العدد 3809 - السبت 09 فبراير 2013م الموافق 28 ربيع الاول 1434هـ

توجهنا تجنيب الدولة المصاريف الطبية غير الضرورية... الناصر: طـبـيــب عائـلــة لـكـل عائـلـــة

حصوله على شهادة الدكتوراه في طب العائلة من جامعة جلاسكو في العام 1987 جعل منه البحريني الأول في هذا المجال، وترقيته إلى بروفيسور بعد ذلك في 2005 جعلته أول طبيب عائلة بحريني يحصل على هذا اللقب.

هو البروفيسور فيصل عبداللطيف الناصر الحاصل على الزمالة من الكلية الملكية البريطانية و الزمالة من الكلية الايرلندية لأطباء العائلة بالاضافة إلي منحه الزمالة الفخرية من الكلية الملكية البريطانية للصحة العامة؛ نظير نشاطه المتقد في مجال البحث العلمي وجهوده للارتقاء بطب العائلة، والخبير والباحث في منظمة الصحة العالمية، بالإضافة الى رئاسته المجلس العلمي لطب الأسرة والمجتمع بالمجلس الطبي للاختصاصات الصحية، والمساهم في تقييم العديد من البرامج التدريبية لطب العائلة في الكثير من الدول العربية نال على إثره التقدير عربيًا ودوليًا لنشره أكثر من 50 بحثًا علميًا في عدد من الدوريات العلمية المحكمة المحلية والدولية... التقته «الوسط الطبي» ودار هذا الحوار:

• كيف كانت بدايتك؟

- كان حب الاطلاع وخدمة المجتمع دافعي الأول الذي قادني نحو التخصص في طب العائلة عند مطلع الثمانينات حين لم يكن شائعًا بين التخصصات الطبية آنذاك، وهذا من شأنه جعل تقبل الناس والأطباء الآخرين لي عائقًا أمام تطبيق نظام الرعاية الأولية على المرضى قبل التوجه إلى المستشفى لتقديم الرعاية الثانوية والعلاج، ويُعتبَر طب العائلة منظومة طبية شاملة من الخدمات ترعى جميع أفراد الأسرة من الوالدين حتى الأطفال في علاقة وطيدة ومستمرة تجمع بين الطبيب والأفراد.

• ما هي اهتماماتك العلمية؟

- كرستُ اهتمامي في نشر الوعي والتثقيف بشأن طب العائلة، فقد ساهم وجودي في السلك التعليمي ضمن أسرة جامعة الخليج العربي رئيسًا لقسم طب العائلة والمجتمع فيها، في غرس وتأكيد أهمية التخصص في هذا المجال من قبل أطباء المستقبل، إذ إن دول الخليج العربي ودولنا العربية ولاسيما البحرين تعاني عجزًا واضحًا في عدد أطباء العائلة، ومع أن البحرين تمتلك اليوم كفاءات ذات قامة عالية في طب العائلة يُقدَرون بنحو 350 طبيب عائلة بيد أنها في حاجة إلى 300 طبيب عائلة آخرين في الوقت الحالي نسبة إلى عدد السكان لتغطية النقص، في سبيل الوصول إلى قاعدة طبيب عائلة لكل عائلة، وهو المبدأ والقاعدة التي أحدوها في وضع البرامج التدريبية في البحرين ودول المنطقة.

• ما هو المعدل العلمي لأطباء العائلة في البحرين؟

- الدراسات العالمية تشير إلى أن لكل 1800 مواطن طبيب عائلة واحد، ولكن تختلف هذه النسبة في البحرين فهي تبلغ ارتفاعًا سلبيًا، فلكل 3500 مواطن طبيب عائلة واحد؛ وهذا ما يجعل العجز واضحًا في عدد الكفاءات من أطباء العائلة البحرينيين.

• ما سبب هذا العجز برأيك؟

- يرجع السبب وراء العجز العددي في أقسام طب الأسرة في الدول العربية عمومًا إلى تأخر التقدير المناسب والقناعة بالاحتياج لدى مقرري السياسات الصحية العربية الذين قد لم يضعوا ضمن أهم أولوياتهم هذا التخصص، غير أن القائمين على وزارة الصحة وجامعة الخليج العربي يحاولون تدارك كل ذلك، فاليوم أشارك مع مجموعة من الخبراء من البحرين والوطن العربي في هذا التخصص في رفع كفاءات مراكز تدريب أطباء العائلة الجدد في الوطن العربي من خلال برنامج تدريبي مكثف مدته 4 سنوات يتخرج بعدها الطبيب مهيئًا لهذه المهمة حاصلاً على البورد العربي في مجال التخصص والذي اتشرف برئاسة مجلسه العلمي منذ اكثر من ستة سنوات.

كما تجتمع الجهود اليوم لشحذ همم وزارات الصحة العربية والأطباء العرب لمزيد من الاهتمام بهذا المجال، ويعد توجه الأطباء الجدد إلى طب العائلة أمرًا يدعو الى التفاؤل ويشير إلى مستقبل أكثر وضوحًا وصحة.

• هل يُعَد علاج أفراد العائلة توجه طب العائلة؟

- لا يُعَد علاج الأفراد حين المرض توجه طب العائلة الأول والأهم، بل يهتم المختصون بالوقاية من الأمراض إجراءً احترازيًا يوفر على المرضى الخوض في الآلام والتعب والمشاكلات الثانوية من الأمراض المزمنة ومن ثم علاج الامراض منذ بداية النشء، وهذا من شأنه توفير المصاريف الطبية على الدولة وتجنيبها أفراد المجتمع المتعللين وقليلي الإنتاج، فالمجتمع يسمو بالفرد النشيط العامل وهذا لا يتوفر إلا بتحقق الصحة والعافية.

