قد لا نختلف على ان من حق رئيس النادي او اي تحاد رياضي، ان يفرض سيطرته الرئاسية على مجلس الادارة بهدف نجاح العمل الاداري داخل مجلس الادارة، وان يكون هو صاحب الكلمة العليا في القرارات المصيرية المهمة الصادرة؛ لان النظام الاساسي خوله ذلك. ولكننا لا نتمنى ان تتخد القرارات المهمة على شاكلة الزعيم الالماني الفاشي هتلر الذي دمر العالم بحرب عالمية من اجل ان يؤكد على ان قراراته يجب ان تحترم.

تلك المقدمة تذكرني بحوار قديم دار بيني وبين رئيس الاتحاد البحريني لكرة السلة عادل العسومي في احدى المناسبات وقد فاجأني بطرح التساؤل التالي:

« لماذا تحاربني، وتنتقد عملي في الاتحاد؟ هل هناك عداوة بيني وبينك؟ « فأجبته بابتسامة محاولا ان يكون حوارنا وديا «انا لا احمل اية ضغينة او حقد لشخصكم الكريم، ولا لأي انسان يعمل في الوسط الرياضي، بل على العكس، فأنا أكن كل احترام لمن يعمل متطوعا في هذا المجال، مدركا تمام الادراك بأن العمل الاداري في الاتحاد يأتي على حساب مصالحكم الشخصية وظروفكم العائلية، كما انني من المعجبين بنجاحك في الحصول على راع للدوري لانكم خصصتم اموال الرعاية لدعم الاندية المشاركة في مسابقات الاتحاد، ما ساهم في تطور اللعبة» عندما سمع كلامي أشار لي بيده قبل ان ينطق لسانه «لماذا لا تكتب مثل هذا الكلام» فأجبته «سأكتب حينما تأخد قراراتك بصورة جماعية لا تتعارض مع الانظمة والقوانين، لان إصرارك على مشاركة اللاعب الاجنبي يعد تحديا لقرار الجمعية العمومية الرافض لذلك، وفيه خطأ اداري كبير تتحمل تبعاته، كما ان الاستفراد بالقرارات مسألة قد يساء فهمها ويخلق مشاكل تنعكس على العمل داخل الاتحاد»

ذلك الحوار يخص ما يحدث داخل اتحاد السلة وبالاخص مع نائب الرئيس جاسم السندي وامين سر الاتحاد عبدالاله عبداالغفار وعضو مجلس الادارة السابق حمد العباسي الذين خدموا جميعا اللعبة سنيين طويلة، فهذا الامر يتعارض مع فن القيادة الذي درسناه في امهات الكتب، فالاختلاف وارد في كل عمل يقدم عليه الاتحاد، لان لكل انسان راي في الحياة التي يعايشها، وان الله جل شأنه «خلقنا اطوارا».

لذلك اقول للعسومي: إن من الحكمة ان تخلق استقرارا اداريا داخل الاتحاد الذي تشرف عليه، وتقود سفينته الكبيرة التي يطلق عليها كرة السلة البحرينية، والربان المحنك الماهر هو من يقود السفينة بنجاح وهدوء حتى تصل لبر الامان.

وانت تملك الخبرة والدراية الكفيلة التي تجعلك قادرا على التعامل مع قضيتهم جميعا بحكمة من دون ان تخلق اي مشاكل داخل بيت الاتحاد، وان تكون نظرتك ثاقبة في اتجاه مصلحة اللعبة اولا واخيرا حتى لاتتأثر تلك النظرة باختلاف الاراء، كما لا اتمنى ان تكون على شاكلة القائد الذي يدمر ما يبنيه من اجل فرض قرراته، وحتى لا نقول لك في الاخير «ما هكذا ياعادل تورد الأبل».