العدد 3809 - السبت 09 فبراير 2013م الموافق 28 ربيع الاول 1434هـ

الموسيقى دواءٌ للأطفال

أصبحت الأصوات العالية والضوضاء سمة هذا العصر، فكلنا يحمل الأجهزة الذكية التي تصدر أنغامًا مختلفة طيلة اليوم، بالإضافة إلى شاشة التلفاز أو أجهزة الألعاب، ناهيك عن الإزعاج الذي يملأ جوانب الطرقات والمدن الحديثة، وقد ثبت أن هذه الاصوات لها تأثير سلبي فهي تقوم برفع ضغط الدم وزيادة سرعة دقات القلب.

وحين كان لبعض الأصوات تأثيرا سلبيا كان لبعضها الأخر تأثيرا ايجابيا على الصحة، وهذا ما أشارت إليه الدراسات والأبحاث.

ويرجع اهتمام العالم بالأصوات وتأثيرها على الصحة إلى فيثاغورس عام 2500 ق. م. عندما بدأ بتعليم تلامذته أن الاصوات تساعد على العمل والاسترخاء والنوم والصحو والعافية، لتهتم بعدها الحضارات المتلاحقة بالموسيقى والأصوات وتأثيرها على صحة الإنسان وكان العرب من بين هذه الحضارات، حيث عرض ابن عبد ربه في كتابه «العقد الفريد» لعلاقة الطب بالموسيقى فـ «الصوت الحسن يسري في الجسم ويجري في العروق، فيصفو الدم ويرتاح القلب وتهش له النفس وتهتز الجوارح وتخف الحركات».

وفي العصر الحديث يعود استخدام الموسيقى أسلوبًا علاجيًا إلى العام 1896 في الولايات المتحدة الأميركية حيث أظهرت الأبحاث أن للموسيقى تأثيرًا على تدفق الدم والمساعدة على الصفاء العقلي، فيما اهتمت دراسات أخرى بتأثير الموسيقى على أمراض الأطفال المزمنة كالربو فكان المختصون يديرون حلقات تدريسية خاصة ذات طبيعة خاصة تساعد على تحسين صحة الأطفال المصابين بهذا المرض، وذلك باستخدام آلالات نفخية مثل المزمار والفلوت والترامبت والساكسفون؛ بما يساعد على علاج القصبات الهوائية المتشنّجة وخصوصًا في مرحلة الزفير (إخراج الهواء)؛ إذ أن الآلات الموسيقية النفخية تحتاج إلى ضغط هوائي زفيري وهذا يُعَد عاملاً مساعدًا على التشافي.

ويفسر العلماءُ الصوتَ بأنه «موجات صوتية تتحول إلى نبضات تسري في الأعصاب ومنها إلى المخ، وبعدها يبدأ تفاعل الجسم معها، وتسبب تلك الموجات ارتجاجات ميكروسكوبية خافتة جدًا تكفي لتنشيط خلايا الدورة الدموية الدقيقة»، ويخلص من هذا التفسير العلمي اختصاصيا الأذن الفرنسيان جاي بيرار واكفريد توماتي إلى طريقة تدريب سمعي تكاملي عن طريق أجهزة تطلق أصواتًا ذات موجات منتقاة لتدريب الأطفال البكم والمصابين باللعثمة.

العدد 3809 - السبت 09 فبراير 2013م الموافق 28 ربيع الاول 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً