أقام منتدى الثلثاء الثقافي بالقطيف ندوة حوارية موسعة حضر فيها العديد من الشخصيات الوطنية والثقافية تحت عنوان «أضواء على مسيرة السيدعلي العوامي وقراءة في كتابه الحركة الوطنية في السعودية»، شارك فيها كل من العضو المؤسس في اللجنة الأهلية لحقوق الإنسان زكي أبوالسعود ورئيس تحرير مجلة الواحة محمد النمر.
أدار الندوة عضو اللجنة المنظمة بالمنتدى زكي البحارنة والذي بين جوانب من سيرة الراحل العوامي وتجربته النضالية، حيث كان للراحل نشاط في الشئون والقضايا المحلية والنشاطات الاجتماعية، ومارس الكتابة في الصحف المحلية حينها معالجاً بعض القضايا المحلية وناقدا أحياناً لبعض الدوائر والتصرفات من قبل بعض المسئولين فيها، وكان ذلك بتواقيع مستعارة أولاً ثم صريحة أخيراً. له من المؤلفات (رجال عاصرتهم) طبع بعد وفاته، و(جهاد قلم) مخطوط يضم ما كتبه من المقالات في الصحف والمجلات في المملكة العربية السعودية والخليج، كما صدر له لاحقاً كتاب (الحركة الوطنية في السعودية).
وتحدث راعي المنتدى جعفر الشايب في كلمته الترحيبية عن أهمية توثيق تجارب العمل الوطني في المراحل الماضية كي تستخلص منها التجارب والعبر وتنقل بأمانة للأجيال اللاحقة، موضحاً أن المنتدى يقوم بتخصيص بعض جلساته لاستحضار تجارب الشخصيات الوطنية بصورة دورية.
وألقى في البداية زكي أبوالسعود كلمته التي تناول فيها ظروف المرحلة التي عاشها العوامي مشيراً إلى أن من عرف السيدعلي لم يجد فيه غرور المثقف الذي يدعي العلم بكل شيء، بل كان بسيطاً في لغته وفي تعامله مع الآخرين، وبهكذا لغة كتب هذه السيرة، لغة سهلة وبسيطة خالية من التعقيدات الأيديولوجية؛ التي قد تنفر بعض القراء منها. وأشار أبوالسعود إلى أن الخمسينات كانت فترة صعود حركة التحرر الوطني وتنامي النضال من أجل الاستقلال من نير الاستعمار الأجنبي وبناء الدولة القومية الحديثة، وكذلك النضال من أجل السلم العالمي، والتصدي للأحلاف العسكرية التي كانت تهدف إلى تكبيل الدول الفتية باتفاقيات تضمن للاستعمار الذي خرج من الباب، أن يدخله مرة أخرى من الشباك ليبقى فيها من خلال قواعده العسكرية التي تؤمن له حماية مصالحهِ وتحاصر الاتحادَ السوفياتي الذي برز في ذلك الوقت كنصير للشعوب المناضلة من أجل بناء الدولة القومية المستقلة.
ومن المعروف أن الدول العربية خارج الجزيرة العربية في ذلك الوقت كانت أكثر تقدماً من بلدان الجزيرة، فكان الوعي السياسي منتشراً بين مختلف الشرائح الاجتماعية وخاصة بين المثقفين الذين ساعدهم تعلمهم على التعرف على الأفكار الثورية وتبنيها، والانخراط في التنظيمات السياسية النشطة بين صفوف الجماهير. ومن بين هؤلاء الشعوب وخاصة الفلسطينيين استقدمت شركة أرامكو الأميركية مدرسين لتعليم عمالها، الذين كانت أغلبيتهم من الأميين، في المدارس التي أقامتها الشركة، فكانت الفرصة سانحة للمدرسين ذوي التوجهات الثورية أن ينقلوا تلك الأفكار والمبادئ إلى طلبتهم من عمال أرامكو، الذين أقبل البعض منهم على هذه الأفكار لما فيها من جاذبية وحماس يتجاوب مع الروح الشبابية المتلهفة عادة لكل جديد.
العدد 3808 - الجمعة 08 فبراير 2013م الموافق 27 ربيع الاول 1434هـ