العدد 3809 - السبت 09 فبراير 2013م الموافق 28 ربيع الاول 1434هـ

ابن الهيثم... سيّد البصريات

يذكر المؤرخ السعودي علي الدفاع في كتابه «رواد علم الطب العرب» أن أصل طب العيون عربيٌّ، ويستدل على ذلك بأن غالبية مصطلحات طب العيون قد تُرجِمت من اللغة العربية إلى مختلف اللغات الأخرى، وذكر أمثلة عدة على ذلك منها القرنية والشبكية وغيرهما.

لكن يبقى الدليل الأهم هم العلماء العرب وإرثهم؛ حيث ذكرت كل المراجع الطبية الحديثة والقديمة منها أن الفضل في علم البصريات وطب العيون يرجع إلى تفوق علماء عرب كانوا أول من خاضوا عباب المجهول في تركيب العين ووظائفها وأمراضها.

لا يمكن الحديث عن علم البصريات والعيون من دون ذكر ابن الهيثم الذي كان له التأثير الطاغي على مدى 5 قرون، باعتبار آرائه التي كانت الأساس الذي طور بعده علماء العالم مفاهيم الناس عن نظرية الرؤية وفسيولوجيا الإبصار، فقد كان أول من عرف أهمية حركات العين لاستيعاب الرؤية، وهذا ما ثبت في الطب الحديث إذ إننا بفضل حركة العين يمكننا إدراك ما حولنا من أشياء وشخوص، وتبقى الثورة التي أحدثها ابن الهيثم في إلغاء فكرة كانت سائدة آنذاك وهي أن العين ترسل الضوء إلى الأشياء بأن أثبت العكس في كون العين مستقبلاً حسيًا للضوء الذي تعكسه المرئيات.

ويُعتبَر ابن الهيثم أول من شرّح العين تشريحًا كاملاً ووضّح وظائف أعضائها، وقدم أبحاثًا ومؤلفاتٍ عدة في علم نفس البصريات وبشأن التأثيرات والعوامل النفسية للإبصار؛ وتكريمًا لجهود هذا العالِم القدير ولما قدمه للبشرية أُطلِق اسمه على إحدى الفجوات البركانية على سطح القمر وعلى أحد الكويكبات المكتشفة حديثًا.

العدد 3809 - السبت 09 فبراير 2013م الموافق 28 ربيع الاول 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً