العدد 3809 - السبت 09 فبراير 2013م الموافق 28 ربيع الاول 1434هـ

البحرينيون يؤمنون بـ «الحمية» للقضاء على السمنة

أضحت السمنة اليوم من أكثر الظواهر المرضيّة المقلقة المنتشرة في العالم العربي بشكل عام ودول الخليج العربي بشكل خاص؛ إذ أصبحت هاجسًا يؤرق مضاجع الكثيرين. ففي السنوات الأخيرة بتنا نرى توجه العديد ممن يعانون منها إلى اختصاصيي التغذية أو تصفح مواقع الإنترنت للبحث عن برنامج مناسب للحميات الغذائية سعيًا للوصول إلى الوزن المثالي والتخلص من تلك المخاطر الصحية التي تسببها الزيادة في الوزن.

فالعديد ممن يعاني منها بات أمره الصحي مهددًا في ظل الإرباك في عاداته الغذائية الذي ينعكس بالتأكيد على وضعه النفسي. وفي ظل هذه المعاناة وفي ظل اليأس الذي انتاب الكثيرين نتيجة الزيادة المفرطة في الوزن، لجأ العديد إلى إجراء عمليات ربط وتحوير المعدة التي تهدف إلى ضبط شهية الفرد جريًا وراء تحقيق الوزن المثالي المطلوب.

«الوسط الطبي» تستطلع بعض الآراء حول الحميات الغذائية الصحية المتبعة لكلا الجنسين لمعرفة مدى تأييدهم لمثل هذه البرامج، فوائدها والنتائج المرجوة منها.

العزيمة والإرادة مفتاح الحلّ

تشير شذى الوادي إلى أن «برامج التخسيس المتبعة لا طائل من دفع الأموال لأجلها، مادام لا نصيب للعزيمة والإرادة من الداخل. أنا لست من مؤيدي هذه البرامج لأن العديد ممن يتبعها يعود كما كان في السابق إلا إذا كان الفرد من أصحاب الأوزان الثقيلة ومن ذوي السمنة المفرطة»، وتضيف: «أؤمن بتلك البرامج الغذائية لأنها لم تأتِ عبثا بل من خلال برامج تابعة لأحد اختصاصيي التغذية»، مستدركة: «لكن قد تكون هناك مضاعفات إذا كانت الحمية أو البرنامج المتبع عن طريق الإنترنت من دون أي إشراف أو متابعة، وهو في الأول والأخير يعود إلى الشخص نفسه في إنجاح هذه العملية من عدمها».

وتواصل الوادي: «أفضّل متابعة برامج الحميات الغذائية مع اختصاصيي التغذية؛ لأننا من خلاله نستطيع أن نطرح الأسئلة ونستفسر عن ماهية الأطعمة التي سنتناولها، علما أن أغلبها تأتي مع تمارين رياضية ومن المستحيل أن يخسر الفرد وزنا ويحافظ على جسمه إذا كان لا يمارس تمرينات رياضية معينة، فالتغذية السليمة لابد أن يقابلها حركة»، وتضيف: «نسبة كبيرة حولنا تتبع هذه الحميات من أجل السرعة في إنقاص الوزن، لكن إن لم يكن هناك مراقبة لنوعية الطعام فلا فائدة مرجوة من كل ذلك».

وبينما أكدت شذى العصفور: «أؤيد اتباع برامج تخفيف الوزن وأؤمن بها تماما لكن إذا كانت المتابعة فقط مع أحد الأطباء والمتخصصين»، تقول إن «هناك نسبة كبيرة من الأشخاص ممن يتبع هذه الحميات الغذائية لكن في اعتقادي أن التخسيس غير كافٍ إذا كان من دون أي تمارين رياضية لكونها تساعد على شد الجسم وإنقاص الوزن في فترة أقل».

المراقبة الطبية خطة الطريق

ويؤيد ياسين السامرائي «برامج تخفيف الوزن لكن بشرط أن تكون تحت مراقبة طبية، وتطبيق ذلك صعب، فأنا بالنسبة إلي الطريقة الأفضل هي (دايت اتكنز) بالإضافة إلى بعض المكملات الغذائية، وأخيرًا فإن التمارين الرياضية هي أساسية لشد الجسم وإنقاص الوزن».

