العدد 3809 - السبت 09 فبراير 2013م الموافق 28 ربيع الاول 1434هـ

الأذن الداخلية...

يُعرف المتخصصون في الطبّ الدوار الوضعي الحميد بأنه «مشكلة في الأذن الداخلية تسبب الدوار أو الدوخة في وضع معين للرأس عند النظر إلى السقف أو النوم على الأذن المصابة عادة» وهو مرض من الممكن أن يحدث في أي عمر ولكنه أكثر شيوعًا في منتصف العمر والشيخوخة.

ويقول الدكتور رضا دشتي المتخصص في تأهيل مرضى المخ والأعصاب والأذن الداخلية إن الدوار يحدث في هذا المرض فجأة والشخص المصاب يشعر حينها كأن الغرفة تدور عندما ينام على ظهره أو على الأذن المصابة أو عند الجلوس من الوضع راقدًا، وعادة ما يحدث ذلك عند النظر إلى سقف الحجرة أو أثناء النوم يصاحب كل ما ذُكِر أعلاه شعور باللوعة أو القيء وخفقان بالقلب والعرق مصاحب لنوبة الدوار، ونوبات الدوار عند الاستيقاظ في الصباح الباكر من العلامات المميزة لمثل هذه الحالات، كما أنها تستمر من لحظات قليلة إلى أقل من دقيقة واحدة وشدتها تقل مع الوقت؛ حيث إنها تكون شديدة في الأيام الأولى وتقل مع مرور الوقت، مع ملاحظة أن المريض لا يفقد الوعي أثناء النوبة.

ولشرح ذلك بصورة أكثر علميةً وتبسيطًا للقارئ، فإن جهاز الأذن الداخلية يتكون من قسمين: القوقعة والجهاز الدهليزي، والقوقعة هي الجزء المسئول عن السمع والجهاز الدهليزي هو الجزء المسئول عن الاتزان، ويتكون هذا الأخير من 3 قنوات هلالية متصلة بقنوات صغيرة كل قناة منها تحتوي على سائل وخلايا حسية (شعريات حسية) وعلى قمة كل خلية حسية هناك مواد صلبة تسمى كربونات الكالسيوم (مشابهة لشكل حبيبات الكريستال)، أما الوظيفة الرئيسة لجهاز الأذن الداخلية فهي تتمثل في المسئولية عن الاتزان (الدهليزي) هي معرفة اتجاه وسرعة حركة الرأس وإرسالها إلى المخ.

علميًا، فإن ما يحدث في الأذن الداخلية ويسبب كل هذه الشواهد آنفة الذكر هو حدوث كسر في كربونات الكالسيوم (حبيبات الكريستال) وانفصالها عن الخلايا الحسية، وهذا الانفصال يؤدي إلى عدم الاتزان في الخلايا الحسية داخل جهاز الأذن الداخلية؛ بذلك كلما حرّك المريض رأسه في اتجاه الأذن المصابة بعثت الخلايا الحسية غير المتزنة إشارات خاطئة عن سرعة واتجاه حركة الرأس إلى المخ؛ ما يؤدي إلى الإحساس بالدوار.

ما العلاج؟

الأبحاث العلمية أثبتت أن استخدام العلاج الطبيعي في معالجة الدوار الوضعي الحميد مؤثر بنسبة تتراوح %95 إلى %100 في شفاء المريض في مدة تتراوح من يوم إلى شهرين بالاعتماد على فترة ما بين إصابة المريض وبدء العلاج الطبيعي، فكلما بدأ المريض مبكرًا في العلاج كانت النتائج أسرع.

تتركز المبادئ التي يعتمد عليها العلاج الطبيعي في معالجة الدوار الوضعي الحميد على إعادة حبيبات الكريستال المنفصلة إلى وضعها الأساسي، وتدريب المخ ليتأقلم على تصحيح المعلومات الخاطئة المنبعثة من جهاز الاتزان الداخلي للأذن عن طريق 3 أنواع من التمارين المعترف بها عالميًا وأثبت جدواها عن طريق الأبحاث العلمية وهي طريقة براند داروف وإبلي وسيمونت، والتي يحدد ملاءمتها لحالة المريض اختصاصيُّ العلاج الطبيعي معتمدا على عدة عوامل منها سلامة مفاصل الرقبة ومرحلة المرض، وطريقة التمارين.

نصيحة

يُنصَح مرضى الدوار الوضعي الحميد باستشارة اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة أو اختصاصي المخ والأعصاب لتشخيص الحالة قبل بدء العلاج.

العدد 3809 - السبت 09 فبراير 2013م الموافق 28 ربيع الاول 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 10:40 ص

      انا اعاني من عدم التوازن المستمر مند شهر حيت احس اني على سفينة وهذا الشعور إقلقني كتير

    • زائر 1 | 3:20 ص

      سؤال

      ماهو سبب انفصال الكربونات؟

اقرأ ايضاً