ذكرت في هذه المساحة والزاوية من الأسبوع الماضي أن اتحاد الكرة تخلى عن مسئولياته برعاية المدرب المواطن من خلال 3 جوانب أولها عدم منحه الفرصة الحقيقية مع منتخباتنا الوطنية، وثانيها عدم وجود كيان خاص يضم جميع المدربين، والثالث عدم تطبيق المبادئ والاشتراطات التي وضعها الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بضرورة حصول المدرب على الشهادة التدريبية الخاصة والمعتمدة من قبله.

لم يكن تخلي اتحاد الكرة عن دوره مقتصرا على هذا الجانب فقط، بل انه تخلى عن دوره في الكثير من الجوانب المهمة، ومنظومة عمله يوجد بها الكثير من القصور ومنها تخليه عن دوره الرئيسي في تنظيم ورعاية المسابقات بالصورة المثالية التي توفر النجاح المطلوب، وربما اقتصر دوره في بعض المناسبات أو المباريات القليلة ومنها نهائيات بعض المسابقات.

ضعف المسابقات الكروية واضح وصريح، وتكاد تتفق جميع الأطراف على هذا الأمر سواء من أندية أو إعلام ووصولا للجماهير، وضعفها يعتبر سببا كبيرا وواضحا في انحدار وتراجع مستوى منتخباتنا الوطنية بجميع درجاتها وفئاتها.

العشوائية وغياب التنظيم وكثرة التخبطات هي السمة الغالبة على سير المسابقات المحلية، ولعل أبرز الملاحظات الموجودة فيها هي تلك المتعلقة بالتوقفات الطويلة وغياب التخطيط الخاص بها عبر البرمجة الزمنية الواضحة طوال الموسم وغياب المتابعة الشخصية من أعضاء مجلس الإدارة، ناهيك عن سلبيات أخرى تتعلق بالتحكيم واللوائح الخاصة بالتنظيم وغياب الحوافز التشجيعية والمكافآت وغيرها من الأسباب الكفيلة بفشلها وضعفها.

وفيما يتعلق بالرعاية والتسويق فإن اتحاد الكرة وعلى رغم حصوله على راع لمسابقة الدوري إلا أنه فشل في استثمار تلك الرعاية بصورة مثالية سواء برفع المستوى الفني أو الإعلامي وحتى الجماهيري، وربما امتد هذا الفشل ليشمل الأندية من خلال عدم حصولها على المبالغ المالية الكفيلة بالمساهمة في دعم موازناتها وخزائنها الخاوية على عروشها التي تجعلها تواجه الأعباء المالية الموجودة على عاتقها تجاه لاعبيها ومدربيها.

لا أنكر وجود اجتهادات وعمل جبار تبذله بعض الجهات العاملة ضمن منظومة اتحاد الكرة ومنها لجنة المسابقات التي تبقى مكتوفة الأيدي سواء برئيسها الحالي حسن إسماعيل أو السابق عبدالعزيز قمبر، إلا أن اليد الواحدة لا تصفق، فاللجنة تبقى من غير دعم حقيقي في بعض الجوانب، وربما القرارات التي تصدر بين فينة وأخرى تسلبها ما تبقى من صلاحيات.

اتحاد الكرة أمام مسئولية كبيرة للنهوض بكرة القدم البحرينية، وإذا أراد الوصول لهدفه كما تؤكده تصريحات مسئوليه فأهم خطواته التصحيحية الاهتمام أولا بالشأن الداخلي والمحلي ومنها مسابقاتنا التي وصلت لحالة يرثى لها من غياب الاهتمام والرعاية.