وفيما أكد محمود العود اعتماده على «استراتيجية معينة لتخفيف الوزن تقوم على ممارسة التمارين الرياضية المأخوذة من قبل الأطباء لأنها تعتمد على فصيلة دم الفرد وتحدد ماهية المواد الغذائية التي يحتاج إليها الجسم»، مشددًا على أن هناك نسبة كبيرة من معارفه «يعتمدون هذه البرامج الغذائية الصحية للوصول إلى الوزن المناسب، فالعقل السليم في الجسم السليم»، وينصح العود بالتركيز على «التمارين الرياضية والنوم الجيد التي هي مقومات أساسية لنجاح أي عملية تخسيس للوزن».

وتعتبر أبرار الغنامي هذه النوعية من البرامج «مصدرًا للمعلومات المفيدة للعقل الذي بدوره يبرمجها لتمارين وتوصيات تقوم بها كل أعضاء الجسم، وهي لا تستهدف أصحاب الأوزان الثقيلة فحسب، بل كل الأفراد على حد سواء، فالنظام الغذائي يحتاج إليه الجميع للحفاظ على الصحة دون الأمراض والوصول إلى الوزن المثالي».

وتواصل الغنامي: «عند التفكير في مرحلة التخسيس يتوجب على كل شخص مراجعة الطبيب المختص وعليه يتم وصف النظام الغذائي الملائم للجسم والبيئة والظروف وفق كل شخص. أما بالحديث عن برامج الإنترنت فعادة ما يغلب عليها التجارب الشخصية والمبالغة، فالتخسيس لا يعتمد على كمية الغذاء بل في نوعيته. وإن هذه النوعية من البرامج بالنسخة الأجنبية أو العربية كانت جرس إنذار لجميع المشاهدين، فمنحت البعض منهم الإرادة والعزيمة والتحدي».

الحميات الغذائية والتمارين الرياضية معًا

ولإيمان اشكناني رأي مماثل، إذ أفادت: «أنا من مؤيدي برامج التخسيس الصحية، أؤمن بها وبفاعليتها لأني من مجربيها وهي حتمًا مضمونة، عن نفسي تابعت الدكتور عدة مرات وكان النظام صحيًا وفعالاً»، مؤكدةً أن «البرامج تلك ليست كافية وإنما تحتاج إلى تمارين رياضية للوصول إلى الشكل المثالي والجسم السليم».

وتلفت فاطمة عبدالله إلى أن «برامج تخفيف الوزن هي برامج فعالة تعتمد على الإرادة القوية للشخص نفسه، فالمتابعة مع المختصين أفضل لضمان نجاح النظام ومناسبته لجسم الإنسان، كما أن غالبية الناس في الوقت الحالي تتجه إلى التخفيف السريع من خلال الإنترنت والأصدقاء، لكن زاد الوعي والاهتمام بتخفيف الوزن عن طريق المراكز المتخصصة، وهي بالتأكيد لا تغني عن التمارين الرياضية ودورها الفعال والمساعد».

وأردف عبدالله حميدان: «أنا مؤيد لبرامج التخسيس إذا كان البرنامج علميا وغير مضر بالصحة، فأفضلها تلك المعتمدة على البرنامج الغذائي الصحي والتمارين الرياضية، وأنا ضد تلك التي تعتمد على تناول الكبسولات والمواد الكيماوية أو حتى تلك المعتمدة على إجراء العمليات الجراحية، لأن مضاعفاتها كثيرة، ناهيك عن أن جسم الإنسان لا يقبل تغييرات مفاجئة أبدا».

ويضيف حميدان «طبعاً أنا أفضل التخسيس بممارسة التمارين الرياضية والمقرون بنظام غذائي معقول، وليس ذاك الذي يقلل من وزن جسم الإنسان بسرعة قياسية؛ لأنه بذلك يسلب طاقة الإنسان وقوته بشكل لا يعقل، إذ يعتمد هؤلاء الأشخاص هذه البرامج من خلال إعلانات بعض المراكز الرياضية التي تعلن جاهزيتها لإنقاص 30 كيلوغرامًا من جسم الإنسان لمدة شهر فقط وغيرها من تلك الإعلانات. أعتقد أن أفضل وصف لوصفات تخسيس الوزن اختصرها الإمام علي بن أبي طالب (ع) في كلمته: (نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع)" .

العدد 3809 - السبت 09 فبراير 2013م الموافق 28 ربيع الاول 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً