العدد 3807 - الخميس 07 فبراير 2013م الموافق 26 ربيع الاول 1434هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

متى يأتي ذلك اليوم؟

كان ينتظره على أحر من الجمر! وبفارغ الصبر والشوق! أتعرفون لماذا؟ كي يلبس حذاءه الجديد! لا! الذي أهداه والده قبل أن يودعه! هدية نجاحه وتفوقه في دراسته! لا! حتى أنه كاد أن ينام به في ليلة العيد! لا! أو يرتدي بدلته الكحيلة الجديدة! أيضاً، لا! إذاً ما الداعي إلى تشوقه وحماسه لذاك اليوم؟

إن قضيته ليست في لبس حذاء جديد ولا في ارتداء بدلة جديدة! إنما قضيته أكبر من ذلك وما إن بزغت شمس ذالك اليوم حتى نسي قضيته! فراح يبحث عن حذائه، فلم يجده! ولم يجد أيضاً بدلته الزرقاء الجميلة التي وصلته من أبيه! ثم تذكر والده! فركن في غرفته واستسلم لقدره! وصمت في داخله مرة أخرى! وراح يعنف ضميره وعقله «كيف ألبس لباسي وحذائي الجديد ووالدي بعيد! إلى أن ختمها بقطرات من دموعه البريئة! التي وجدت من يمسحها عن خده هذه المرة المشع براءة وبياضاً! شقيقه الذي يكبره بسنة واحدة! وقبل أن يسمع من أخيه أرجوزته هذه المتكررة! لا تحزن يا جمعة سيأتي ذلك اليوم الذي تلبس فيه حذاءك الجديد وترتدي بدلتك الداكنة ونفرح فيه كما يفرح فيه أصدقاؤك! وزملاؤك!

قاطعه شقيقه ثانية قائلاً له: ... متى! فصمت! فعرف أن أخاه لا يملك جواباً! فراح يلهو في دراجته لعلها تنسيه آلامه بغياب والده وتهديه آماله بعودته! وهو يسمح قهقهات زملائه خارجاً وهم ينادونه ألا تخرج معنا يا جمعة نلهو ونلعب معك؟ من الذي حبسك عنا في هذا اليوم أيضاً؟ لحظات وإذا هو واقف أمامهم ورقابهم معلقة ناحيته كأنه القائد في هيبته يخطب في جنوده! ولكنه لم يستطع أن ينطق بكلمة واحدة! فكان الصمت جواباً! وقبل أن ينسحبوا عنه بادره أحدهم ذو الأسنان الساقطة كسقوطه في الدراسة! وهو يتبختر بثوبه البيضاء الجميلة المملوءة جيوبها دراهم ودنانير! لم لا تتكلم معنا يا جمعة؟ هل أمك مريضة هذه المرة أيضا؟ فأراد أن يرد ولكن قاطعه صوت المذياع الذي ينبعث من منزل جاره سعد الذي اختتم المذيع النشرة بخبر عاجل من إسرائيل حيث أعلنت عن إطلاق صراح جميع السجناء ونزولاء السجون بمناسبة عيد اليهود! كان وقع هذا الخبر عليه عادياً فأبوه ليس من بين هؤلاء السجناء!، لكنه لم يستطع حبس احتجاجه! فبدأ يطرح التساؤلات على أمه، لماذا ولماذا ولماذا؟!، ولكنه يعرف أيضاً أنه لن يحصل على جواب منها هذه المرة أيضاً!. وعاد ثانية يلهو بدراجته في فنائه الفسيح لعله يجد فيه تسليته وحلاً لمشكلته! إلا أن عقارب الساعة أسرع منه التي تشير إلى قرب غياب قرص الشمس ومعها لونها البرتقالي الجميل! فانزوى في مخدعه وتوسد وسادته واستسلم لنومته ولكوابيسه من جديد! كأنه جالس مع أبيه مرتدياً بدلته الداكنة وحذاءه الأسود بمعية والدته وشقيقه وهم في فرح وسعادة لا توصف إلا أنه لا يبدو مسروراً ولا فرحاً بل كان حزيناً! أتعرفون لماذا؟ لأنه يعرف أن هذا حلم! ولأنه يعرف أن ذلك اليوم لم يأتِ بعد!

مهدي خليل


تامر بتاع غمرة... وعلاء بتاع الدلتا

كان «تامر» بتاع غمرة أحد أهم مكاسب الثورة المصرية الأخيرة، تامر... المتصل الباكي بقناة النيل الإخبارية الحكومية هو أحد أهم الدلائل الصوتية الحية على مدى «الاستعباط» الذي كان تلفزيون الدولة الحكومي يخدعنا به، صوت تامر وهو يبكي والمذيع يحاول تهدئته حتى تتم المداخلة وتنتهي ـ ربما حتى لا يضحك المذيع وتنكشف القصة ــ كانت تصاحبه صورة مبهمة من بعيد لمكان ما يبدو أنه ميدان التحرير، في فترة اتصال «تامر بتاع غمرة» كان التلفزيون الحكومي يعيش آخر أيامه التضليلية بعد عصور من النفاق للحكام ولحكومته، أعذرني على استخدام كلمة «آخر» فهي غير دقيقة نسبياً، أو بالأحرى ليست دقيقة على الإطلاق.

