اختتمت فعاليات معرض «أعين الروح» في نقش غاليري بمجمع العالي والذي امتد على مدى ستة أيام بدءاً من 26 لغاية 31 يناير/ كانون الثاني 2013. افتتح المعرض الفنان عباس الموسوي وحضره عدد كبير من الفنانين والمهتمين منهم الفنان عبدالكريم العريض والفنان عبدالرحيم شريف. وتخلل المعرض لقاء مفتوح جمع الفنانين والمشاركين في المعرض مع صاحبة فكرته ليلى التوبلي. يذكر أنّ هذا المعرض يقام للمرة الأولى في البحرين وهو يسلط الضوء على فئة من ذوي الاحتياجات الخاصة (المكفوفين)، ليجسّد مواهبهم في الرسم وسط عتمة الحرمان. ويأتي المعرض بالشراكة بين نقش غاليري وجمعية الشيخ الجمري الخيرية التي تأتي مشاركتها، بحسب تصريح رئيسها مجيد السيدعلي «إيماناً منها بسمو فكرة المعرض وغنى الأعمال المعروضة برسالة إنسانية معبرة وقيمة فنية خاصة».

من جانبه، أعرب الفنان عباس الموسوي عن اعتزازه بإقامة معرض للمكفوفين، واعتبر أنه يمثّل نقلة نوعية على مستوى الثقافة والفن في مملكة البحرين، مؤكداً بأنه كان من أول داعمي فكرة المعرض مشدّداً على ضرورة دعم مثل هذه البرامج التي تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة لما تحمله من أبعاد إنسانية جميلة ومؤثرة في المجتمع. وكانت فكرة المعرض قد استقطبت شركة (سوج بحرين) الوكيل الحصري للعلامة التجارية العالمية الشهيرة نيسبرسو، حيث كلّفت نقش غاليري بابتكار لوحة فنية تمزج الألوان والفن والخط العربي بالقهوة العالمية لإنتاج لوحة مميزة تقول للمشاركين في المعرض «شكراً»، تمّ عرضها طوال فترة اقامة المعرض.

إلى جانب ذلك، قام منظمو المعرض بتثبت لوحة بيضاء عند مدخل صالة العرض ليترك عليها الجمهور الزائر بصمته وكلماته، وقد تفاعل الجمهور بشكل كبير مع الفكرة وتركوا عبارات داعمة ومشجعة للفعالية.

وكان ممن حضر المعرض الفنان عبدالكريم العريض الذي أشاد بفكرة المعرض وبالمبادرة الإنسانية الخلاقة نحو من لا يرى النور انطلاقاً من إيمانه بأنّ الإنسانية لابد أن تكون يداً ترفع الآخرين من الظلمة للنور، مضيفاً أنه «من خلال هذه المبادرة تم رسم الفرح في قلوب هؤلاء المكفوفين، لأنهم بحاجة ماسة لهذه النافذة ليطلوا من خلالها على العالم الذي يضيء وهم يرون الظلمة».

من جانبه، صرّح الفنان علي عباس بأنّ المعرض كان مميزاً وفريداً من نوعه وهو يعكس حب وتلاحم المواطنين بين بعضهم البعض، وقمة الإبداع والإحساس الراقي تمثّلت فيما رسمه هؤلاء المكفوفون، حين يصعب على الإنسان التعبير بلسانه فيعبر عن كل ذلك بلوحة.

الفنان حسين الشاخوري أشاد بتنظيم المعرض وباللمسات الجميلة الموجودة فيه التي عكست الروح التي أخرجت اللوحات، كما إنّ اختيار الألوان والتدرّج فيها كان مبهراً وجريئاً ويستحق التقدير.

الفنان علي حسين ميرزا أشاد بتميز المعرض الذي يقام لأول مرة على مستوى البحرين بحيث سلّط الضوء على هذه الفئة، كما صرّح بأنّ ما يراه في المعرض هو نتاج وأعمال مميزة تواكب المدارس الفنية الحديثة.

ختام معرض أعين الروح كان بداية لنقلة نوعية في ماهية وأمزجة ومحتوى الفن البحريني، وهو ما سيشكل ظاهرة ثقافية مرموقة قد تمتد قريباً على المستوى الخليجي والإقليمي.