الحاجة إلى الرعاية الأولية مهمة في كل المجتمعات لرفع مستوى صحة الفرد وجودة الحياة والعطاء على كل الأصعدة، فطبيب العائلة هو المشرف الأول على صحة أفراد الأسرة منذ الولادة في كل مراحل الحياة؛ ما يجعله خبيرًا بكل ما تعرض له الفرد من مشكلات صحية واجتماعية ومالية وأسرية وهذا من شأنه أن يجعل طبيب العائلة الطبيب الأجدر بالتشخيص الصحيح الذي يتسم بالدقة بعد الاطلاع على كل الظروف المحيطة بالمريض، وهذا ما يجعلنا قادرين على تدارك الأعراض الجانبية والمضاعفات الخطيرة للأمراض حيث يقوم طبيب العائلة بالمتابعة المستمرة لكل أفراد الأسرة.

• بالنسبة لشخصك هل عملك الشخصي متصل بالمرضى أم بمجرد الإشراف علي التدريب والتدريس وعلى السياسات الصحية؟

- أقضي ساعتين يوميًا من العمل المحبب لنفسي وذلك في مركز الرعاية الصحية الاولية بوزارة الصحة وهذا الأمر يجعلني أقرب من المرضى، محاولاً بعون من الله التقليل من معاناتهم وليس سرا كذلك أن أصرح بأننا من المرضى نحن نتعلم كل يوم شيئًا جديدًا.

• ما مدى اهتمام البحرين بطب العائلة؟

- البحرين تُعتبَر من الدول السبّاقة عربيًا في ضم طب العائلة والرعاية الأولية فهي الأولى في ضم هذا القسم ضمن خدماتها الصحية وفتح أبواب مراكز التدريب، ويبقى طموحي أن تزيد الطاقة الاستيعابية لهذه المراكز لضم أكثر عدد ممكن من الأطباء المتدربين لنيل شهادة البورد العربي التي تمكنهم من مزاولة المهنة بكل كفاءة ومهنية للارتقاء بصحة المجتمع وعافيته.

وكانت الدول العربية الأخرى تعاني من تأخر ملحوظ في توفير أطباء عائلة لكل مواطن، حيث يبلغ الاحتياج في الوقت الحالي 170 ألف طبيب عائلة متخصص في الدول العربية جمعاء من مصر والسودان حتى دول الخليج العربي، وذلك إما بسبب عدم وجود البرامج التدريبية لهذا التخصص أو نقصها. إلا إنني أكون سعيدا جدا عندما أجد هناك ازدياداً سنوياً في عدد الدول العربية الراغبة في بدء برامج التدريب هذه أو الانضمام إلى عضوية المجلس العلمي لاختصاص طب الاسرة وإلى ركب الرعاية الصحية الأولية وهذا ما نعمل عليه اليوم أنا و كوكبة من الاختصاصيين العرب نشرِف من خلاله على امتحان وتأهيل الأطباء في عدد من مراكز التدريب في الدول العربية وبالتعاون مع المنظمة الدولية لأطباء العائلة الفرع الإقليمي الذي يواكب كل جديد في مجال طب العائلة ويرفع من مستوى الوعي والتثقيف بين أهل الاختصاص والمؤسسات الرسمية التي تكفل التشريعات الطبية في بلدانها وتُقر التغييرات في الأنظمة الصحية المتبعة في بلدان الخليج العربي والوطن العربي.

• ما طموحك العملي؟

- طموحاتي خدمة المجتمع والناس، فأنا لازلت طالباً في هذه الحياة استقي المعلومة من القراءة والبحث العلمي المتواصل والحضور اليومي بالقرب من المرضى، ولن أتوقف عن كتابة ونشر الأبحاث العلمية والتوصل إلى ما يخفف من آلام المرضى ومعاناتهم. وهذا هو إرشادي الدائم لطلبتي بأن طالب الطب الذي يتوقف عن التعلم المستمر في الحياة غير جدير بان يحمل أمانة هذه المهنة.

• هل لديك اهتمامات علمية أخرى؟

نعم . فهي اهتمامات تربط الماضي بالحاضر وتحاول أن تبين مدى تأثير الماضي على ازدهار الواقع الحالي. فمن هذه القناعة أسسنا قبل 8 سنوات مع مجموعة من المهتمين من العالم جمعية ترسخ ما أنجزه الأطباء المسلمون القدامى وتأثيرهم على تقدم الطب الحديث. فسميت هذه بالجمعية الدولية لتاريخ الطب الإسلامي. حيث أصبحت من الجهات المعروفة دوليا التي تعمل على إجراء البحوث في هذا المجال ونشرها سواء في مجلتها العلمية التي تصدر مرتين في السنة أو في المؤتمرات العلمية التي تنضمها الجمعية باستمرار في دول مختلفة. وأقوم من موقعي كالأمين العام للجمعية بزيادة عدد الأعضاء المهتمين في هذا المجال والتنسيق للإكثار من البحوث العلمية في هذا السياق.

العدد 3809 - السبت 09 فبراير 2013م الموافق 28 ربيع الاول 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً