي يعده عدد من الخبراء الدستوريين في البحرين الوثيقة العليا لأنه خط باتفاق الحاكم والشعب وبموافقة شعبية مذهلة، حوى الأسس للمشروع الإصلاحي لجلالة الملك وانطلق بالفعل من قيمنا وثوابتنا مؤكداً على عروبة البحرين، وأنها دولة مسلمة تأصلت فيها على مر السنين قيم الانفتاح والتسامح واحترام الآخر، وبنت حضارتها بسواعد أبنائها في كل مجال وموقع، واحتفت بتنوعها وتعدديتها كمصدر للإثراء والقوة والتطور ارتكازاً على عناصر القوة لدى الجميع.

المرأة.. لا يمكن إغفال دور المرأة في كل المراحل السياسية حيث كان لها الدور الواضح. بالنسبة لك، كيف تقيمين ما تحقق من مكتسبات للمرأة البحرينية؟

- أهم تعديل قدمه ميثاق العمل الوطني هو إعطاء حقوق واضحة وصريحة للمرأة البحرينية بشأن المشاركة السياسية. المرأة البحرينية دخلت خلال السنوات التي تلت الميثاق في مجلس الشورى ثم النواب ودخلت معترك الانتخابات وشاركت في تأسيس جمعيات سياسية، وتبوأت مراكز قيادية فيها، كما أنها لعبت أدواراً مهمة في محافل دولية وكانت الممثل الرسمي للبحرين في مواقع كثيرة مهمة حول العالم.

وبصفتي ناشطة في المجتمع المدني فالعام 2001 كان العام الذي فتحت فيه الأبواب للتسجيل القانوي لمؤسسات المجتمع المدني التي لم تكن قادرة على نيل ذلك قبل الميثاق. جمعية أصدقاء البيئة مثال على ذلك، وكان تسجيلها الرسمي ليس فقط نقلة مهمة للعمل التطوعي ولكن أيضاً لنوعية وشكل العمل التطوعي للمرأة؛ إذ إن جمعية أصدقاء البيئة كانت أول جمعية بحرينية غير نسائية تسجل بأكثر من 50 في المئة من أعضاء مجلس إدارتها من النساء، وكذلك رؤساء اللجان فضلاً عن أن رئاسة مجلس إدارتها نسائية كذلك.


«وطن يحتضن أبناءه»

لا أذكر، خلال 13 عاماً مضيئاً للجمعية، أننا مررنا بمعضلة لم نستطع تجاوزها فيما يتعلق بأي خلافات مذهبية أو عرقية أو فلسفية. وأعتقد أن الجمعية لخصت رؤية جلالة الملك الإصلاحية للبحرين : «وطن واحد يحتضن جميع أبنائه»، ومن خلال ما منحه الميثاق والدستور من حرية التعبير وحرية الكتابة والنشر وحرية تكوين الجمعيات وحرية التجمع وحرية ممارسة العمل المجتمعي لأجل خير الوطن، والحق في مخاطبة المسئولين في الحكومة وسؤالهم وطلب الاجتماع معهم وحرية ممارسة الحق السياسي من خلال المجالس الوطنية المنتخبة، من خلال كل ذلك استطعنا التنبيه إلى الأخطار البيئية والدفاع عن القضايا البيئة التي نؤمن بها، وفي قصص نجاح مسجلة استطعنا حماية موائل بيئية مهمة عبر العمل البيئي الأهلي المنظم، ومن خلال كل تلك الحقوق والحريات في البحرين.


الحوار... اتفاق على الخير والعدالة

القضايا كثيرة. والخلافات التي تحدث في كل البلدان متعددة ومتنوعة ومتشعبة الأسس. بالنسبة لنا في البحرين، ونحن نحيي ذكرى الميثاق، هل يوجد ما يعيق نجاح الحوار بعمق وبصورة تنهي كل الأزمات؟

- المعوق الوحيد لنجاح الحوار سيكون حين لا نرغب جدياً في إنجاحه. الحوار والاتفاق القائم على الخير والعدالة هو الحل الحضاري لأي اختلافات، ولكن من المهم أن يلتقي الجميع على هدف مصلحة الوطن الواحد ومصلحة جميع من في الوطن بحاضرهم وأجيالهم المقبلة، نستذكر من تاريخ البحرين العريق أننا كنا السباقين للإسلام فدخلناه طوعاً حين دخله غيرنا كرهاً، وأنا أعتقد أن السبب في ذلك هو روح الانفتاح والتسامح والإيجابية واحترام الآخر التي جبلنا عليها، وهذه الروح هي التي جلبت لنا نور الإسلام وهي ما زالت تستطيع أن تساعدنا في احتضان النور والخروج من دوائر الظلام.


