ليس لدي ذرة من الشك، أن الشعب سيتصافح وسيتصالح وسيتآزر ويتعاون مع بعضه، بعد أن عظم بلاؤه ومصيبته، وبرح الحق وظهر الخفاء. لهذا سترجع طوائفه إلى أحضان بعضها البعض، وستتآلف بالتواصل والتراحم والتزاوج من جديد. ونحن نستمد هذه القناعة ونستدل عليها من طيبة هذا الشعب الذي عرف بالتسامح عبر القرون.
لكن ما ندعو إليه هو الإسراع في ذلك، اليوم قبل الغد، وذلك باتخاذ مبادرات تؤول إلى هذه الرغبة في أسرع وقت، ولتحقيق ذلك نحتاج إلى خطوات تسرع في الوصول إلى هذه الأمنية.
أولها: الابتسامة عند المرور، وثانياً: المصافحة عند اللقاء، وثالثاً: الحديث عن تاريخنا النضالي المشترك، ورابعاً: رفض كل أساليب السب واللمز بين الطوائف فوق المنابر أو بين الأصدقاء، وفي دواويننا وجلساتنا المختلفة، وأن لا نسمح أو نستسيغ كلام من ينفخ في روحنا من حقده وكراهيته للناس، وندعوه للهداية والكلمة الطيبة.
نعلم أن الجفاء آخذٌ بالتآكل رويداً رويداً، وأصبحت بعض العوائل والتجمعات بالتراجع عن خصامها بعدما بدأت بمراجعة مواقفها ورجعت لرشدها، وقد قامت بعض العوائل من الطائفتين بالجلوس معاً والتباحث في الأزمة ووضعها خلف ظهورهم، وفقاً للحكمة القائلة ان «الاختلاف لا يفسد للود قضية»، ولم يتبق سوى مجموعات تحتاج إلى جرعات تحفيزية وتذكير. ولكننا أيضاً نتفهم أنه ستبقى بقايا تعادي هذا الشعب وقواه السياسية التي تطالب بالديمقراطية والحقوق والعدالة، وهؤلاء بالطبع لهم مطامع شخصية ومصالح فئوية يحرصون عليها لكي لا يخسروا مصالحهم مادامت تهطل عليهم العطايا بحسب الحاجة.
ما يؤلمنا ويعز علينا بعض المظاهر غير المستحسنة من البعض، من قبيل عدم تقديم التحية عند المرور، وظهور ملامح العبوس على المحيا عند اللقاء وكأننا أعداء، فهذا ليس من خلائق البحرينيين، وإن كنا نؤمن تماماً بأن هذه الأمور ستزول حتماً في القريب.
للأسف أصبحنا نصغي للعذال بعد انتشار أمراضهم البكتيرية المعدية في صفوف مجتمعنا الطيب، وذلك بنشر جراثيمهم المتوالدة داخل أجسادنا.
قبل الختام ندعو جميع البحرينيين إلى رفع اللوم والعتب، حيث لا ينفعنا ذلك في هذه الحقبة من الزمن العصيب، ولن ينفع أجيالنا، ولا يجب علينا أن نتقوقع في هذه الاسطوانة المعلبة بالعتب والذكرى الأليمة. ونحن نعلم أن كثيرين من شركائنا في الوطن يمتلكون قلوباً صافية ونفوساً طيبة، وإذا ما تعرضت هذه النفوس الطيبة للخداع يوماً، فإنها سرعان ما تعود إلى رشدها وطيبتها.
المطلوب اليوم من شعبنا الكريم أن يتذكر مبادئ دينه، بألا يضر أخاه المسلم إن لم يستطع نفعه، وأن يفرحه بدلاً من غمه، وأن يبتعد عن الذم والتخوين لشريكه في الوطن حتى يذوب الحقد ونستأصل الكراهية والفتن من مجتمعنا المسالم، ونحيي ضمائرنا ونملأ قلوبنا بالرحمة والمودة.
لقد قال الأجداد ان من أسباب الهيبة النفس الطيبة، ومن أسباب الجمال كثرة الابتسامة، فندعو الجميع للابتسام لأخيه وشريكه في الوطن أينما يحل، لمحو الأحقاد من النفوس، واستئناف الحوار بيننا على الخير، واحتواء الشر من المتسلقين والمنافقين لإزاحتهم عن دربنا ومسيرتنا التي سيتحدث عنها التاريخ والحاضر والغد بإذن الله.
إقرأ أيضا لـ " أحمد العنيسي"العدد 3805 - الثلثاء 05 فبراير 2013م الموافق 24 ربيع الاول 1434هـ
تسلم هاده الاقلام
ولكن يتنبئنى شك كبير مازال هناك من يوارغ ويماطل ويستخف بعقول البشر وكئنه يعيش فى العصور الوسطى مازال يستعمل نفس المصطلحات المشروخه يخون تاره ويكفر تاره اخرى ويئجج ويمجج ويمزج الحق والباطل معا ما عاد يفرق بينهما
الأبتسامه محبه
انا عن نفسي أكن كل الحب لكل الناس دون النظر الى الطائفة الكل اخوان والكل أحباب بأستثناء الراقصون على الجراح .
الوحدة الوطنية
شكراً دكتور ،، نحن في أمسّ الحاجة للتسامح والتكاتف لاستكمال مسيير ما خرجنا من أجله
هذا هو المطلوب
احسنت يالعنيسي
نعم سنبتسم ونتعالى الجراح ولكن لمن لم تتلطخ يده
نعم سنبتسم لكل الاخوة ما عدى من شارك في ظلمنا وسفك دمنا وأذيتنا
نحن نعرف ان هناك الكثير ممن لا ذنب لهم وحرام علينا ان نظلم احد ونحن
من يحارب الظلم ولكن من كشف وجهه القبيح وجاهر بظلمه لنا سرا وعلانية
غير مبال بما سوف تؤول اليه الامور لا يمكن ان نبتسم له ولو ابتسمنا
فما قيمة ابتسامتنا وعند الله قد فتحت الملفات وبها ظلامات الناس ودماءهم؟
نحتاج لمقالات تدعو للوحدة مع قرب الحوار
نحتاج لكلمات وحث على الوحدة لنتفق على المطالب ابو حسن
هذا أصلك يالبحريني
أتفق معاك سيبتسم الشعب لنفسه، ولو بعد حين وسترجع المياه لمجاريها ومشكوك على النصائح الطيبة يا بن الطيبين. ستراوي
عشت يابن الأجاويد
مقال يدل على فطنة وحرص على البلد من الضياع جراء تشرذم الشعب شكرًا لك دكتور وعاشت الأقلام الشريفة ستراوي
الإبتسامة
أخي الكريم وأنا أقرأ مقالك أرتشف حبك للوطن والمواطنين, ولكن لدي سؤال واحد أرجوا أن تجيبني عليه وهو, من بدل الإبتسامة إلى عبوس ومن حول التحية إالى جفاء؟ وإدا عرف السبب بطل العجب. (محرقي/حايكي)