العدد 3809 - السبت 09 فبراير 2013م الموافق 28 ربيع الاول 1434هـ

تاريخ الجراحة التجميلية

د. محسن العريض-أخصائي جراحة التجميل والحروق
د. محسن العريض-أخصائي جراحة التجميل والحروق

جراحة التجميل هي الجراحات التي تُجرَى لأغراض وظيفية أو جمالية. وهي بالمفهوم المبسط استعادة التناسق والتوازن لجزء من أجزاء الجسم عن طريق استعادة مقاييس الجمال المناسبة لهذا الجزء.

ويرجع تاريخ جراحة التجميل إلى العالم القديم حينما كان الأطباء في الهند القديمة وتحديدًا الطبيب الهندي الكبير سوسروثا يستخدمون ترقيع الجلد في القرن الثامن قبل الميلاد، واستمر استخدام هذه التقنيات حتى نهاية القرن الثامن عشر وفقًا للتقارير المنشورة بمجلة «جنتلمن» (أكتوبر، 1794).

أما في عهد الرومان فقد كان أطباء جراحة التجميل يستخدمون تقنيات بسيطة مثل إصلاح الأضرار في الآذان بدءًا من القرن الأول قبل الميلاد .

وفي أوروبا وتحديدًا في منتصف القرن الخامس عشر يقول الطبيب هاينريش فون فولسبيوندت في وصف عملية صنع أنف جديد لشخص بعد أن أكلته الكلاب «عن طريق استقطاع الجلد من منطقة خلف الذراع ووضعها مكانها». ولكن بالنظر إلى المخاطر المرتبطة بالجراحات عمومًا لم تصبح مثل تلك الجراحات مألوفة حتى القرنين الـ 19 و20 .

وفي أميركا كان أول طبيب تجميل هو جون بيتر ميتاير الذي أجرى أول عملية انفطار حَنَك العام 1827 بأدوات صممها بنفسه لتلك العملية. وقد وضع فيما بعد النيوزيلاندي هارولد جيليز العديد من التقنيات الحديثة في جراحة التجميل والعناية للمصابين بتشوهات الوجه في الحرب العالمية الأولى، ويُعتبَر هذا الطبيب الأبَ الروحي للجراحة التجميلية الحديثة.

وتوسع عمل جيليز في الحرب العالمية الثانية على يد أحد تلاميذه الذي يمت إليه بصلة قرابة وهو آرشيبالد ماكيندو الذي يُعتبَر رائد جراحات التجميل لمن عانوا من الحروق الشديدة. وقد أدت جراحات ماكيندو التجريبية إلى إنشاء نادي غيني بيغ.

ومع استمرار التطور في جراحة التجميل والحروق بصفته تخصصًا فرعيًا بعد اختصاص الجراحة العامة، أصبح جراح التجميل يتعامل مع أنواع مختلفة من الجراحات التجميلية مثل جراحات الحروق وتشـوهات الكوارث والحروب باستعمال رتق الجلد من الشخص نفسه أو من خارجه.

ويوجد جانبين مهمين في الجراحة التجميلية كلّ يمثل اختصاصاً قائماً بذاته، فالجانب الأول هو الجراحة الترميمية التي يُقصَد بها إعادة الأعضاء الخارجية لجسم الإنسان إلى وضعها الطبيعي من الناحية الوظيفية والشكلية، أما الجانب الثاني فهو الجراحة التجميلية وهذا النوع يُعرَف به التخصص عمومًا، حيث كان يُعتقَد أنه يركز على الجانب الشكلي فقط ولكنه يأخذ الجانب العضوي أيضًا، ومن أكثرها شيوعاً عمليات شفط الدهون وإزالة ترهلات البطن، بالإضافة إلى عمليات إزالة الطبقة السطحية من جلد الوجه.

العدد 3809 - السبت 09 فبراير 2013م الموافق 28 ربيع الاول 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 1:26 ص

      الله يرحمه ويحسن اليه ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان
      ◾الفاتحة◾الشيخ محمد سعيد التيتون

اقرأ ايضاً