سنوات الغربة زادت ايماني بالديمقراطية،
ملتزم بخطى المستقل دائما،
حصلت على دعم القيادة السياسية للمضي في مشروع الجريدة،
نواصل شكاوى حقوق الإنسان للديوان الأميري،
البحرين- جاسم عباس
ارتأت "القبس" أن تلقي نظرة على مختلف نشاطات وفعاليات المجتمع المدني في مملكة البحرين الشقيقة، خصوصا الجمعيات الأهلية، في ضوء التطورات الجذرية التي شهدتها البحرين طيلة الأشهر القليلة الماضية لجهة الاستفتاء على الميثاق الوطني وإصدار الدستور الجديد الذي نشأت خلافات في شأنه، خصوصا لجهة التضييق على عمل السلطة التشريعية المنتخبة وعدم وضوح الفصل بين السلطات وصولا إلى مطالبة البعض بالعودة إلى دستور 1973.
وقد تركزت الاعتراضات السياسية على جملة أمور دستورية، خصوصا على التعديلات التي أخلت على الدستور الجديد لجهة التأكيد أن المجلس الوطني المنتخب له وحدة حق التشريع، فيما تقتصر مهمة مجلس الشورى المعين على الاستشارة فقط.
ويبدو من المقابلات التي أجريتها "القبس" أن جمعيات النفع العام تحاول إبعاد نفسها عن الخلاف السياسي وأن كان بعضها أشار إلى أنه لن يكون بعيدا عن الهم العام في البلاد.
أعرب رئيس تحرير جريدة "الوسط" البحرينية منصور الجمري عن أمله بأن تطرح تجربة جريدة، وهي تحت التأسيس، نموذجا جديدا للعمل داخل النظام وداخل المعارضة.
وأوضح أن الجريدة ستكون ملكا للقطاع الخاص، كما ستفصل هيئة تحريرها عن المساهمين ومجلي إدارتها حتى تستطيع أن تعبر عن الرأي العام كله.
وفي ما يلي نص المقابلة مع الجمري:
[ لقد عشت تجربة الإبعاد في لندن كيف ترى دورك بعد العودة؟
- عودتي إلى البحرين هدفها الإصلاح ومساندة مشروع الإصلاح وللوقوف أمام أي محاولة للعودة إلى الماضي البائس، ونسعى لتعزيز حالة الأمن والنظام مع وجود كرامة وحرية وديمقراطية للمواطن البحريني.
[ هل مازلت متاثرا بسنوات الغربة وبما تحمل من معاناة؟
- لاشك أن سنوات الغربة هي سنوات خبرة، حيث كنت أعمل مديرا هندسيا وانشط سياسيا من خلال حركة احرار البحرين، ومن خلالها استطعنا رفه قضية شعبنا إلى جميع أنحاء العالم.
النهج الديموقراطي
[ هل تؤثر الغربة عليك الآن؟
- تؤثر من جانب أنني استقيت خبرات من المجتمع الذي كنت أعيش فيه، وأنا اعتز بأسلاميتي واعتز بأنني متدين، واعتز بأنني ديموقراطي، وإيماني بالنهج الديمقراطي لا بد أنه تأثر من خلال وجودي في بريطانيا.
[ قبولك بهذه الصحيفة، هل كان ضمن ترتيبات (شروط) مع مؤسسة الحكم بصورة غير معلنة؟
- في الحقيقة، وكما يعلم الجميع، فإن مشروع الجريدة بدأ من فكرة طرحها الوالد الشيخ عبدالأمير الجمري أمام الملك حمد، وتمت الموافقة بشرط أن يكون رأس المال بحرينيا بالكامل، ومعرفة من هو رئيس التحرير واسم الجريدة، وبعد توفير كل الاجراءات... حصلنا على دعم القيادة السياسية للمضي في المشروع.
[ بعد ان منحتم الجريدة، هل يعتبر ذلك بداية شراء لها؟
- لا.. لان الجريدة هي مملوكة بالكامل للقطاع الخاص، ونحن سوف نعتمد على القانون الجديد الذي سيصدر قريبا، والذي سيوفر حرية التعبير على الرأي، ونحن سعينا أثناء التأسيس لانفصال هيئة التحرير عن المساهمين بمعنى أن ما تنشره هيئة التحرير لا تكون مسؤولة عنه هيئة المساهمين وادارة الجريدة، وبالتالي فان الجريدة تعبر عن ضمير الرأي العام لكل البحرين
[ هل ستكون الجريدة صوتا لكل البحرين ام للمنتفعين فقط؟
- هي لكل البحرينيين، وتمثل مختلف القطاعات وانا الوحيد من بينهم المنفي، اما البقانون فهم عاشوا ويعيشون في البحرين.
[ خلال وجودك في البحرين، هل التقيت بالمسؤولين؟
- انا التقيت بجلالة الملك قبل اعلان الملكية والتقيت برئيس الوزراء، ودائما لقاءاتي هي للحوار، وانا ملتزك بخطى المستقبل دائما.
[ والى اي مدى تقبلوك بعد هذه السنوات؟
- انا اعتقد بلا شك انهم تقبلوني وتقبلوا غيري لان النهج اختلف، ونحن نأمل بأن نطرح نموذجا جديدا للعمل من داخل النظام والمعارضة من الداخل.
[ يقال انه منذ عودتك لم يسمح لك صوت للدفاع عن حقوق الإنسان في البحرين؟
- بالعكس انا اعمل مع الجمعية البحرينية لحقوق الانسان وادافع عن القضايا التي تصلني واوصلها لقسم الشكاوى والتظلمات بالديوان الاميري وستكون الجريدة نشرة للمحرومين والمستضعفين لينشروا فيها شكاواهم.
[ يقال ان المال السياسي دفع لاقطاب المعارضة وانت منهم؟!
- ولكني لم استلم ولا دينار واحد، ولن اقبل باستلام ولا دينار.
[ لكن يقال انك استلمت هذا المال السياسي؟
- انا اتحدى أي شخص يقول انني استلمت سواء من النظام أو من خارج النظام.
صحيفة "القبس" الكويتية
بتاريخ: 16 / 3 / 2002
العدد 3804 - الإثنين 04 فبراير 2013م الموافق 23 ربيع الاول 1434هـ