تلفزيون الدولة والذي يعد أحد أضخم الأجهزة الإعلامية الحكومية حول العالم، كان وسيلة تقديس للحاكم وتضليل للشعب، هو ناطق باسم الحزب الوطني المنحل على رغم كونه «تلفزيون قومي» تعني أنه يجب أن يتحدث باسم كل طوائف الشعب، على أي حال لقد قُتل الحديث عن مدى نفاق وتضليل تلفزيون الدولة أيام النظام وخلال مرحلة الثورة وبعدها، لكن أرى أن المزيد من الحديث عن هذا الموضوع سيكون تكراراً لحديث سابق.

ما لفت انتباهي ودفعني لكتابة هذه السطور الآن هي مداخلة على إحدى القنوات الحكومية المملوكة للدولة المصرية الموجودة في شبكة قنوات «المحروسة» وهي قناة «الدلتا»، ففي أحد برامجها المسائية وهو «اللية السامر»... وأرجوك لا تسألني عن اسم البرنامج أو لما كان مكتوب بهذا الشكل، لكن البرنامج كان يناقش الأحداث السياسية الداخلية الجارية، وإذا بمداخلة هاتفية من «ا/علاء من القاهرة « وقبل أن يبد «علاء» حديثه... أكد المذيع أن «علاء» دائماً ما يقدم نقداً للبرنامج ولما يتم تقديمه، فإذا بعلاء ينفعل قليلاً ويسأله: وهل ما أطرحه وأنتقده... خاطئ؟! ، فيؤكد المذيع أن مشاركاته هادفة وأن نقده بناء... أتفضل يا أستاذ علاء!

كان الضيوف في البرنامج شخصان من أصحاب الذقون وثالث حليق الذقن، ومذيع ومذيعة من دون ذقون، يبدأ علاء حديثه بأن كل أصحاب الذقون سيتم شنقهم والزج بهم في السجون، ويتواصل نقده اللاذع الذي يجرم القانون بعضه لخروجه عن إطار الأدب، فيخفض مخرج الهواء صوت الاتصال الهاتفي.. قبل أن يقطعه بعد عبارة علاء الأخيرة «مرسى الخروف سنذبحه ونعدمه»!

قد يكون الموضوع عادياً إن كان على إحدى القنوات الخاصة التي تثير الفتن ليل نهار وتعيدها بعد مرور ساعتين على قناة إعادة الفتن، وقد يكون مقبولاً على قنوات تستبيح أوقات البث في تبادل الشتائم والسباب والألفاظ الخادشة للحياء، ولا يوجد حرج في كلام «علاء» ـ الذي اكتفيت بنقل آخر عباراته فقط ـ إن كان هذا الاتصال بتوفيق أو مدام لاميس، لكن المشكلة تكمن في أن تلفزيون الدولة الذي رغبنا أن يتحول من تلفزيون الحاكم والسلطة والنفاق والتضليل إلى تلفزيون حيادي صادق وعقلاني مثل «بي بي سي مثلا»... إذا به يتحول 180 درجة فيصير على النقيض تماماً، من سب الشعب إلى سب الحاكم، ومن مكالمات مفبركة لصالح النظام إلى مكالمات بذيئة «وإن كانت غير مفبركة» ضد النظام، إنني وغيري كثيرون لا ندفع أموال ضرائبنا كي نسمع ونشاهد تضليل وكذب «تامر بتاع غمرة» أو «علاء بتاع قناة الدلتا»، وإن كان هذا هو مستواها الإعلامي فإغلاقها أفضل وأنفع للبلاد والعباد، وخصوصاً أنها قنوات لا تدر إعلانات أو أرباحاً وإنما هي إحدى وسائل الإنفاق والإهدار... واسمح لي أن أضيف: التضليل!

أحمد مصطفى الغر


يا أمير العاشقين

أَسْعَدْ أَيّامْ اِلسِنِيْنْ

لِى تِلاقَى اِلعاشِقِيْنْ

أَحْلَى أَعْيادْ اِلعُمُرْ

شُوْفِتِي لَكْ يا حَسِيْنْ

يا أَمِيْرْ اِلعاشِقِيْنْ

يِحْلَى عِيْدِي فِي لِقاكْ

يِفْرَحْ إِقْلِيْبِي مَعاكْ

يِغْلا فِي عِيْنِي غَلاكْ

وِالمُوَدِّهْ وُالحَنِيْنْ

يا أَمِيْرْ اِلعاشِقِيْنْ

نَظْرَهْ مِنِّكْ يا الحَبِيْبْ

خَلَّتْ إِقْلِيْبِي يِطِيْبْ

ساعَةْ اِلحَظْ وِالنِصِيْبْ

لَمّا أَشُوْفُكْ كِلْ حِيْنْ

يا أَمِيْرْ اِلعاشِقِيْنْ

تِلْمِسْ إِيْدِيْنِي يَدِكْ

وَاْطْلُبْ اَلله يِسْعِدِكْ

يَحْفُظُكْ لِي وِيِبْعِدِكْ

عَنْ إِعْيُوْنْ اِلْحاسِدِيْنْ

يا أَمِيْرْ اِلعاشِقِيْنْ

خليفة العيسى

العدد 3807 - الخميس 07 فبراير 2013م الموافق 26 ربيع الاول 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً