مع أننا مع المثل الذي يقول «لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين»، إلا أننا في الوقت نفسه؛ لا نريد أن نحكم على المغيّبات، ولهذا نشد ونشيد بحكمة المعارضة في الذهاب إلى الحوار، لعله ينتج عنه شيء يلبي طموح الناس من جهة، بالإضافة إلى قطع الطريق ولسان من يقول إن المعارضة لا تودُّ إصلاح النظام بل إسقاطه من جهة أخرى.
كذلك المؤمن دائماً ما يتحرك متوكلاً على الله، فالراغب في الحصول على عمل يجب عليه البحث والسعي، ولا يضع اليأس أمامه بالقول انه لا يوجد عمل.
كما أن صاحب الزراعة يجب عليه حرث الأرض وزراعتها ولا يضع له عراقيل بأن ليس لديه بئراً لسقيها، فالله قد ينزل المطر من حيث لا يعلم.
كذلك الباحث أو المخترع للدواء، يجرّب الاختراع على الحيوانات بخلط المواد مرات تلو مرات، حتى يتوصل إلى مبتغاه من العلاج.
نتفهم في المقابل أيضاً إذا كان الحوار لم يحقّق ما يرضي الشارع؛ فكأنه لم يكن، فمن هنا نود التركيز على خيارات متطلبات الشعب بالدرجة الأولى، إذا ما أردنا النجاح والاستقرار لهذا البلد العزيز؛ لأن الممسك بالشارع لا يقبل الوصاية عليه، ولن يستطيع أحدٌ تدجينه سياسيّاً.
كتبنا في مقال سابق، أن أي حوار أو تفاوض ناجح تصحبه مبادرات توحي بالإيجابية عنه، وذلك بتقديم تنازلات من كلا الطرفين (المعارضة والحكومة) ولو كانت مؤلمة.
فمن جانب النظام؛ لم يقم بتقديم أية إشارة إيجابية تؤشر نحو إنجاح الحوار، فمثلاً لإرضاء الشارع؛ كان يجب إطلاق سراح السجناء السياسيين ووقف المحاكمات، وعمل مقدمات له؛ مثل رفع الحالة الأمنية المكدّسة بالشوارع ومداخل القرى، وإرجاع جميع المفصولين من الأطباء وإرجاع الجنسية لأصحابها.
أما المعارضة؛ مع أن ليس بيدها زمام الأمور كما الحكومة، إلا أنه مطلوب منها وقف المسيرات والتراخي نسبيّاً في موضوع الحكومة المنتخبة باختيار حكومة وفاق وطني، والأهم التمسك ببرلمان كامل الصلاحيات، والذي بتقديري يحل جميع الملفات لاحقاً بما في ذلك تغيير الحكومة.
نحن مع انتهاز الفرص حين يُعلن أي تفاوض، كما ذكرت في البداية، لكن نصيحتنا الأولى لإنجاحه؛ هو الابتعاد عن لغة التهديد والوعيد من أي من الطرفين، وأن يكون الحوار، ثانياً، متكافئاً من ناحية العدد والعناصر والقوة والضعف والنية الطيبة والجدية وغيرها.
ثالثاً: اختيار الأشخاص للحوار شيء أساسي لإنجاحه، ففشل الحوار يبدأ عند اختيار المنافقين السياسيين أو الطائفيين المتطرفين، فكلما كان اختيار المتحاورين بشكل دقيق من ناحية أصحاب الكفاءة العلمية والوسطية والعقول الناضجة ساهم وساعد في إنجاحه.
رابعاً: الاتفاق على مبادئ وبنود الحوار وجدول أعماله.
خامساً: أقولها بأمانةٍ وبصراحةٍ مطلقةٍ، في تقديري أن الحوار إن لم يتم برعاية دول أو أفراد محايدين أو منظمات دولية أو شهود نزيهين، فإنه سيبوء بالفشل؛ لأنه سيكون خلفه ضغوط وليّ ذراع وكسر عظم من قبل من بيده القوة، ولاسيّما إذا كان غير متكافئ العدد والعناصر.
سادساً: تعديل قانون الانتخاب وتفسير بنوده من قبل هيئة قانونية مستقلة، بما لا يدع مجالاً للشك في آلية التفسير ووضوحها.
سابعاً: يقوم بالإشراف على عملية الانتخابات هيئة دولية مرموقة بإشراف الأمم المتحدة أو منظمات دولية متخصصة يشهد لها بالنزاهة في تنظيم الانتخابات، لتقطع الطريق على عمليات التزوير، وذلك لوجود أزمة ثقة بين الأطراف المتحاورة والحكومة.
هذا الرأي لم أستقه من الخيال، ولم أسُقه كرأي عابر، وإنما استخلصته من تجارب كثير من الأمم التي تود فعلاً أن تنجح مشاريعها الحوارية وترغب في استقرار بلدانها. ومن باب خوفنا وحرصنا على بلدنا، وبهدف الوصول إلى اتفاق حقيقي وحماية الوطن والمواطن من أي انزلاقٍ خطير؛ ندفع بهذه الاقتراحات علها تنال رضا جميع الأطراف، والله من وراء القصد.
إقرأ أيضا لـ " أحمد العنيسي"العدد 3809 - السبت 09 فبراير 2013م الموافق 28 ربيع الاول 1434هـ
كلام معقول
وموزون ومنطقي نسبيا لولا رؤية صاحب المزرعة حيث من المستحيل ان تجد في بلدان الخليج على الأقل بشكل عام والبحرين بشكل خاص أن يجازف مزارع بالإنفاق من ماله وتضييع جهده في الأرض مالم يؤمن المياه أولا وأولا وهذا من واقع تجربه/ فلو أقدم على تمهيدها و حرثها وزرعها وأصبح الماء بعد ذلك غورا فسوف تكون مصيبته أهون مما فال الكاتب الكريم إلا أن تكون الأموال والأرض حكوميه فلن تجد للمزارع آثار أو علامات ندم
كلام جميل
يااخينا مادامة السلطه متمسكه بدوعت فريق التأزيم والمتمصلحين فألحكم على هذا الحوار بالفشل من قبل ان يبدا لانه كما ذكرت انت في مقالك.
نعم المقال
كلام موزون ونابع من قلب حريص كل الحرص على مصلحة الوطن ومستقبل البلد ولكن الغريب ان يأتي بعض المتطفلين والمعتاشين على بث الفتنة - كالزائر رقم 2 - ليقحم أمرا لا صلة له بالموضوع أصلا بهذا المقال الرائع طلبا للفتنة والتشويش وإثباتا لعجزه وفشله في مجاراة هذا الفكر الراقي .
وفقت يا أحمذ ، واصل طريقك ولا تعبأ بقول الجهله
الصدر14
لماذا تقدم المعارضة تنازلات ؟!
يا اخى المعارضة لديها مشروع واضح المعانى وهو وثيقة المنامة وتقرير بسيونى ومبادئ ولى العهد , وهذا يتمشى مع الميثاق والممالك الدستورية . فلماذا تقدم المعارضة تنازلات .
المطلوب مؤتمر تأسيسي لتعديل الدستور
كل كلامك ليس عليه غبار، ولكن يجب ان يتم تحت مؤ تمر تأسيسي بإشراف الامم المتحدة أبو حسن
معك معك
لا ازيد على رأي الكاتب العزيز .. اقول لك : شكرا لك
عشت بو يوسف
عاشت الأقلام الشريفة والمخلصة. انتم معدن البلد وأصالته. الله لا يحرمنا من مقالاتك دكتور ستراوي
لا تحاول
السلطة متمسكة بما ليس لها بحق
و الشعب متمسك بحقوقه
الى زائر 2
الكاتب لم يتكلم عن الكتلة الايمانية ولم يتطرق له، فمن الواضح انت لك هذه العقدة في نفسك
عشم ابليس في الجنة
كلنا يتمنى ما تتمنتاه أخي الكريم, ولكن هل سيجد التطبيق على أرض الواقع؟ هدا ما نصبوا اليه. هناك من يريد للأزمة استمرارها لكي يعيش على فتاتها, وهناك من يريد انتهاء الأزمة لكي يهنأ بالعيش الكريم كما هو حال المواطن في دول الجوار. فهل نعي الدرس. (محرقي/حايكي)
شكرا للابداع
بصراحة كلام موزون من قلب يخاف على الوطن
رجعنااا
رجعنا الى الكتلة الايمانية!!!
اوافقك الرأي
أن أي حوار أو تفاوض ناجح تصحبه مبادرات توحي بالإيجابية عنه، وذلك بتقديم تنازلات من كلا الطرفين (المعارضة والحكومة) ولو كانت مؤلمة.
جزيل الشكر لك دكتور ع مجهودك وفكرك الراقي