الإصلاح الحقيقي يبدأ بأنفسنا

كيف تتطلعين لنتائج الحوار الوطني، وما الذي يمكن أن يقدمه لتجديد انطلاقة الأفكار الإصلاحية من جديد؟

- كل من في البحرين أرهقهم التأزيم وآلمهم التطأفن وتمزيق الوطن الواحد، وما رأوا من مشاهد وعلامات توحي بالكره والشقاق والنوايا السيئة.. البحرين التي نعرفها كلها أهلنا في كل قرية وكل مدينة. لم نشعر بخوف أو قلق ونحن نخرج للعمل أو نرسل أبناءنا للمدارس أو نخرج للاحتفال بأية مناسبة، ونريد من الحوار الوطني أن ينهي الشقاق الوطني ويعيد الثقة لنا جميعاً بأننا نستطيع أن نتعامل مع بعضنا البعض على أساس من الطمأنينة والاحترام والشعور الوطني، ومن منطلقها نطالب بالإصلاح الحقيقي الذي يبدأ بأنفسنا وأسرنا ومؤسساتنا فنطبق العدالة والنزاهة والشفافية والحرية المسئولة منها أولاً كي يصلح الوطن.

العدد 3813 - الأربعاء 13 فبراير 2013م الموافق 02 ربيع الثاني 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 5:42 ص

      / تصريح مبّطن

      وخصوصاً الفقرة الأخيره ، بصريح العبارة تريد السلطة ومن يعمل لديها أن تثبت أنّ الحراك المطلبي مطأفن وهذه هي الطامة الكبرى يستولون على كل مفا صل الحياة بطريقة طائفية بغيظة ويصّرحون فى الإعلام وللعالم الخارجي أنّهم دعات تسامح ولمّ الشمل ومبتكري حقوق الإنسان وتخّطّو كل الدول فى هذا المجال ، مالكم كيف تحكمون ،،،، .

    • زائر 6 | 4:01 ص

      كلام طيب جدا

      اي نعم كلام طيبة اختي خولة والمعاني واظحة.. لكن السموحة ترى كل شي في البلد صار مربوط بعنوان المشروع الاصلاحي لكن أين الإصلاح الحقيقي؟ حتى الآن ديوان الرقابة المالية والإدارية اصدر 9 تقارير سنوية كلها فساد اغرق وارهق واتعب مال الشعب.. اين الاصلاح في وضعنا الحالي؟ نعم وقعت على الميثاق بكل ايمان وطموح ودعم للمشروع الاصلاحي لجلالة الملك، لكن وينه نتائجه؟ وين ثماره؟ المواطنين لا يستمرون في الاصلاح فقط من خلال تصريحات المسئولين.. الاصلاح انعكاسات لازم تبين على ارض الواقع.

    • زائر 4 | 2:09 ص

      عجب !!!!

      سؤال : ليش المواطن ما يقدر يزور الصرح ؟ ودي اجوف توقيعي لاني كلمت عيالي وقلت لهم ابوكم توقيعه موجود ,, بس الصراحة احس انهم مو مصدقيني!!

    • زائر 2 | 11:54 م

      الشعب مصدر السلطات

      يا اختي خولة كلامك ذهب الله يخليك.. نحن كمواطنين نحب الوطن حباً لا يوصف وقدمنا الغالي والنفيس وقدمنا الدماء ونحن وقعناالميثاق من أجل التطوير والديمقراطية لكن الدولة قصرت ونكثت العهود، والتجربة الاصلاحية تحتاج الى أطر جديدة مستمدة من الشعب مصدر السلطات.

اقرأ ايضاً