أكد رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة أن ميثاق العمل الوطني اكتسب وجوده من خلال إرادة شعبية أقرته بالإجماع، مجسدًا أروع صور ومعاني التوافق والتلاحم بين أبناء الوطن الواحد، وأن ما نحتاج إليه اليوم هو استكمال السير في تطبيق المبادئ الوطنية التي جاء بها الميثاق على المستويات كافة.
وقال سموه، في تصريح بمناسبة الذكرى الثانية عشرة للتصويت على ميثاق العمل الوطني الذي يصادف اليوم الخميس (14 فبراير/ شبط 2013)،: إن «الميثاق أطلق إشارة البدء لملحمة إنجاز وطني غايتها مواصلة مسيرة العمل الوطني، والبناء على ما تحقق من مكتسبات تشاركت فيها السواعد من أجل البناء والتنمية».
وأضاف أن ميثاق العمل الوطني رسم معالم الطريق نحو المستقبل وصياغة ملامح مسيرة العمل الوطني سياسيّاً واقتصاديّاً واجتماعيّاً، انطلاقاً من القيم الراسخة للمجتمع البحريني وما جُبل عليه من سمات التعايش والانفتاح الحضاري.
وأكد سموه، أن ما مرت به البحرين من أحداث زاد من القناعة لدينا بأن التمسك بمبادئ وقيم ميثاق العمل الوطني هو الطريق الأمثل الذي يضمن ترسيخ دعائم التحديث والتطوير وفق عملية منظمة ومتدرجة، من شأنها أن تثري العمل الوطني وتحقق المزيد من المكتسبات التي تحقق تطلعات شعب البحرين.
ونوه إلى أن وعي الشعب البحريني ورغبته في الحفاظ على قيم المجتمع المدني المتطور، الذي يكفل الحريات العامة والمساواة للجميع؛ قادر على مواصلة ما بدأناه في بناء الدولة العصرية بكل مقوماتها.
وأشار سموه إلى أن دعوة عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى استكمال حوار التوافق الوطني في الشق السياسي تجسد مدى حرص جلالته على جمع الصف الوطني.
وشدد سموه على أن الحفاظ على الوطن واستقراره يتطلب من الجميع أن يستلهم روح ميثاق العمل الوطني، والعمل من أجل كل ما يحفظ اللحمة الوطنية وينأى بالمجتمع عن الشقاق والتشرذم، وذلك لن يتحقق إلا من خلال الإجماع على أن يكون الوطن أعلى من أي اعتبارات.
ودعا إلى أن يتحلى الجميع بالثبات والوعي والعمل على محاربة ما يهدد أمننا ووحدتنا الوطنية، وأن يضع الجميع مصلحة البحرين وشعبها فوق كل اعتبار.
وقال سموه: «علينا أن نزن بالإنصاف ما حققته البحرين من أجل أن ينعم المواطن بحياة آمنة وكريمة وأن بناء المواطن والنهوض بالوطن؛ هو أحوج ما نكون إليه اليوم وصولاً إلى النتائج المطلوبة وتحقيق الاستقرار السياسي والأمني».
ورأى رئيس الوزراء أن تعزيز الأمن والاستقرار هو مسئولية وطنية يتشارك فيها الجميع، حيث لا ازدهار من دون مناخ آمن يوفر الأسباب اللازمة للإنجاز في مختلف الأصعدة.
وشدد على ضرورة استخلاص العبر والدروس من الأزمة التي مرت بها مملكة البحرين، واليقين بأن الحفاظ على الأوطان يأتي من خلال العمل الجاد للارتقاء بالوطن وتنميته برؤى وطنية هدفها النهضة والازدهار.
وأكد أن البحرين استطاعت منذ إقرار ميثاق العمل الوطني أن تقطع أشواطاً كبيرة على صعيد النهوض والازدهار، وأصبحت لديها تجربة رائدة في التنمية ينظر إليها العالم بكل تقدير، وعلينا أن نحافظ عليها ونطورها من أجل تلبية طموحات وتطلعات المواطنين.
ودعا سموه إلى جعل الاحتفال بذكر ميثاق العمل الوطني يوماً للتأكيد على التلاحم الوطني والتسامح الذي تميز به النسيج المجتمعي البحريني على مر التاريخ، وبداية لمرحلة جديدة من العمل الجاد والمخلص لرفعة الوطن ورخائه.
وقال: «إن مسيرة العمل الوطني مستمرة بفضل تلاحم أبناء الوطن، ولن يقف أي عائق أمام سعي أبناء الوطن لبناء نموذج رائد في مجال التنمية، شعاره الولاء للوطن والحرص على تقدمه وازدهاره».
وفي الختام، أكد رئيس الوزراء أن المسئولية الوطنية تتطلب من الجميع الوحدة تحت راية الوطن، والإدراك بأن تحقيق الطموحات في وطن متقدم ومزدهر لا سبيل إلى تحقيقها إلا من خلال الاتفاق على رؤية وطنية تنقل مملكة البحرين إلى مستقبل أكثر اشراقاً وازدهاراً.
العدد 3813 - الأربعاء 13 فبراير 2013م الموافق 02 ربيع الثاني 1434هـ