تعلمنا منذ الصغر أن من يريد النجاح وينشده لابد أن يصعد السِلَم خطوة بخطوة، حتى يصل للأعلى ويكون قد اجتاز كل الخطوات اللازمة حتى يقف قوياً في الأعلى وعلى أساسٍ متين لا يمكن أن يتزحزح، لأن من يحاول القفز على عدة خطوات فمن المُمكن أن يسقط سريعاً، وهذا الأمر ربما مر علينا في كل السنوات الدراسية دون استثناء.

مناسبة حديثي هذا هي الخطوة التي أقدم عليها الاتحاد البحريني لكرة القدم بالترشح لاستضافة مباريات بطولة كأس آسيا 2019 مع 5 دولٍ أخرى، وصحيح أننا نتمنى كل الخير لرياضتنا ونتمنى أن نرى عمالقة الكرة الآسيوية يتنافسون على أرضنا في البحرين، لأن مثل هذه البطولات القارية تحمل في طياتها الكثير من الأمور الرياضية وغير الرياضية المُفيدة للبلد المستضيف، مثلما حصل للمملكة حينما استضافت بطولة خليجي 21 الأخيرة بيناير/كانون الثاني الماضي.

ولكن نحن في البحرين أمامنا خطوات وخطوات كثيرة يجب أن نعتليها أولاً حتى ننظر لذلك، فرياضتنا وبالذات كرة القدم لا يزال أمامها الكثير والكثير، ويجب أن نُفكر الآن في أمورٍ أهم من ذلك، فالكل حولنا في تطور مستمر ماعدا نحن في البحرين كأننا بموقع (مكانك سر)، وسؤالي هنا هل من الأفضل وضع خطة خمسية من الممكن أن ترقى بكرتنا وتصلها لوضعٍ أفضل بحلول العام 2019 أم نسعى لاستضافة كأس آسيا في ذلك العام!

ربما سيفهم البعض كلامي بأنني لا أريد للبحرين استضافة مثل هذه البطولات وهذه التجمعات، وهذه لمشكلة فيه وليس في كاتب هذه السطور الذي أبدى وجهة نظرته، ويرى أن هنالك أولويات لدينا في الوقت الحالي أفضل من استضافة كأس آسيا، فنحن مثلاً مازلنا نُصارع في كيفية تنفيذ الاحتراف الكروي الذي من المُفترض أن يتم تطبيقه قريباً بعد أن سبقنا له الكثير من الدول التي من المفترض أن نتقدم عليها، ولا نعلم بصراحة كيف سيتم تطبيقه ومتى!، إضافة إلى أننا عاجزون إلى الآن حتى عن إصدار جداول ثابتة لمسابقتنا المحلية حتى لشهرين قادمين دون أي تغيير، فأيهما أهم؟، هل تطوير رياضتنا وكرتنا وجعلها على أسس سليمة أم استضافة كأس آسيا؟، الجواب لديكم أعزائي.